الــمــــدينـــــة الــفــاضــلـــة.....
تهافت عليها الفلاسفه...منذ معلمهم الأول...مروراً بتلامذته....حتى سار في ركبهم بعض نظرائهم من المسلمين...أصبحت حلماً لهم...تحول الحلم إلى مستحيل رابع... ماالسبب ياترى؟...لعلهم أفرطوا في التصور...فظنوا أن المثالية تكمن في الكمال... لعل الهدف لديهم كان نبيلا...أو لعلهم أعملوا العقل فيما لايجب...أو عاشوا ترفاً فكرياًّ بعيداً عن واقعهم...لا يهم السبب كثيرا...غير أنهم تمادوا في تصورهم...كان الكمال غايتهم...رغم بعدهم عنه...فالكمال لله وحده...فطالبوا به...أرادوها مدينة كاملة... الحكم فيها عدل مطلق...أناسها معصومون...من حاكم ومحكوم...فلا جريمة...ولا معصية...فكأنهم أرادوها جنة المأوى...وهذه في الآخرة...أو أرادوه مجتمعاً ملائكياً...وبعد أن عاشوا هذا الحلم المستحيل...فمن الأحلام مايتحقق... وبعد أن فشلوا في الوصول إلى مدينتهم الغارقة في بحور سفسطتهم...وصموا غيرها من المدن بالفشل...وأطلقوا عليها لقب المدينه الجاهلة...هكذا تصوروا... ولهذا فشلوا.....
والآن......
هل هناك مدينة فاضلة؟!........
نعم......
أين؟ ومتى؟ وكيف كانت؟وكيف كان أحوال أناسها؟.......
نعم كانت هناك مدينة فاضلة...ولكنها واقعية...كانت ومازالت آثارها باقية...ولا أقصد الأطلال...وإن كانت موجودة...ولكن الآثار العَقَدِية...والفكرية..والتعبدية ... والسلوكية...
أتريدون أن أحدثكم عن خبرها.......
لاأدري بمن وبما أبدأ....
أأحدثكم عن المؤسس...أأحدثكم عنه وصفاته قبل البعثة أم بعدها...أأحدثكم عنه كحاكم... أاحدثكم عنه كمعلم...أأحدثكم عنه كزوج...أأحدثكم عنه كأب ...عن ماذا أحدثكم...ومن أنا حتى أتحدث عن سيد الأنام... وخاتم الرسل... عليه أفضل الصلاة والسلام...جاء إلى أقوام في مجتمع جاهلي...يعبدون الأوثان...يصنعونها بأيديهم ثم يقعون لها ساجدين...يشربون الخمر...إذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم...يحفر قبرها كي يئدها حيه ...وهي تمسح الغبار عن لحيته...جاءهم محمد... فنقلهم برسالته من جاهليتهم...حتى سادوا العالم لا بقوة السيف...وإن كان للسيف مكانته...ولكن بحضارة سمت بالعالم أجمع...حتى شهد له الغرب قبل الشرق بصناعة مجتمع حضاري...والحق ماشهدت به الأعداء...
أأحدثكم عن بطانة الحاكم وحاشيته...أبوبكر...ثاني إثنين إذ هما في الغار...إن كان قالها فقد صدق...هكذا ثقةً بصاحبه...هذا الفذ الذي أسلم على يده ستة من المبشرين بالجنة...سيدنا الذي أعتق سيدنا...ردة ولا أبابكر لها...عمر...حكمت... فعدلت...فأمنت...فنمت...الدرة...الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... الفاروق...علي...كرم الله وجهه...أنا مدينة العلم وعلي بابها...أنا الذي أسمتني أمي حيدرا...عن بلال...مالي أسمع وقع نعليك في الجنه.....
أأحدثكم عن تجار تلك المدينه...عثمان...قد يظن بعضكم أني نسيته...بل ادخرته لهذه...ياتجار المدينة...من يزيد...نحن... الضعف...الضعفين...والثلاثة...هناك من زادني...والله ماعلمنا تاجرا في المدينة غيرنا...نعم لقد أعطاني الله الحسنة بعشرة أمثالها...نِعْم البيع ياذا النورين...عبدالرحمن بن عوف...احفظ عليك مالك وزوجك...دلني إلى سوق المدينة....
أأحدثكم عن نسائها...فاطمة...الزهراء...عائشة...أم المؤمنين...وعالمتهم...لو كل النساء كمثل هاذي...لفضلت النساء على الرجال...
أأحدثكم عن شبابها...الحسن والحسين...سيدا شباب أهل الجنه...هل لك أن تنظر إلى وضوئنا فتصوب لنا خلله...عبدالله بن الزبير...أكانت الطريق ضيقة... فنوسعها لك...أما آن لهذا الفارس أن يترجل....
أأحدثكم عن مذنبيها...طهرني يارسول الله...وكان يكفيه أن يتوب بينه وبين ربه...لقد تاب توبة لو وزعت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم...الثلاثة الذين خلفوا...ضاقت به الأرض بما وسعت...إن الوحي يتنزل على الرسول...لقد تاب الله عليهم....
عن ماذا أحدثكم....نعم لقد كانت مدينة فاضلة...معجزة من معجزات محمد... عليه الصلاة والسلام...أتظنونها كانت في زمن معين...لاوالله...فآثارها باقية...أليس من آثارها...عمر بن عبدالعزيز...وهارون الرشيد...بل وفي عصرنا...أولئك الثلة الذين طلقوا حياة الترف...واشتروا الآخرة....فجاهدوا بأنفسهم وأموالهم...أليسوا من آثار تلك المدينة....
أجل والله إنها فاضلة...رغم أنف الفلاسفة...ورغم أنف أعدائها...بل ورغم أنف بعض أبنائها الجاحدين لفضلها..
( منقول من المنتدى الساخر )
|