المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البائس الفقير

اليوم وأنا في قمة حزني واكتئابي الشديد استلهمتني الآية رقم 87 في سورة يوسف والتي تقول : يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
فسألت نفسي قائلا:
هل أنا من القوم الكافرين وهل كفرت بالله وانا لا أعلم؟!
والسبب أنني منذ 9 سنوات وانا اعاني ويلات المرض النفسي من نوبات اكتئاب كبرى الى أمراض عضوية ودائما ما أفكر بسلبية وخاصة عندما تشتد علي نوبات الاكتئاب وأتخيل أن مستقبلي أسود ومظلم ونسيت أن هناك ربا قال : أدعوني أستجب لكم..
وعندما نقرأ سورة يوسف ندرك كم هي المعاناة التي عاناها الأنبياء والرسل في حياتهم الدنيا وكم كان حزن النبي يعقوب على فقد ابنه يوسف لسنوات طويلة وبكى حتى ابيضت عيناه من الحزن وفوق ذلك لم يهتز ايمانه بالله وقال لأبنائه
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

قال تعالى : حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)
ومن خلال هذه الآية ستعرف أن اكثر الرسل عانوا وكابدوا في حياتهم وهم أكثر الناس معاناة ولكن بعد ان صبروا ولم ييأسوا من روح الله جاءهم نصر الله فنجاهم

لذلك ارجوا من جميع المرضى والمهمومين وأنا واحد منهم أن لا ننسى ان نتذكر هذه الآيات ولا نيأس من روح الله مهما طال البلاء

ولا ننسى ان ندعوا الله ونذكره قياما وقعودا وعلى جنوبنا ونأخذ بكل سبب من أسباب الشفاء
قال تعالى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)
وقال تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)غافر
وقال تعالى : وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق

لذلك اتمنى من اليوم وصاعدا ان لا تسيطر علينا الافكار السوداوية ونتذكر هذه الآيات ولا نيأس من روح الله وندعوه في كل وقت وعلى كل حال ان يفرج عنا مصائبنا
فالدعاء هو لب العبادة ولا نسى أيضا ان نأخذ بالأسباب