عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اختي الكريمة (( ام عبدالله1425 ))
ونسأله جلا وعلا أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك، وأن يربط على قلبك وأن يرزقك الصبر وقوة التحمل وأن لا يحرمك جزاء الصابرين، وأن يصلح لك زوجك وأن يحسن خلقه، وأن يصلح ما بينك وبينه وأن يحيكم الله حياة طيبة مباركة موفقة.
وبخصوص ما جاء في رسالتك اختي الفاضل : فإنها مؤلمة حقاً ومؤثرة، لأنها تحكي مأساة امرأة مسلمة حرمت من العطف والحنان في بداية حياتها، وما زالت رغم أنها أصبحت زوجة ولا اعلم ان كنتي ام ام لا ؟ ، وهذا كله أساساً بقدر الله تعالى أولاً ولا نملك إلا أن نقول قدر الله وماشاء فعل، واستغرب حقاً ان زوجك رجل ملتزم و يعلم دينه ويخاف من ربه و تصدر منه هذه التصرفات التي لا يمتلكها رجل يخاف من الله ، و أتصور أن زوجك ضحية تربية أسرية كان طابعها الشدة ولا يوجد بينهم التفهم بشكل الصحيح ، وضعف العلاقات الاجتماعية هذا والله اعلم ، وإلا فيصعب أن تجدي رجلاً طبيعياً لا يحب الحديث مع أهله ولا يأنس به ، لذا أريدك أن تتعاملي مع زوجك من هذا المنطلق ، وألا تحملي عليه كثيراً ، وأن تحاولي أن تتعاملي مع المشكلة وكأن لا توجد مشكلة وأن الأمر عادي جداً ، هذا أولاً
ثانياً : أن تتحلي بكل ما أوتيت من قوة حتي تتخلصي مما انتي فيه، وتذرعي بالصبر والاحتساب إلى أبعد حد، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلح حالك وحال زوجك وأن يذهب عنكم كيد الشيطان وأن يحسن أخلاق زوجك .
وحاولي قدر الاستطاعة عدم إثارته خاصه في لحظات غضبه ولا تنتظري منه أن يعتذر لك أو يعترف بخطئه مادام لا يحسن ذلك وكم أتمني أن تبحثي عن وسيلة جديدة للتفاهم مع زوجك غير الطريقة الحالية يمكنك من خلالها التفاهم مع زوجك بعيدا عن المنزل او بضروف تجدينها مناسبة ، وذلك من باب قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، طبعا أنا أدرك صعوبة المهمة لأنها ستكون من طرف واحد ولكن أنت أهل لها ولديك القدرة على تنفيذها والوصول بأسرتك كلها إلى بر الأمان إذا تذرعت بالصبر وسعه الصدر والتحمل اللا محدود والتشبث بالأسرة وضرورة بقائها مترابطة ومتماسكة، واعلمي يا اختي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، هذه هي الوصية الأولى و الاخيرة والتي لا غنى لك عنها حتى ولو استقام زوجك وتحسنت معاملته؛ لأنه لا غنى لأي امرأةٍ مسلمة بل وأي إنسان عن الصبر؛ لأن الحياة لا تخلو من مكدرات ومنغصات داخلية أو خارجية.
فعليك بالدعاء وكثرة الإلحاح على الله، وأكثري من الاستغفار واسألي الله العون والتأييد ، واحرصي على الإصلاح مع الصبر وسيحقق الله أملك وتكوني أسعد الناس إن شاء الله.