نفساني - عرض مشاركة واحدة

15-07-2018, 01:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر نشمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ربما يبدو العنوان غريب نوعا ما ولكن لا بأس بذلك ساخبركم بقصتي مع الهلع والوسواس والرهاب والقلق والاكتئاب لأول مرة بعد ان شفيت تقريباً ، في الحقيقه لا اعلم ماذا يجول في خاطري الان وربما اطيل قليلاً بالكتابة الا انني ما اعلمه انني قد عانيت كثيراً بهذه التجربة التي جعلت مني شخصاً اقوى وجعلت مني انسان مختلف ، كنت انسان طبيعي واعيش حياتي بشكل عادي وكنت طائش قليلاً الا انني كنت ملتزم بصلاتي ، لم اكن افكر في الموت ولا اعلم ما معنى وسواس ورهاب وقلق ولكن مهلاً .. جائت لي اول نوبة هلع ومن ثم تغيرت حياتي مئة وثمانون درجة ,, نوبة الهلع الاولى جائت قويه جدا ولم استطع المشي على قدماي وصاحبتها اعراض جسدية مزمنة واول ما فكرت به هو الشيئ الذي كنت قد نسيته طويلا .. وهو الموت .. قد مر علي شريط حياتي خلال دقائق .. وكأنني رأيت جميع اعمالي السيئة خلال دقيقة ,, ولم اكن اعلم ما معنى نوبة هلع .. كل ما خطر في بالي عائلتي ووداعي لهم .. كم هو شعور مؤلم .. كنت في المستشفى حينها وجلست على كرسي " ذوي الاحتياجات الخاصة " وانا اصارع نفسي مع " سكرات الموت " كم هو شعور سيئ ونبضات قلبي مثل الماكينة ودائخ جداً ونفسي قد ضاق كثيرا والاصعب حينها قول بعض الاطباء ومن كانوا بالمستشفى لظنهم انني امثل المرض " وبعضهم قال " ايش مال هذا الشخص يمثل هكذا وبعضهم قال مجرد تعب عادي " وانا اقول للطبيب المناوب " اعمل لي اي شيئ حاسس انه قلبي رح يوقف" لا انسى هذه العبارات ابداً الى الان .. وخرجت من المستشفى وذهبت للمنزل " كنت اظن انني بحاجة الى الراحة لليلة واحدة ولكن الامر كان اكبر من ذلك .. من شدة تعبي قد نمت حوالي 12 ساعة كانت مثل الدقيقه لم اشعر بمرور الوقت .. فالهلع يسبب جهداً وتعباً كثيرا للجسم .. استيقظت من النوم وقلت في نفسي انتهى الامر ... ولكن للاسف كانت هذه البداية ... انني اشعر بثقل في صدري ودائخ وجفاف في حلقي .. لا هناك شيئ غير طبيعي ؟ عدت للمستشفى وقمت بالفحوصات الطبية .. انت سليم ليس بك شيئ ؟ كيف ليس بي شيئ ؟ انا لا اشعر بالراحة بداخلي ،، ليس مقتنع ولكن قلت انني بحاجة للراحة اكثر .. جاء يوم الجمعة وجاءت صلاة الجمعة .. ذهبت بشكل طبيعي للصلاة وكأنه ليس بي شيئ مثل العادة .. في الصلاة احسست بشيئ غريب ، انا سوف اسقط ؟ لا بل سيغمى علي .. وجاءت نوبة الهلع الثانية .. لا اعلم حينها كيف استطعت تحمل الالم .. انا لا اعلم ما هو الهلع اساساً .. لا اعلم كيف اكملت الصلاة .. انتهت الصلاة وهربت من المسجد مثل الذي ارتكب جريمة ويريد الهروب من المسرح ... عدت للمنزل ولم اخبر عائلتي بما حدث لي لانني كنت اظن انها ايامي الاخيرة .. وجاء وسواس الموت بشكله الرائع .. اصبح الموت في كل ثانية امامي لا يفارقني .. لم أعد اتناول طعام .. فقط كل ما اشعر به انني ساموت بأي لحظة .. يا له من شعور مؤلم .. عندما اصلي اقول الموت سيأتي عندما أسمع كلمة بكرا او بعد يومين او بعد اسبوع او بعد شهر ينقبض قلبي وكأنني لن اعيش هذا الشهر .. كنت مستغرب حينها ما الذي يحدث ؟ اصابني بلادة في المشاعر .. لم اعد احب شيئ او اكره شيئ .. وازدات الدوخة عندي .. عندما اتكلم مع احد او اتناول بعض الطعام او بمجرد وقوفي تأتي الدوخه .. ثم بدأت بقراءة اعراضي على الانترنت وعلمت ان هناك شيئ يسمى " هلع ووسواس وقلق ورهاب..الخ " وحظي كان سيئا في البداية لقراءتي بعض التجارب السلبية لبعض الناس وأنه مرض لا علاج له " اتذكر انني كذبت مرضي بالهلع قلت لا ... انا لا يصيبني هكذا امراض " وكذبت على نفسي انه ليس بي هلع " اتذكر ان الساعه كانت الثانية بعد منتصف الليل وبكيت بشدة " واقول لنفسي ماذا سأقول لعائلتي " سأقول لهم انا مصاب بالهلع ؟ كنت حينها انسان ميت تماماً الفرق بيني وبين الميت هو في قبره وانا ما زلت اتنفس فقط ... وبدات ألوم في نفسي لماذا حدث معي هكذا فانا ما زلت شاب في مقتبل العمر .. لم اكمل الثلاثين بعد .. وكل يوم أبكي ولا اجد من اشكي له همي غير الله .. كنت سأنفجر من حزني .. مهلاً لم تنتهي الحكاية .. جاء الرهاب .. في يوم من الايام جئت للخروج من منزلي للذهاب الى صديق لي .. وقد وصلت عنده وكنت اخطط لسهرة وجلسة جميلة معه .. وفجأة احسست بشعور فظيع جدا .. اختنقت تماماً .. تقريباً فقدت السيطرة على نفسي من خوفي الذي لا اعلم ما هو سببه .. وكأن الدنيا بوسعها ضاقت بي .. تركت صديقي فجأة بدون اي عذر وعدت للمنزل وأقول لنفسي ما الذي يحدث لي ؟ وظللت على هذه الحالة فترة لا بأس بها .. جاءت مناسبات وافراح وانا لا استطيع الذهاب واعتذر عن الذهاب وفي كل مرة اخترع حجة جديدة لكي لا اذهب .. انا نفسي لا اعلم لماذا لا اريد الذهاب ؟ فقط انا خائف من شيئ مجهول ... الناس لا يقدرون سبب عدم ذهابي لافراحهم ومناسباتهم .. فعلاً من اصدق مما سمعت هو التمس لأخيك سبعين عذرا ,, يا جماعة والله لا نعرف ظروف الناس ,, اقسم بالله هالدنيا فيها بلاوي اكثر مما نتصور وربنا يكون بعون الناس ودائماً التمس الاعذار لغيرك ,,, المهم انه ظل مرافق لي الخوف من الاغماء والسقوط لمدة طويلة وقد تعطلت كل اعمالي بشكل كامل واصبحت ارى كل شيئ حولي غريب .. الناس..الدنيا..العالم..المحلات...السيارات.. كل شيئ بات غريباً في نظري..كنت سوف أصاب بالجنون...الى ان عدت للانترنت " وتيقنت ان ما اصابني هو هلع ورهاب وقلق ووسواس .. بدأت بمرحلة علاجي .. وعلمت ان هناك للهلع فوائد .. نعم لا تستغرب هناك فوائد للهلع وهي انني تقربت من الله اكثر بسبب الهلع .. تعلمت ان لا اخطأ بحق انسان مهما كانت الاسباب .. تعلمت ان ما حصل معي هو كفارة لذنوبي والله سبحانه وتعالى اذا احب عبداً ابتلاه .. وانا ابتليت لكي الله يكفر ذنوبي .. يوماً عن يوم بدأت بالتحسن .. عدت للمقاومة مع الحياة من جديد ... الى ان بدأت بتناول الدواء وتحسنت الى الان اكثر بنسبة كبيرة جدا . .. اصبحت اخرج من منزلي طبيعي .. لم تعد الدوخه تهمني .. ذهب الوسواس عني .. بدأ عقلي بالعودة لي و ذهبت عني النوبات ... وتركت التدخين وقررت ان أمشي بحياتي بشكل صحيح .

اريد ان اخبرك يا اخي / اختي .. لا تحزن لما اصابك واعلم تماماً انك ليس وحدك من يعاني من هذا الامر .. واعلم تماماً انني اشعر بحزنك واشعر بما تعاني .. انصحك بأن تجعل المرض النفسي بداية لصفحة جديدة في حياتك .. ثق تماما ان الهلع سيجعل منك شخصا مختلفا و شخصا اقوى ... بعد علاجك ستعلم انك انسان مكافح وانسان مميز " لانك مررت بأمر ليس الجميع يمر به " وأمر لم يكن سهلاً ... عندما يتحدث الناس امامك عن تجاربهم السيئة في الحياة لا تحزن ..... بل افتخر في نفسك لانك مررت بتجربة لم يمروا بمثلها ولا 1% حتى ,,

انا الان ليس نادم على ما مررت به من تجربة سيئة .. لأنها جعلت مني انساناً جديداً قوياً ..

و إن قالوا لك انت مهلوع .. لا تحزن وقل يا مرحبا بكفارة الذنوب ..

اختصرت كثيراً من قصتي ومن معاناتي الا انني ما اردت ان اوصله لك .. ما دام بك نفس وقلب ينبض لا تيأس .. ولا تيأسوا من روح الله .. ابقى مقاوم لاخر نفس .. ربما تاتيك انتكاسة او اثنتين او اكثر لكن لا بأس .. ابقى مقاوماً دائماً وفي يوم من الايام ستنجح وستتغلب على مرضك لانه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس .

الله يتمم شفاك يارب علي خير يا اخي
ويشفينا جميعا