نفساني - عرض مشاركة واحدة

12-11-2004, 10:59 AM

كم جميل هو سماع كلمات الإطراء و المجاملات و عبارات المدح ...
وكم من المرات هي التي كنا نستنفذها من لحظات حياتنا في السعي للحظي باستحسان الآخرين لنا في موقف ما...

في الأصل إن طلب الإستحسان من الأخرين هي رغبة و ليست ضرورة ملحة..
وأن من ينتظر الثناء من الأخرين كمن يقول لهم:" رايكم في أهم بكثير من رأي في نفسي"

فإذا تحولت هذه الرغبة إلى ضرورة ملحة فأنت بذلك تكون قد اخترت أن تضع قيمتك الذاتية على أكمامك لتكون تحت تصرف شخص آخر يرفع منها حينا و يحط منها حينا آخر , سوف تشعر بقيمتة نفسك فقط إذا هم قرروا أن يمتدحوك أو يثنوا عليك وانك سوف تشعر بالانهيار إذا لم تحظ بذلك . و هذا يحدث حين تستيقظ فيك القوى المدمرة للذات.

ولكنه أيضا..

من الطريف أن تعلم أن افضل طريقة لتحقيق ذلك هو ألا تريد ذلك, و أن تتجنب السعي وراءه , و ألا تطلبه من أحد.

فكر في إنسان في حياتك قد حظى بأعلى قدر من استحسان الآخرين . ما مواصفاته ؟ و كيف يتصرف ؟ ما السبب في انجذاب الآخرين إليه؟

هنال احتمال لأن يكون الشخص الذي تفكر فيه صادقا و نزيها و صريحا و منصفا و مستقلا برأيه عن آراء الأخرين و( محققا لذاته).. و ربما ليس لديه من الوقت ما يضيعه بحثا عن استحسان الأخرين.
إن هذا هو الشخص الذي لديه القدرة على أن يقول الحقيقة , و يعبر عن رأيه مهما كانت العواقب . و ربما يرى هذا الشخص أن اللباقة و الدبلوماسية أقل أهمية من الأمانة و الصراحة. و هو ليس مؤذيا, ولكنه إنسان ليس لديه من الوقت الكثير لمرآءاة الأخرين بحديثه المعسول , و بحرصه الشديد على تزيين الكلام بضيغة لا تجرح مشاعر الآخرين .

لأنه من خلال احتكاكك مع نفسك , واتصالك بها , و استخدام الصورة الإيجابية لذاتك كمرجعية تعود إليها دوما فإن قدرا كبيرا من الإستحسان سوف يتحقق لك .

إن استئصال الحاجة إلى الإستحسان لا تعني أنك تحاول أن تمحو كل صور الإستحسان من حياتك , ولكنك تسعى جاهدا لعدم الشعور بالإعاقة أو العجز - و لو بقدر يسير- إذا لم تحظ بما أردت من استحسان.. عندها تتمكن من تحصين نفسك ضد اليأس و الشعور بالإحباط حينما تقابل باستهجان من قبل الأخرين , ويمكنك أن تحظى بتذكرة تمنحك الحرية الشخصية في الاستمتاع بكل لحظة من لحظات حاضرك طيلة حياتك.

المصدر: نفساني