28-03-2018, 12:15 AM
|
#17
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 53377
|
تاريخ التسجيل : 04 2016
|
أخر زيارة : 01-06-2018 (10:42 PM)
|
المشاركات :
409 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Darkorange
|
|
أخي الكريم محمود ابو هيبه،
البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد الآن، و لا توجد آلة زمن تعيدك إلى مرحلة ما قبل المرض، ضع سيفك في غمده و تمسك بدرعك و انتظر حتى مرور العاصفة و تذكر أن الله معك في كل وقت و حين.
طريقة التعامل مع الاكتئاب الشديد تختلف من إنسان إلى آخر و الهدف هو الوصول إلى روتين يومي بإيقاع متناغم و مستمر يجنب الإنسان الانغماس في بحر الذات و الوقوع ضحية للألم النفسي الذي يسببه الاكتئاب، و حتى تجد الطريقة المناسبة لك سأتحدث لك عن طريقتي أو بالأحرى محاولاتي، لا أدري إذا ما كنت قد نجحت أم فشلت فيها و لكن الألم النفسي الذي أشعر به الآن أقل بكثير من السابق.
المرض في بدايته كان شديدا للغاية و مرت أيام لم أذق فيها طعم النوم و كنت أحس و كأن نارا تشتعل في جسدي و عند ذلك أصبحت أعد الثواني و أسأل نفسي متى ستنتهي هذه الحياة، خلال تلك الأيام كنت أراقب نفسي فوجدت أن المرض يهجم بضراوة مرة ثم ينسحب و من ثم يعاود الهجوم، يمكن تشبيه الأمر بأمواج البحر العنيفة التي تضرب ساحلا صخريا.
في اعتقادي كلما كانت الطريقة بسيطة و سهلة التطبيق و التكرار كان ذلك أفضل، في بداية المرض لم أكن أعرف ما يجب على فعله فكنت أحاول إيقاف الألم النفسي عندما يشتد عن طريق صرف تفكيري بالألم إلى العدم و إغلاق عيني أثناء ذلك، تركيز التفكير على دائرة بيضاء يحيط بها السواد إحدى الطرق كذلك.
في مرحلة لاحقة كنت أذهب يوميا إلى البحيرة و اتمشى هناك في وقت متأخر من الليل حيث لا يوجد أي أحد، أحب سكون الليل إذ يبعث الراحة و الطمأنينة إلى القلب. الاستماع إلى القرآن الكريم كلام الله سبحانه و تعالى بتركيز تام و عدم الإنشغال بأي شيء عند الاستماع إليه يوميا أمر كان يبعث في نفسي الراحة و الطمأنينة كذلك.
حتى لا يطول الرد أكثر من ذلك، باختصار شديد هناك أشياء كثيرة يمكن القيام بها لمواجهة الألم النفسي الذي يسببه الاكتئاب، لا تضيق على نفسك أخي الكريم و الفرج قادم و قريب بإذن الله سبحانه و تعالى.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة داني بوي ; 28-03-2018 الساعة 12:16 AM
|