إلا فزعت تتشبث بقميص أمها ..
........
...............
......يوم الثلاثاء ، واليوم _ الأربعاء _
........ ما عادت شيماء لمدرستها … الخوف يحاصرها له وخز في قلبها .. تخاف الدخان .. تخاف الأصوات .. لا تنام إلا بين أبويهـا .. قد غفت ، ودبدوبها فاتح إحدى عينيه ..
كأني به يحرسها ، وأصابع كفها الأخرى ترتمي على صدر أمهـا تخشى هروبها أو تركها .
..... في المساء تعدهـم إن لا تترك المدرسـة .. ترتب دفاترها ، وكتبها ، وتجهز مريولها ، وشرائطها .. تحكي لهم عن معلمتها .. عن مقصفها .. عن أم سعيد … راعية المدرسة كيف صاحت ذاك اليوم ، وبين ذراعيها حضنتها .. تقول لست خائفة لتطمئن أبوها ، وأمها …
لست الوحيدة من بكى …. رافال ، وغيداء ، ومنيرة ، وعفراء بكوا …
حتى معلمتي التي كانت تحمل العصا ما كُنت أظن عيونها تغرق من دموعها .
..... ما أن تسمع منبه الساعة السـادسـة إلا فزعت تتشبث بقميص أمها ..
يتغير لونها .. يعاودها البكاء .. تنحني أمها ، وتلصق رعشت يديها على خدها ،
تقرأ المعوذات عليها .. ينهض أبيها حائرا لا يعرف ماذا يقول لها .. ؟.
يا أم شيمـاء لو لو لو …
تنفلت من أمها ، وترتمي بكل رقة لأبيها تستجديه أن يتركها هنا ..
هنا عند جدتها .. أبي أحس بغثيان .. بوجع هنا … لا … لا …..
ألم فوق سرتي ..
وصداع يطوّق عينيَّ هنا يا أبي كلما دنى موعد الذهاب لنفس الطريق الذي تصاعد منه الدخان ، وجاء باتجاه صوت الرصاص تعود إليّ تداعيات الخوف ....
فلا أقدر .. أتجمّد ، ولا أفكر إلا فيكما .
.... يا أمَّ شيماء دعيها اليوم تغيب وغدا غيب ،
فلا تلوميها ما زال الفزع يغمرهـا .. ما أكمل أبوها عبارته حتى قفزت بينهما تقبلهم ..
تخربشهم كالقطة على أكفهم .. وفي برهة تتلاش الأعراض ،
وكأنها في يوم عيدها ..
شكرا لكم ،
وشكرا لبدوي التوأم الذي أقنعكم أني أعاني خوف المدرســة ..
قسرا عني ما اخترت هذا ، وإلا أنا .. أنا أحب مدرستي ،
وأحب قرأة ، وترديد أنشودتي / لوطني عشق معتق في أوردتي /
هناك في مقال الشظايا قرأتها .. منحتها لرفال وغيداء ، ومنيرة وعفراء .
8/12/2004م .
|