المشكلة في طريقة رؤية المشكلة
بعض الموجات لا تستقبل
المشكلات أمر طبيعي في حياة الناس ، ولعل التركيز فيها يجعلنا نعتقد أنها نعمة ، لأنها تجدد روح المقاومة ، وتؤدي للعمل والحركة ، ولكن تبقى هناك معضلة كبيرة وهي تكدس المشكلات دون حلول جيدة وهذه تؤدي إلى قتل فاعلية الإنسان.
أود القول إن أهم مجال يتجلى فيه إبداع العقول البشرية هو إيجاد الحلول للمشكلات ، وكذلك فإن طريقة رؤيتنا للمشكلة والقدرة على تحديدها وتوصيفها بدقة من أهم مراحل الحل.
ويمكنني القول باختصار: إن المعاناة لا تبدوا جلية في طبيعة المشكلة ، وإنما في طريقة رؤيتنا للمشكلة وتعاملنا بالتالي معها.
لقد تعود الناس على عدم التنبه للمشكلات إلا بعد فوات الأوان ..
إن هناك كتابا في هذا المنتدى وغيره يبصرون كل أجزاء الصورة ويعرفون الأولويات ولعل لديهم أشعة تصل لأدق شعيرات الدم وأعصاب الجسد ، وهؤلاء من نحتاج وندعوا الله لهم بالتوفيق والسداد.
وآخرون صرفوا همومهم في طرح مواضيع هامة ولكن بطريقة تفتقد إلى محاولة إعمال الذهن في استيعاب الواقع الموضوعي.
هذا الانقسام – وأعتبره بسيطا في نفساني- أدى إلى إيجاد جزر ثقافية منعزلة ، فمن نظن أنه ينير الطريق للآخرين وعلى مستوى جيد من الثقافة يتحدث على موجة يعلم يقينا أنها لن تستقبل على جهاز الآخر ، والهدف من هذا الإرسال غامض ويدعونا للتساؤل.
|