خير الخطائين ..................... المكابرون !
لماذا يخشى بعض الغلاة من العصاة النار على: إبليس ، وأبي لهب ، وأبي طالب ، وابن نوح ، بل ويريدونهم في الجنة حتى وإن نزل فيهم حكم الله !.
اتساءل كثيرا عن هؤلاء ، لماذا يصل بهم التفكير إلى هذا الحد !
ألأنهم قد وقعوا في معاصي كثيرة ، وبلغ بهم اليأس من رحمة الله ، وبذلك هم يجاولون أن يبرروا لتلك الفئة المحكوم عليهم من قبل رب العالمين ، ليصبحوا أهون من تلك الثلة ، ومن ثم يغفر لهم كما غفر لمن هم أسوأ منهم !
إن الإصرار على المعصية ، والتمادي في الضلال ، وعدم الاستماع إلى منادي التوبة ، والابتعاد عن كل ما يخالف الهوى ، هو الذي أودى بهم إلى ذلك ؟
ولست هنا لأبين ضلال توجههم ، وضآلة تفكيرهم ، فهي تماما فئة ضالة ولكن إلى أقصى اليسار والعياذ بالله !
لكنني هنا لأذكر أن الإنسان له فسحة ، مالم يغرغر ، وباب التوبة لا يغلق ، مهما عمل الإنسان من عمل ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
والشيطان في كل حين يعود للتائب ليذكره بأفعاله التي كان يرتكبها ، وبأن التوبة في واد وهو في واد ، وبأن التوبة لم توجد لأمثاله ، وبأن التوبة للصالحين ، وهو لا يمت للصلاح بصلة ، لا من قريب ولا من بعيد ، بل يكاد يجزم على نفسه بأنه خالد في النار ، لذلك عليه أن يفعل ما يشاء ، دون قيد أو شرط ، وأن يلهو ويتمتع في هذه الحياة تبعا لهواه ، وأن يعتقد دائما أن كل أعماله السيئة محسوبة عليه ، وأن أي عمل صالح مرفوض مردود ، وبذلك يكون قد جعل من نفسه حاكما ومحكوما ، وهذا من مصائد الشيطان التي لا حد لها .
( لأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين )
من يستسلم لما يريده الشيطان فقد وقع في الغواية ، ومن وقف بوجه الشيطان ولو بعد حين فقد صار من عباد الله المخلصين ، ولكن أين نحن من هوانا الذي يسيره الشيطان كما يريد ، دون رعاية لحلال أو حرام ، ودون أوبة وتوبة .
بل إنني أقول لا تكن أحد أيادي الشيطان وأنت تدري أو لا تدري ، بل كن داعيا لما يأمره الله ، مبتعدا عن تجريح من وفقه الله للهداية ، أو السخرية بما يعملونه اعتقادا منهم باتباعهم لأمر الله .
وأقول أخيرا :
خير الخطائين التوابون وليس المكابرون !
والمعنى أن الخطأ موجود والنفس أمارة بالسوء ، ولكن لنعد بعد المعصية ، ولنبادر بالحسنة بعد السيئة كي تمحها !
|