عرض مشاركة واحدة
قديم 25-08-2017, 10:56 PM   #90
مخضرم نفسية
عضو نشط


الصورة الرمزية مخضرم نفسية
مخضرم نفسية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32867
 تاريخ التسجيل :  01 2011
 أخر زيارة : 21-11-2024 (06:40 AM)
 المشاركات : 194 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنفال البلوشي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله جميعًا، و حياكم الله!

هذه تجربتي مع الفصام، و قد تشافيت منه 100 % و لله الحمد و الفضل و المنة. سأبدأ بعرض تجربتي أولا، ثم أعرّج على العوامل التي أدّت إلى إصابتي بهذا المرض و غير ذلك.

بدأ معي المرض حين كان عمري 21، سنة 2007، كنتُ إنسانة طبيعية جدًّا، في سنة رابعة جامعة تخصص صيدلة، كل من يحيط بي كان يحبني جدًّا و يحترموني فائق الاحترام لِما كنتُ فيه من أخلاق و تفوق في حياتي و حافظة للقرآن و لله وحده الفضل علي و منه التوفيق و التيسير. كانت لدي أيضًا حلقة تدريس فقه أدرّس فيها صديقاتي. و كان لدي وقتها صديقة حميمة كانت كالأخت لي و كانت تحبني حبًّا جمًّا، و بعد سنتين -تقريبًا- من الصداقة، حصلت بيني و بينها مشكلة فعاملتني معاملة قاسية جدًّا، و قد كنتُ حينها رقيقة جدًّا أي شيء يهزّني و يكسرني، فتأثرتُ جدًّا جدًّا بهذا الحدث و قد كان -إلى ذلك الحين- من أقسى المصائب في حياتي و أشدّها وقعًا على نفسي. المهم اهتزت نفسي بهذا الموقف. و بدأ معي المرض بنوبات هوس، كانت تأتيني أفكار متسارعة و بدأت تزداد معي موهبة الكتابة، و كان يفتح الله تعالى علي في التحليل -عمومًا- و عمق التفكير، من دون الرجوع إلى أيّ كتاب أو عالم أو مثقف، هذا مع قلة علمي و كثرة جهلي، فبدأتُ "أنتفخ" و أعظم نفسي و أشوف نفسي على صديقتي السابقة الذكر و على صديقاتي و على الناس. و لأني كنتُ أعظّم نفسي كنتُ أرى نفسي أعلى من أن أكمل في جامعة الكويت أصلا (أنا كويتية)، بل أريد أن أسافر إلى إحدى البلاد الغربية لإتمام دراستي. و بسبب ذلك تعمدت أن لا أدرس في تلك السنة الدراسية، و أن لا أحضر امتحانات بعض المواد فرسبتُ بالفعل. و كنتُ في ذلك الحين منعزلة عن الناس إلا عن صديقة واحدة. لا أدري بالضبط لِمَ اعتزلتُ جميع صديقاتي وقتها، و لكن هذا ما حصل.

كنت على فترة سنتين -أي من سنة 2007 إلى 2009- أتقلّب بين الهوس و الاكتئاب، و لكن ما كنتُ أدري ما السبب وراء ذلك. لم كنتُ أنام كثيرًا في بعض الأوقات و أشعر بالحزن و الكسل و الظلام و ضعف النشاط الجسدي؟ و في الأحيان الأخرى أشعر بفرط النشاط "العقلي" و النشوة و تسارع الأفكار المقرون بالكتابة دائمًا. و استمرّ بي الحال، من هذه الفترات، و ازداد تعظيمي لنفسي -في نوبات الهوس-، و انقطاعي عن الواقع، و عيشي "داخل عقلي" فقط و مع الأفكار التي ترد عليه. ثم -بسبب تعظيمي لنفسي- ظننتُ أن هناك أناسًا يلاحقوني للقضاء عليّ لأني شخصية كبيرة في العالم، و هم بالتحديد أصحاب المذاهب العقائدية الأخرى المخالفة لتوجّهي الفكري -كون هذا المجال الذي أحبه و أرى نفسي عظيمة فيه-، و أيضًا من قِبل أمريكا. و في يوم من الأيام ، كان ليلة العشرين من رمضان، و في قمّة الذهان، خرجتُ بالسيارة، كنتُ أريد أن أقصد المطار للرحيل إلى زوجي "المهدي". ثم ظننتُ أن هناك أناسًا من الذين ذكرتُ يلاحقونني في السيارة. فلخوفي الشديد و الشكوك التي أصابتني، تركتُ المقود، و مالت السيارة خارج الحارة اليمين، و الله لطف بي و لم تنقلب السيارة علي. هرع الناس إلي، ثم تصرفتُ -و لأني أظنهم أعدائي- تصرّفًا غريبًا لأبعدهم عني أو حتى لا يعتدوا علي. فتظاهرت بالجنون و أخذتُ أقول "الله الله الله" و أنا أضحك كالمجنون تمامًا. و في الحقيقة و من جانب آخر فأنا فقدتُ عقلي بالفعل و اختلط علي الوهم بالواقع، و ظننتُ أنها نهاية العالم و أن يوم القيامة قد أتى، بل أن يوم القيامة مجرد خدعة و لعبة. جاء أهلي كسرعة البرق بعد أن اتصل بهم الناس. الكل أصيب بصدمة كبيرة من شكلي الهستيري، و نقلوني في سيارة الإسعاف إلى المستشفى. و استمرّيتُ على فقدان العقل. و كان أهلي حوالي، كنتُ أظنّ أن والدي ضدّي أيضًا، و أن أمي هو إبليس نفسه! أذكر أنهم كانوا ينقلوني من مكان إلى مكان و أنا أظنّ أني أنتقل من سماء إلى السماء التي فوقها. إلى أن وصلتُ المكان الذي يوجد فيه الله -تعالى الله عن الحلول في زمان أو مكان و لكن هكذا كنت أظن-. هل تعلمون ما الذي أخرجني من هذه الهستيريا؟ أرادوا أن يغطوني تمامًا لأداء الأشعة، فكنتُ أظن أنهم يريدون أن يدفنوني أو التخلص مني، فصحوتُ. كانوا قد أخلعوني حذائي لذلك، و لما أرادوا أن يلبسوني إياه بعد أن رأوني صحوت كنتُ أشير إليهم أن "لا لا"، أظن أني أقصد أني بمكان طاهر جدًّا. أظن ظنًّا أني تذكرتُ حينها آية "(فاخلع نعليك) إنك بالوادي المقدّس طوى" فلذلك لم أرضَ لبسه. أذكر حين صحوتُ أول ما قلتُه لوالديَّ: "يبا هل أنت راضٍ عني؟ يما هل أنت راضية عني؟" فقالوا لي بعيون باكية "نعم نعم!" و هما أصلا لا يهمانهم هذا بل قلبهم انخلع علي.

وصلتُ إلى البيت و كان مظلمًا. كنتُ حينها أخشى من الظلام كثيرًا، فكنتُ بالفعل مرتعبة وقتها. وصلتُ إلى غرفتي و كنتُ أظنّ أن أهلي كلهم ضدي فلما أرادوا أن يقتربوا مني أذكر أني كنتُ أقول "حسبي الله و نعم الوكيل" و أرددها واحدة بعد الأخرى، ثم حين سقطت حيلتي في إبعادهم عني انفجرتُ بالصراخ "من قمة رأسي" و أخذتُ أشدّ شعري، يعني انهيار عصبي حاد. هذا مع أحلام مخيفة. نقلوني إلى المستشفى مرة أخرى، كان صباحًا، فحين خرجتُ إلى النور لا أدري لم ظننتُ أني سأُزفّ زوجةً للرسول صلى الله عليه و سلم، ربما لأني كنتُ أرجو الله تعالى رجاءً عظيمًا أن يكرمني فظننتُ أن هذا هو الإكرام الذي وعد الله تعالى من رجاه أن يكرمه. دخلتُ المستشفى و كما تعلمون هو مليء بمن يلبسون البياض، فكنتُ أظن نفسي في الجنة. بعد ذلك، و برعبي المستمر من أهلي و من الجن أن يصلوا إلي، كانت تقرأ علي صدقيتي سورة الضحى، و كنتُ أحاول التستّر باللحاف، لما جاء الطبيب، أذكر أني قلتُ له "لا أطلب شيئًا إلا من الله". و في قمة خوفي كلهم كانوا يحاولون كشف اللحاف عني و كنت أرفض، إلى أن جاءت أختي الوسطى، لا أدري لم وثقتُ بها حينها، فأخذتُ بيدها، و رجعنا إلى بيت جدي -أظن-. قالت لي أمي لاحقًا أننا ذهبنا إلى هناك حتى يساندها أهلها كونها لا تستطيع احتمال هذه الفاجعة وحدها. استقبلنا هناك جدتي رحمها الله و خالتي ببكائهما. ثم انضم إليهما بالبكاء كل من معي و أنا أَقدُمُهم. و لما حضر والدي إلى بيت جدي بعد ذلك و أخذوني إليه قال لي: "أهلا بعروستنا" قالها من باب الملاطفة، فظننت أنه قد تمت خطبتي من المهدي.

بعد ذلك، بدأت رحلتي مع الضلالات على مدى أسابيع عديدة. انفجر عقلي بالأوهام، كنتُ أظن أهلي من الكفار. كنتُ أظن أن شغالاتنا في البيت من قوم يأجوج و مأجوج، و أن والدي يهمّ بأكل جدتي حين اختليا في صالة الاستقبال. كانوا يربطونني "بالغترة" لأني كنتُ عنيفة وقتها، أعض و أركل و أضرب، لأني أريد أن أفلت و أقاتل وأقضي على شغالتَينا اللتين من قوم يأجوج و مأجوج، كما قلتُ لكم كنتُ أظنه نهاية العالم.

من الأشياء العديدة التي كنتُ أظنّها في نفسي، أني الدابة! التي تخرج من الأرض فتطبع على المؤمن أنه "مؤمن" و على الكافر أنه "كافر".

أهلي أحضروا لي شيخًا قارئًا لظنهم أن بي مسًّا من الجن. و لما جاء هذا الشيخ القارئ قال لهم أن بي أكثرَ من جني! بعد ذلك والدي رفض أن يأتي هذا الشيخ، و قرر أن أذهب إلى الطبيب النفسي، و بالفعل هذا ما حصل، و شخّصوني بالفصام. و بعد ذلك، كان أبي يناولني الدواء بعدها، على ما أذكر أنه كان Abilify و آخر مهدّئ من فئة الbenzodiazipenes، كان أبي يناولنيهما و أنا شبه غائبة عن الوعي أي لا أعي و لا أذكر ما كان يجري و إن كنتُ أتكلم و أتحرك.


بإذن الله أكمل لاحقًا تجزبتي. إلى لقاء :)

هههههه اختي لاادري لماذا وانا اقرأ تذكرت قصصي الخيالية القريبة جدا مماذكرتي ولكن تعدت
حتى وصلت للسلطة كنت اضن نفسي شئ اخر بنفس صيغة ماكتبتي مع اختلاف الاحداث اعجبت جدا بطريقة سردك للقصة فتذكرت ان هذا المرض بالذات مرض المبدعين انت مبدعة فعلا قد يكون تأخرت بالردلرؤيتي للموضوع الان ولكن ابداعك جعلني لزاما علي ان ارد تحياتي




 

رد مع اقتباس