السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الحبيب (( أنســــــان ))
اسأل الله ان يعافيك وان يشفيك من كل ما تجد في نفسك ، وان يشرح صدرك ، وان يزيل عنك هذه الرهبة و الخوف .
و بخصوص ما جاء في رسالتك : لا أرى يا اخي الحبيب ما يستدعي كل ما تفعله بنفسك ، ولا أرى ان هذه المشكلة كبيره جداً كي تقول ما قلته وهي انك تصاب بمرض عضوي او ان مرض الإيدز أهون بكثير مما أنت فيه ، اسأل الله ان يبعد عنك كل هذه الأمور وخصوصاً ( الإيدز ) و أرجو منك يا اخي الحبيب ان لا تقول بمثل هذه الحديث مرة أخرى فأنت ذكرت في مقدمة رسالتك بأنك إنسان مسلم فكيف يصدر منك هذه الحديث ، انا اعلم ما يجول في خاطرك واعلم جيداً حالتك وكيف انك في حيرة من أمرك وتجد صعوبة في قبول هذه الواقع ، ولكن يا اخي الحبيب لو انك تمعنت قليلا في نفسك لوجد الأمر سهلا جداً واكثر مما تتصور .
دعنا ندخل بتفاصيل و بتشخيص حالتك : أرى أن في حالتك قد أدى الخوف أو الرهاب الاجتماعي إلى عسر في مزاجك تولدت عنه إحباطات ومشاعر سلبية، وتقليل قيمة الذات، وعليه يعتبر الأساس الأول لعلاجك هو أن تعيد النظر في تقييم إمكانياتك النفسية والفكرية والوجدانية، وأنا على ثقة تامة أنك سوف تكتشف أن لديك كثيراً من الإيجابيات والمهارات التي لم تحسن استغلالها والاستفادة منها، لأن التفكير السلبي قد سيطر عليك.
أما فيما يخص علاج الخوف أو الرهاب أو الهرع الاجتماعي هو عن طريق المواجهة، وتبدأ هذه المواجهة في الخيال أولاً بمعنى أن تجلس يومياً نصف ساعة في وضع استرخائي ثم تتخيل أنك تخاطب مجموعة من الناس أو تقابل شخص من أصحاب المناصب أو الجاه، أو حتى تتخيل أنه طلب منك أن تأم الناس في الصلاة في المسجد بعد أن تخلف الأمام الراتب (إمام المسجد)، عليك أن تأخذ هذه الحوارات الخيالية بجدية شديدة.
وبعدها تنقل نفسك للاختبارات العميلة التطبيقية بأن تجلس مثلاً في المناسبات الاجتماعية في الصفوف الأولى وأن تلقى محاضرة مثلاً على أهل بيتك أو أصدقائك وبالإكثار من هذه التمارين ستجد أن عامل القلق والتوتر وعدم الارتياح الداخلي بدأ في الانحسار.
أما الشق الثاني للعلاج فهو العلاج الدوائي حيث أثبت علمياً وبما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك خلل بسيط في كيمياء الدماغ عند معظم الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أو المخاوف او الرهبة . وهذه لن يتم الا بعد زيارتك إلى أحد الأطباء النفسيين في منطقتك ، و للنظر في موضوع بشكل دقيق ومن ثم وصف لك العلاج المثالي ـ رغم اني ارشح لك علاج (seroxat) سيروكسات وهو من افضل الأدوية لحالتك
ختاماً: أود أن أؤكد لك أن في حياتك الكثير من الإيجابيات فقط عليك أن تتلمسها وتعمل على تطويرها، كما أن العلاجات والإرشادات النفسية السابقة سيكون لها عائد إيجابي على صحتك النفسية بإذن الله.