عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2005, 01:47 AM   #2
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


* أختي الفاضلـة ..
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته .
وعيدكِ مبــارك .
في البدء يا أختي الفاضلة على والدة صديقتك أو الأبوين معا أن يطرح على نفسيهـا هذا السؤال مـا سبب هذه الغيرة لدى طفلتهما .. ؟!.
لعلهم يفكروا معا لماذا هي تشعر بما تعبر عنه من تصرفات بهذه الطريقة ..؟!.

* أختي الفاضلـة ..
الغيرة حالة انفعالية ، وطبيعية لدى جميع الأطفال ، ولها مظاهرها التي يستدل عليها أحيانا ، لكن بشكل عام تبقى الغيرة من قبل الطفل مختفية يداريها لكنها تظهر في حالة تجاوزها الحد الطبيعي في حالات مختلفة حتى بين الأخوة أنفسهم كالتبوّل اللاإرادي ليلاً … التأتأة … اللامبالاة .. السلبية ... رفض الطعام ، العدوانية …..الــــــخ … ومعاناة الطفل لمثل تلك الاضطرابات قد لا يدركه الأبوين أن (( من أسبابها )) غيرة يعاني منها الطفل .

*أختي الفاضلـة ..
إن الغيرة ليست مقصورة على الطفل حتى لدى الكبار في مجال دراسة أو عمل أو بين ( زوج وزوجـة وتلك قاتلـة قد تدمر العلاقة أو تبقيها وتدمر معها الأطفـال ) .. لأنها شعور إنساني لكن في حال تجاوزت المستوى الذي يتسبب بالعدوانية الظاهرة الممارسة لفظا أو جسدا أو المبطنـة كما تقع بين الزوجين ، وخاصة من قبل الزوج بالذات في مجتمع طاغ فيه دور الذكر .. أو الأذى الناتج عنها أو توتر في العلاقة .. هنـــا يكون هو الخطأ ، رغم أن من يعانيه أي من الغيرة قد لا يعترف أو لا يدرك بأن ما يشعر به ويسلكه ترجمة لِم يشعر به ناتج عن غيرة مرضية بسبب ما تتضمنه من شعور بالنقص أو الشك ناتج عن الإخفاق أو عجز لأي اعتبار ، ولدى الطفل يكون عدم الإحساس ، والطمأنينـة بالأمان ، وعدم الثقـة خلف ما يدفع بالطفل إلى الكثير من الاضطرابات الناتجة عن تعبير لقلقـه .

* أختي الفاضلة ..
الغيور يحب ان يحرم غيره ، لكن الطفل لا يدرك أبعاد ما يشعر بـه من سلبية ، وشعور الغيرة يـتنوع فيها ردة الفعل من قبل الطفل وفقا لشخصيته وتربية أسرته ومشكلته فمنهم الصامت أو العابس أو المعبر بطرق متباينة لفظية أو أدائية أي كسلوك واقعي ، ومن المألوف والمعروف غيرة الأخ من أخيه أو أخته أو العكس صغيرا أو كان مولودا جديد أو الأكبر منه ، وغيرة الابن أو الابنة من أبويها أو أحدهمـا ، وفي الحالة الثالثة كما في مشكلة ابنة صديقتكِ وكثيرا تكون في عمر اقل 3 أو 4 حيث يكون الطفل لطيفا .. رقيقا .. ودودا .. وما ان يرى أبويه معا أو يتمازح الأب وألام حتى يتبدل الحال فنجده عنيفا متسلطا مختلقا لأي شيء لشغلهم وأبعادهم عن بعض ، وما رغبة الطفل في بقائه مع أبويه في غرفتهم للنوم إلا تعبيرا عن غيرة ، وقلق وعلاقة غير طبيعية بين الطفل وأبويـة ، وكثيرا ما يتجه شعور الغيرة تجاه الأب ، وتختلف درجة هذا الشعور بين الأطفال .

* أختي الفاضلـة ..
لأسلوب تربية الأطفال ونشأتهم من قبل الوالدين دور ، وأثر في إحداث الكثير من المشكلات النفسية ، والضغوط ، والتوترات النفسية التي تتشكل في أعراض مختلفة أو عـادات سلوكية غير مقبولـة ، وما يحدث لدى الطفل من خوف أو مص/ قضم لإصبعه … غيرته … عناده … تأتأة … خجل … تبوله الإرادي وووو إلا نتيجة وحصيلـة سنوات من التعامل معه ، لأن ما يحدث في المشكلات النفسية التي تطرح عن الأطفال يكون التأخر واضحا طلب الاستشارة عنها مقارنـة بما هو واقع في حال ارتفعت درجة حرارة الطفل أو أصيب بجرح .. فما بين أن يحدث هذا والذهاب به للإسعاف أو المستشفى إلا دقائق بينما كم من المشكلات التي تكون ظاهرة على الطفل ، ومهملـة ، أو ربما تقدم له معالجات خاطئـه تضاعف من ترسخ المشكلة ، وتفاقمها سيّـان ارتجالية أو من وصايا لا صحة لها ، وحين تصل الحالة إلى أقصى درجاتها من الشدة أو تعيق دراسة الطفل أو يدركها الجميع نجد السؤال يطرح أبني يعاني من …؟!. ..وفي الآن نفسه يطلبون حلا سريعا ، وفوريا ، وعاجلا.

* أختي الفاضلـة ..
ما تعانيه هذه الطفلة يحتاج تفهما من قبل الأبوين ، في تعاملهم معها ، ومع أخوتها بعيدا ، ومع بعضهما فعلى الأبوين الابتعاد عن كل مظاهر ممارسة الحب الصارخة والواضحة أمام أطفالهم وخاصة أن أبنتهم في سن ربما تكون فيه شارفت البلوغ أو قد بلغـت .. وعلى الأب ذاته ان يهتم كثيرا بطفلته ، ويمنحها من الوقت الكافي في الحوار معها فيما تهتم به ، وتحبه ، وأن يصطحبها معه بعض الوقت ، وأخوتها ، ويشعرها بدورهـا ، وعلى الأم أن تتقبل مشاعرها ، وتمنحـها التعبير عما تشعر به ، ويزعجها دون مواعظ مباشرة أو نصائح قد لا تستوعبها ، المهم أن تجعلها معبرة ، وأن تناقشها بطريقة مناسبة دون أن تسترسل في إجاباتها لبعض تساؤلات ذات الحساسية إلا بقدر السؤال .. أو تنشغل بإقناع ابنتها خطأها أو تظن أن حوار واحدا كفيلا بإنهاء ما تعانيه الطفلـة ، وأن تشعرها بأن سنه الأكبر يعطيها بعض المميزات التي لا تعطى لغيرها ويتطلب منها بعض أداء المسؤوليات المناسبة لها .

* أختي على الأبوين أن لا يتساهلوا في نوم أبنتهم في الغرفة معهم ، فهذا التصرف والوضع لن يزيد الطفلة إلا رؤية أو سماع أشياء تفاقم من حالتها ، وحتى لو لم ترى أو تسمع فأقل شيء هو كسر ، وتخطيء لخصوصية الزوجين التي مع الوقــت تنعكس سلبا فيما بين الزوجين .

* أختي لا أخفيك أن مثل ما تعانيه الطفلة حالة شائكة ، على الأقل بالنسبـة لي رغم وضوح المشكلـة لذا لو قراءة صديقتك ما كتبت وأخبرتك أنها استفادة 5% من المائـة مما كتبت أكون راضيا ، وقد فعلت شيء .
* ربي يحفظك ، ويوفقكِ .