عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2018, 08:08 PM   #6
مرحلة جميلة
مراقب إداري
أخو ♡°•ظل•°♡


الصورة الرمزية مرحلة جميلة
مرحلة جميلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 47295
 تاريخ التسجيل :  05 2014
 أخر زيارة : 25-04-2025 (01:30 PM)
 المشاركات : 3,956 [ + ]
 التقييم :  106
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Steelblue


اخي الرحوم العطوف / وحيد في الظلام
انت في نعمة عظيمة فاشكر الله عليها .. الرحمة من الدين وكم من صالح عابد زاهد يجاهد نفسه شهورا وعقودا ، ليلا ونهار ليطهرها من الغل والحقد والحسد لإخوانه ، ويستبدل ذلك كله بالشفقة والرحمة التي هي بحد ذاتها دليلا شاهدا حاضرا على طهارة القلب وصفائه .. لأن الحاسد حين يحسد والحاقد حين يحقد تمتلئ نفسه قبل ذلك غيضا وكرها وقسوة ضد أخيه المسلم ، ثم تنطلق منها العين الحاسدة وتظهر عليها النفس الحاقدة .. وحسده وحقده يشتد على قدر كرهه وقسوته وبعد الرحمة من قلبه .

اخي الفاضل /
ان الشيطان حي وهو من يسعى للايقاع بين الأخ وأخيه المسلم .. والاطاحة بمحبتهما لبعض ، ووجود مثل هذا الشعور الذي متعك الله به ولم تشعر بقدره هو شيء جميل جدا وشعور اسلامي نبيل .. أن ترى أخوك المخطئ امامك وهو يقوم بتنفيذ وساوس ابليس ضدك ، ثم تستشعر تسلط الشيطان على قلبه وتراه كيف يلعب به ويستحكم أعصابه وهو في موقف الضعف والاستسلام أمام قرينه من الشياطين ، ثم تؤثر الرحمة له وتدفع بالشفقة إليه بدلا من عون الشيطان عليه ، ولكي تدحر الوساوس في رأسه وتوقف مخطط الشيطان في صدره .

وهذا والله من أعظم النعم الخلقية وأندرها التي يثبت بها الله تعالى خلق المسلم وكما تعلم أن الأسلام جاء ليتمم مكارم الاخلاق .
وبوجود امثالك هو ضروري وحتمي لتدوم الألفة والمحبة والمسيرة الانسانية بين المسلمين لان الله تعالى يقول في محكم التنزيل ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض)) فأنت من الصالحين الرحماء الذين يدفع الله بهم كيد الشياطين في قلوب المبلتين ، وشر الاشرار في نفوس الجهلة .

ويقول تعالى : ((ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))
وأنت ممن أكرمك الله بأن تكون مع الذين يدفعون الشر بالخير وجعلك في صف الرحماء واهل الصلاح والعقول .

ولكي تشعر بما أنت عليه من نعمة فتخيل لو أن البشر ليس فيهم اناس مثلك رحماء يدفعون بالرحمة والشفقة وساوس الحقد والكره والغيض في قلوب غيرهم ، كيف سيكون التعامل مع بعضهم ، وكيف تستمر الحياة فيما بينهم ، إذا أصبحنا جميعا قساة عدوانيون بلا رحمة وشفقة لبعضنا ، والشياطين متسلطة في قلوبنا تحول بيننا وبين خلق الرحمة أن نستخدمها في شئون حياتنا اليومية .!؟

يكفيك من خلق الرحمة أن تنال رحمة الله يوم القيامة ، كما جاء في الحديث :
(الراحمون يرحمون الله)
والرحمة كلما كانت أشمل وأعم كلما كان الإيمان أكمل وأتم .
واذا نزعت من قلب انسان فهذه علامة عن سوء خلقه وبعده عن ربه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي لم يقبل أحدا من ابنائه يوما من شدة قسوته :
(وهل أملك إلا أن نزع الله الرحمة من قلبك) .

خلاصة الحديث : هذه نعمة على قلبك وليست نقمة ولن تجد من الطب النفسي عقارا يعلمك القسوة ولا تبحث عنده أو عند غيره دواء يخفف تلك النعمة التي يحملها قلبك ، فهي ايمان وليس مرض ، ، ،


 

رد مع اقتباس