أما العلاج السلوكي فهو واضح وجيد بنفس المستوى، ويتمثل في الآتي:
أولاً: افهم أنك قلق بطبيعتك، وأن القلق هو طاقة نفسية إيجابية، وأن القلق يمكن أن يستثمر استثمارًا صحيحًا،

ثانيًا: انزع من تفكيرك تمامًا أنك مريض، فأنت لست مريض، هذه مجرد طاقات نفسية إذا وُجهت الاتجاه الصحيح إن شاء الله تعالى سوف تكون مفيدة، وأود أن ألفت نظرك لأمر مهم، أن النجاحات التي حققتها في حياتك إن شاء الله تعالى القلق كان هو الطاقة الدافعة نحو ذلك.

ثالثًا: تمارين الاسترخاء ذات فائدة كبيرة جدًّا لعلاج الاستعداد للقلق، فكون حريص عليها، وأنا أفضل أن تذهب إلى أخصائي نفسي لتقوم بتدريبك على هذه التمارين، وليس طبيب نفسي، وإن صعب ذلك فيمكنك بالطبع أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وهنالك طريقة تعرف بطريقة جاكبسون مفيدة جدًّا، وهنالك أيضًا كتيبات وأشرطة كثيرة جدًّا تفيد في هذا السياق.

رابعًا: ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة التي تجيدها ممكنة, ومفيدة, سوف تجد فيها خيرًا كثيرًا إن شاء الله تعالى.

خامسًا: بالنسبة للنوم, والأرق, وهذه الأشياء، من الضروري جدًّا أن تتجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، وأنت ما دمت مجيد لإدارة وقتك فهذا من وجهة نظري سوف يكون أمرًا سهلاً بالنسبة لك, أيضًا التفكير الإيجابي، فأنت والحمد لله صاحب نعم, ولديك أمور كثيرة جدًّا إيجابية في حياتك، فلا تتركي ما هو سلبي يؤثر عليك.

سادسًا: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية, والثقافية, وأعمال الخير، هذه توجه الطاقات النفسية توجهًا إيجابيًا مفيدًا.

هنالك نقطة أخيرة أود أن أذكرها وإن كان حولها خلاف، لكنها ربما تكون مفيدة، وهي: إن الإنسان حين يقلق حول شيء معين يمكنه أن يتصور أسوأ ما يمكن أن يحدث، هذه ليست دعوة للتشاؤم أو الطيرة، لكن وجد أن الإنسان القلق إذا قلق حول موضوع معين, وسيطر عليه الفكر التشاؤمي, يمكن أن يتصور أن الذي سوف يحدث له هو أسوأ ما يمكن أن يحدث في مثل هذه المواقف, هذا وجد نفسيًا أنه يحضر الإنسان بصورة إيجابية جدًّا, ويجعله أكثر تحفزًا، ومن ثم يستطيع أن يتخلص من جنوح القلق الذي سيطر عليه, ويجد أن تفكيره لم يكن صحيحًا, وأن الأمور هي أفضل وأحسن مما كان يتصور, هذه أيضًا وسيلة علاجية.

وأقول لك أخي الكريم: لا تقلق، وكون إيجابي،

منقول