الموضوع: افكر بالانتحار
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2018, 07:40 PM   #6
الوردة المغربية
عضومجلس إدارة في نفساني
الله اكبر


الصورة الرمزية الوردة المغربية
الوردة المغربية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28348
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 30-05-2025 (08:34 PM)
 المشاركات : 9,122 [ + ]
 التقييم :  156
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Purple


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاهين® مشاهدة المشاركة
:
الحمد لله. فقد دل الشرع على تحريم قتل الإنسان نفسه مطلقا سواء كان ذلك لسبب أو لغير سبب لأن هذه النفس أمانة استودعها الله فلا يحل إزهاقها في جميع الأحوال. قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) . وقد ورد الوعيد الشديد في الآخرة لمن فعل ذلك. فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا). متفق عليه. وورد في صحيح البخاري: (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه النار والذي يقتحم يقتحم في النار). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي على قاتل نفسه من باب الزجر والتخويف من هذا الذنب العظيم كما ورد في صحيح مسلم. فهذه النصوص تدل على عظم جرم قتل النفس وهي عامة في سائر الأحوال والظروف.
وقد ورد في السنة على سبيل الخصوص ما يدل على أنه لا يباح للمسلم قتل نفسه لشدة الجراح وعظم المشقة فيقتل نفسه ليرتاح من جراء ذلك ففي الصحيحين قال رسول صلى الله عليه وسلم: (كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله بدرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة). وفي رواية: (كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال الله: بادرني عبدي بنفسه). وكذلك ورد فيهما أيضا قصة الرجل الذي قاتل قتلا شديدا فأعجب الناس به فأخبر النبي أنه من أهل النار فتبعه رجل ليتبين حاله فقال: (فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله فقال: أشهد أنك رسول الله). فهذه النصوص تدل صراحة على أنه لا يباح للمسلم أن يقتل نفسه تحت تأثير التعذيب ليرتاح من هذا الجحيم بل الواجب عليه في مثل هذه الحال الصبر حتى يلقى ربه وهو راض عنه. ولذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص لأصحابه حين عذبوا في مكة بقتل النفس فلو كان جائزا لرخص لهم رفعا للحرج عنهم وإنما رخص لهم بقول كلمة الكفر وموافقة الكفار في الأقوال اعتبارا لحال الإكراه. والمقرر عند الفقهاء أنه لا يرخص لأحد قتل غيره إذا أكره على ذلك ولو كان مصيره القتل.
والحاصل أنه لا يجوز للمسلم أن يتعاطى قتل نفسه بنفسه مهما بلغ الأمر واشتد التعذيب وأن ذلك من كبائر الذنوب العظيمة التي تستوجب دخول النار وعليه الصبر حينئذ
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
فهمت شكرا وثبت الله اجرك


 

رد مع اقتباس