عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الحبيب (( محب الاسلام ))
اسأل الله العظيم أن يرزقك الهدى والثبات والتقى، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وان يزيل عنك هذه الخوف .
و بخصوص ما جاء في رسالتك يا اخي الفاضل : احب ان اقول لك إن كيد الشيطان ضعيف، ولا سبيل له على أهل الإيمان والطاعة للرحمن، قال تعالى : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} ولا سلطان للشيطان إلا على أهل المعاصي والمنكرات.
وقد ذكر ابن القيم وبعض السلف أن الشيطان إذا اقترب من عبدٍ ذكر الله، يصرع؛ فتجتمع حوله الشياطين، فيقولون ما باله، فتقول الشياطين صرعه إنسي ذكر الله، والعكس بالعكس: فإن الشيطان يصرع أهل الغفلة عن الرحمن، قال تعالى :{ إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}
وهناك وسائل مجربة و فعالة نختصرها في الآتي :-
1- التوحيد الخالص لله.
2 - الإيمان بالقضاء والقدر، ومعرفة أن الأمة لو اجتمعت على نفع الإنسان أو ضره، لا يملكون ذلك إلا بشيء قد كتبه الله.
3 - الإكثار من ذكر الله، والحرص على طاعته، وخاصة أذكار الصباح والمساء والخروج والدخول، فإذا قال الإنسان عند الخروج (بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، تنحى عنه الشيطان، وينادي الشيطان الشيطان الآخر، فيقول : ما بالك بشخص هدي وكفي ووقي، فيقول لا سبيل لنا إليه فينصرفان ).
4 - الابتعاد عن بيئة المعصية ورفاق السوء.
5 - تجنب الجلوس في الأماكن المظلمة، والحرص على ذكر الله عند الذهاب لقضاء الحاجة، وعند سماع نباح الكلاب.
6 - تطهير البيت من الصور وآلات اللهو والغفلة، وعمارة البيوت بذكر الله وتلاوة القرآن.
7 - كف عن سماع الاغاني او الصراخ بصوت مرتفع عند غروب الشمس، لأنها أوقات انتشار الجن.
8 - تجنب الوحدة، والحرص على الرفقة الصالحة، فإن لم نجد، فعلينا بكتاب الله، فإنه جليس لا يمل، وصاحب لا يغش.
9 - تجنب الألفاظ التي يغتر بها الشيطان، كقول بعض الناس تعس الشيطان، أو كقول بعضهم إذا سقط منه شيء، أو أصيب (( حِسى ))، لأننا إن فعلنا ذلك، تعاظم الشيطان، وهو حقير، ويقول بقوتي صرعته، ويتعاظم، ولكن الصواب أن يقول بسم الله، وعندها يتصاغر الشيطان ويخزيه الله.
10 - أن تكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتكثري من قراءة آية الكرسي وخواتيم البقرة، وليس لهذه الأذكار مدة محددة، أو عدد محدد إلا ما ورد فيه تحديد، ولكن المؤمن يحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال المختلفة عند الطعام، وعند المقام، وعند الخروج والدخول، وعند هبوب الريح.... وهكذا حسب ما ورد في السنة بالتوبة المطهرة.
11 - وإذا سمع الإنسان أصواتا مخيفة، أو رأى أشياء غير مألوفة، فعليه أن يذكر الله!.
12 - بخصوص ذهابك الي البر و الصيد مع الرفاق و غيرها : فعليك أن تذكر الله، وتردد ألفاظ الأذان، وتؤذن للصلاة كما في حديث أبي سعيد الخدري؛ فإنها طاردة للشيطان، وإذا أراد أن ينزل في منزل، فإنه يقول (( أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق )) ونحو ذلك من الأذكار.
13 - استحضار عظمة الله، وتذكر حقارة الشيطان، وليس العكس، فهذا العدو حقير يفرح إذا جعلنا له مكانا، ولذلك فقد كان يتسلط على أهل الجاهلية الذين كانوا إذا نزلوا في مكان، قالوا نعوذ بكبير هذا الوادي من جماعته؛ فاتخذتهم الشياطين ألعوبة، وسجل القرآن ذلك فقال تعالى :{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، فتحرشت بهم الشياطين، وأرهقوهم، وهذا بكل أسف ما يفعله الدجالون والكهنة والعرافون بمن يذهب إليهم؛ فتتسلط عليه الشياطين، فإذا أفلس الدجال، واحتاج إلى المال، سلط أعوانه من الجن على أولئك الذين يذهبون إلى الكهنة والسحرة والدجالين؛ حتى يضطروا للذهاب إليهم، ودفع النقود والهدايا والقرابين للجن، والعياذ بالله!.
وخير ما يطرد به الإنسان عناصر الخوف والضعف هو زيادة الإيمان بالله، ومن خاف الله، أخاف الله منه كل شيء، وتجنبي الوحدة، واحرصي على الإكثار من الأذكار، وخاصة دعاء الغم الذي ردده نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهو ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )، والغم عبارة عن حزن وضيق لا يعرف له الإنسان سببا، وهذا العلاج ليس لبني الله يونس وحده، ولكن هو دواء نافع لكل مؤمن، ولذلك قال سبحانه في ختام الآية { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.
مرة أخرى أكرر لك اخي الحبيب ، كيد الشيطان ضعيف، ولا يستطيع أن يضر الإنسان، إلا إذا أذن الله وقدر، والشيطان يخاف من ذكر الله، وينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولا يدخل بيوت من يذكرون الله عند دخولهم، ويحرم من طعام من يذكر الله عند طعامه.
ونسأل الله العظيم أن يرزقنا الطمأنينة بذكره وتوحيده، وأن يعيذنا من الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه!.
والله الموفق .