07-12-2017, 02:31 PM
|
#3
|
مراقب إداري
نحن بجانبك
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 52800
|
تاريخ التسجيل : 02 2016
|
أخر زيارة : اليوم (11:16 PM)
|
المشاركات :
2,623 [
+
] |
التقييم : 14
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مشكلتك - أخي الكريم - ليست غريبة ولا نادرة؛
فهناك المئات بل الآلاف من الرجال والنساء يعيشون هذه الحالة من احتقار الذات،
لكنَّ الخبر الجيِّد أنَّ الأمر يمكن تغييره كما رأيتُ وسمعتُ مِرَارًا وتكرارًا؛ تابع معي النقاط التالية:
أولاً: دائما ما أؤكد على حُبِّ الذات وقَبولها كما هي، هو حُبٌّ غيرُ مشروط، تمامًا كحُبِّ الأبِ لابنه أيًّا كان هذا الابن، هذه هي البداية لبناء شخصية تمتلك الثقة بنفسها، وتنظر بإكبار إلى ذاتِها وكيانها.
ثانياً: عندما نحاسب أنفسنا على فعل غيرِ لائق, يجب أن نَفْصِلَ بين (أنفسنا) و(سُلوكنا)، بمعنى أنه رغم ارتكابي لهذا الخطأ الذي يستوجب التصحيح والتوبة والاعتذار أحيانًا, لكن تبقى نفسي عزيزة وكريمة وغالية عليَّ، حتى لو ارتكبت خطأً كسائر البشر.
ثالثاً: راقب كيف تحدِّث نفسك في المواقف المختلفة، إن الشعور بالدُّونِيَّة هو نتيجة البرمجة التي نبرمج بها أنفسنا كلَّ يوم وكلَّ ساعة - حين نكرِّرُ عليها -: "ظروفي سيئة"، "لا يمكن النجاح فيها"، أو "أنت غبي لا تستحق النجاح"، "فاشل"، "مغفَّل"، "انظر إلى فلان، كيف نجح وبلغ ما بلغ، أما أنت ففي مكانك تراوح"... وهكذا عشرات العبارات التي تنتهي بشكل طبيعي إلى الشعور بالدونية.
والحل هو تغيير الحديث مع أنفسنا بشكل مختلف، حين تستيقظ غدًا صباحًا قف أمام المرآة وقل: "الحمد لِلَّه أنا بِخير، صِحَّتي جيدة، أو على الأقل أفضل من غيري، هناك الكثير من الأشياء التي أفتخر بها"، وهكذا بَرمِج نفسك بشكل إيجابي ومستمر.
رابعًا: الأمر لا يجب أن يتوقف على الكلام فقط، بل يجب أن ننتقل إلى الأفعال، الأشياء التي ستبدع فيها هي تلك الأشياء التي تتقنها، واعلم - أخي - أنَّ الله منح كُلاًّ منَّا موهبة في مجالٍ ما، والمطلوب منا هو أن نستكشف هذه الموهبة ونُنَمِّيَها، ونجد طريقة لتطبيقها على أرض الواقع، وهنا سنحقق النجاح الذي نريده، أبدأ بسؤال: ما الشيء الذي أُتْقِنه أكثرَ من أقراني وأَستمتِعُ بِهِ لِلغاية؟ فَكِّرْ في السؤال مَلِيًّا، وخُذْ وَقْتَكَ، واستَعِنْ بِصَديقٍ مُقَرَّب، ومِن ثَمَّ فكِّر في تنزيل هذه الموهبة إلى أرض الواقع على شكل عملٍ ما أو مِهْنةٍ ما.
خـتامًا: لابدَّ أن نتذكر دائمًا - وقبل كل شيء - أنَّ هذه الحياة هي دار مرور لا استقرار، والناجح يا أخي هو من يَبْنِي دار المقام لا دار المرور، إن ركعتين في آخِر الليل قبل الفجر تساوي عند الله الكثير، وتحقِّق لك كسبًا حقيقيًّا يفوق كل كَسْبٍ، ويمنحك من التَّمَيُّز ما لم يحصل عليه الكثير، هذه ليست كلماتٍ وعظيَّة، بل هي حقيقة يجب أن أستحضرها أنا وأنت في كل حين، وكلَّما أنْسَتْنا إيَّاها الدنيا وزِينَتُها.
وفقك الله لما يرضيه
|
|
|