22-08-2017, 11:24 AM
|
#2
|
عضو جديد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 57108
|
تاريخ التسجيل : 08 2017
|
أخر زيارة : 07-09-2017 (09:03 AM)
|
المشاركات :
9 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عنوان المقالة : لا تصبر ... تكيف
ارتبط مفهوم الصبر في ثقافتنا بمفهوم الانسحاب والبقاء في الوضع السيئ من دون السعي للتغيير والإصلاح. فمثلاً المرأة التي تشكو من قسوة زوجها معها أو سوء حياتها معه تأمرها أمها بالصبر... «اصبري مثل ما صبرت على أبوك والله يجزيك خيرا». والرجل الذي يشكو من مديره المتعنت ينصحه زملائه: «اصبر كلنا حالنا مثل حالك» «هذا الموجود ما نقدر نعمل شيء» «ما بيدنا حيلة بس نصبر الى أن يفرجها الله».
بهذه النظرة تحول الصبر من مفهوم يؤدي الى الحركة والتغيير الإيجابي إلى مفهوم يدعو إلى السكون والسلبية والانسحابية.
إذا درسنا الآيات التي تدعو إلى الصبر رأينا أن معظمها يتبع الله تعالي الصبر بعمل مثل «إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» أو «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ».
بالطبع توجد مواقف يعني فيها الصبر الانتظار، لأننا لا نستطيع أن نحل جميع المشاكل خصوصاً التي ترتبط بأشخاص آخرين دخلاء في الموضوع. أو أمور لها وقت محدد لا نستطيع أن نتجاوز الوقت ويجب ان ننتظر حتى يحين الموعد المحدد.
لكن حتى في هذه المواقف الصبر لا يعني الجلوس مكتوفي الأيدي والتفكير في الموضوع بانفعالية والشعور بالحزن أو الغضب أو اليأس والإحباط إلى أن يتغير الوضع.
إذن ماذا يعني الصبر الإيجابي؟
قد يعني التكيف مع الظرف الضاغط أو الأزمة الموجودة والقيام بـ (أفعال) تخفف من شدة الحدث الذي نعاني منه دون الإصرار على تغيير الحدث الخارجي او الأشخاص الاخرين.
فمثلاً الأفضل للأم التي تنصح ابنتها بالصبر السلبي أن تعلمها كيف تستطيع أن تتكيف مع هذا الوضع وان لم تستطع ذلك ترشدها إلى من يعينها.
وبدل الجلوس والانتظار في حالة شديدة من الحزن والتعاسة إلى أن تتغير الظروف، نستطيع أن نتقبل أولاً بأن هذه هي حدود اختياراتنا وسواء جزعنا أو بكينا لن يتغير شيء إذن ننشغل هذه الفترة بأمور أخرى تخفف علينا شدة الضغط إلى أن يحين الوقت المعلوم.
والتكيف يعني أن تبحث عن الفرصة في بطن الأزمة وتبحث عن المميزات الموجودة وما تحصل عليه في هذا الظرف بدل التركيز على ما تفقده لأن ما فقدته لا تستطيع أن ترجعه فتدارك ما بقي لك قبل أن ينتهي ذلك أيضاً.
وأما الصبر في الظروف الصعبة التي لا تحتاج إلى الانتظار فيعني أن تغير سلوكياتك أو تغير المكان والأشخاص. فبدل الصبر على المدير الذي يبخسك حقك ابحث عن تغيير وظيفتك وواجه المخاطرة بدل الانسحاب والاستسلام والخوف من ترك منطقة الراحة. فالصبر لا يعني الخمول والكسل أو لعب دور الضحية.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 07-09-2017 الساعة 09:46 AM
|