نفساني - عرض مشاركة واحدة

25-01-2005, 03:40 AM

أختي الكريمة(ملاكي البعيد)...لا أجد كلمات تعبر عن مدى تأثري بما ذكرتيه عن شخصي الضعيف,وأنا وان كنت مؤمنا بقدرة الكلمات على التأثير وخصوصا اذا صادفت نفسا تملك (ارادة التغيير)و(ارادة الشفاء)مثل ما هو متوفر لديك((واهنئك على ذلك))_الا أنني لا أرى نفسي قد قدمت شيئا ذا جهد سوى بضع كلمات بسيطةاجتهدت في صياغتها ولم تكن لتجدي لولا توفيق الله أولا ثم رغبتك القوية في النهوض بقوة وعزيمة لمواجهة الحياة التي ستسير وتدور عجلاتها سواء فرحنا أم حزنا وليس هناك بديل عن مواجهتها ,لأن الحياة فيها الحلو والمر .ونحن لا نستطيع أن نعقد (اتفاقية) مع الحياة بأن تكون على ما نحب ونشتهي أو مع(الآخرين)ليعاملونا كما نريد, لكن لنحاول على الأقل ضبط انفسنا وتوجيهها لمواجهة أعباء الحياة لأننا كثيرا ما نستطيع السيطرة عليها لأن النفوس داخل نطاق السيطرة والتحكم قياسا بظروف الحياة أو الآخرين فلا نستطيع التحكم بهم...لذلك يقال((اذا صادفتك مشكلة معينة فحاول أولا(تغييرها) فاذا لم تستطع فغير(موقفك) تجاهها)...

والتعثر أو السقوط شيء وارد في هذه الحياة من كل انسان لكن (الانتصار الحقيقي) هو لمن يستطيع النهوض على قدميه ومواصلة المسيرة, وكم شاهدنا كثيرين استطاعوا التغلب على مصاعب الحياة حتى اصبحت مصاعبهم جزءا من الماضي أو في طي النسيان وفي المقابل هناك الكثير ممن توقفوا في دروب الحياة يجترون الأحزان والمآسي على شيء مضى وانتهى ولن يعود أبدا,,ودورة الأيام-مع هؤلاء أو أولئك-لن تتوقف....فايهما المنتصر؟أو على الأقل من خرج بأقل الخسائر؟؟

والحزن والألم والتعب والذكرى أشياء طبيعية وهي ((أعراض)) متوقعة لذلك التعثر أو السقوط وليس الاشكال في (وجودها)بقدر ما يكون في (استدامتها) بحيث تتعطل مصالح الانسان فتصبح حياته(حياة)لكنها ليست كالحياة(الحقيقية)أو كما يجب أن تكون الحياة...

وأنت الآن من الواضح -ولله الحمد والفضل-أنك اكثر قدرة على مواصلة الحياة وعلى ((التفاعل)) مع وضعك لأن التوتر قد خف كثيرا وهذا سيساعدك بحيث تكون (رؤيتك الشفائية) واضحة قياسا بالماضي حيث كانت مشوشة بفعل التوتر وهذا بدوره سيجعلك تفكرين بهدوء وتركيز,,وهذا هو ما أركز عليه وهو نزع فتيل التوتر الذي أعتبره((المعيق الأكبر للشفاء)) فاذا خف أو زال يستطيع الانسان التفاعل مع مشكلته بهدوء بحيث يستطيع أن يتخذ اي اجراء أو قرار وهو بنفسية مرتاحة بحيث تتوفر البيئة السليمة للتفكير السليم ومن ثم القرار السليم بعد الاستعانة بالله واستخارته مع المشاورة اذا لزم الأمر...

يبقى جزء هام لا يتجزء من عملية الشفاء وأرجو منك التركيز عليه حاليا وهو (التفاؤل والامل) وهو أن تتفاءلي بأن المستقبل سيكون أفضل بحول الله ولا تدرين ماذا يكون في الغد...وأنا لا أملك الا هذه الكلمات البسيطة والتعاطف معك ثم الدعاء لك بأن ييسر الله امورك ويختار لك الخيرة المباركة...

والفضل لله أولا وآخرا لما وصلت اليه...

دمت بخير وعافية...