عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2005, 11:31 AM   #2
أ.عماد الدوسري
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية أ.عماد الدوسري
أ.عماد الدوسري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5348
 تاريخ التسجيل :  12 2003
 أخر زيارة : 07-11-2005 (09:30 AM)
 المشاركات : 1,599 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اختي الكريمة (( طيف المحبة ))
اسأل الله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك وأسرتك وزوجك من كل مكروه وسوء، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يديم بينكم المودة والرحمة والحب والتفاهم، وأن يهدي أم وزوجك.
و بخصوص ما جاء في رسالتك : فأرى أن امرأة تملك تلك الصفات الرائعة لا يعجزها إن شاء الله أن تتعامل مع أي إنسان مهما كان سوءه ودناءة طباعه، فلا تحملي هما للإقامة مع هذه الأسرة التي تتمتع بتلك الصفات الهدامة المدمرة، بل أنا شبه موقن من أن صلاح هذه الأسرة من الممكن جداً أن يكون على يديك، أهم شيء ألا تتخلي عن قيمك ومبادئك وما أنت عليه، ولا تحاولي النزول من العلياء إلى القاع والحضيض لمجاراتهم وكسب مودتهم ، فهذه هزيمة لا أرضاها لمثلك بحال من الأحوال، ولك القدوة الحسنة في إمام المغيرين وسيد الأنبياء والمرسلين الذي قام بأعظم عميلة تغيير في التاريخ ولم يضعف ولم يراهن ولم يجامل، بل ظل يعرض الحق ويصبر عليه حتى صار واقعاً يعيشه الناس ويسعد به، فالناس قسمان
قسمٌ قدر الله أن يكون متميزاً ، حباه الله صفات قيادية وقدرة إدارية تغيرية، وهؤلاء هم قادة الدنيا من الرجال والنساء، وأنت من هذا الصنف الذي لا بد أن يغير وأن يصبر على التغيير، ولا يجوز ولا ينبغي أن يتخلى عن نعمة الله ليعيش مع الرعاع والهمل، ولكن هذا يحتاج إلى صبر الأنبياء وعزيمة الصديقين؛ لأن التغيير ليس بالأمر الهين، خاصةً إذا عاش صاحبه فترة طويلة متأقلماً مع واقعه ويرى أنه أفضل الناس وأحكم وأعلم الناس وأحسنهم.

فلا تحملي للمستقبل هما ، ما دمت على علاقة حسنة بالله جل وعلا، واعتبري هؤلاء مجموعة من المرضى وأنت الطبيبة ، فماذا أنت صانعة مع مرضاك؟

أهم أسلحتك الصبر وطول النفس وعدم الضعف أو التخاذل أو تقديم أي تنازل عن مبادئ الإسلام وأخلاقه، مع ضرورة أن يلبس هذا المنهج ثوباً كبيراً ورائعاً من الأخلاق والحلم والتواضع واللين، وأذكرك بقول الله لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم: ((ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)).

لا بد من التمسك والتماسك والثبات مع الأخلاق الإسلامية الراقية، ولا يعقل أن يغلب الباطل الحق أو أن تغلب الفوضى النظام أو أن تغلب المبادئ الهدامة المثل والقيم العليا الراقية، أهم شيء عدم الضعف وعدم التنازل مع التمتع بالأخلاق .

واجعلي هداية هذه الأسرة هدفا ضعيه أمام عينك لا يغيب عنك أبداً، واعلمي أن الله ناصرك مهما كانت قوة التحدي، فهاجمي تلك الهمجية قبل أن تهاجمك، وحاربيها قبل أن تغزوك، وأهم سلاح كما ذكرت وأكرر الأخلاق العالية؛ لأن هذه ليست معركة عادية، وإنما هي حرب في داخل الأرحام، فتحتاج إلى طبيب ماهر حاذق، لأن الشيء لو زاد عن حده أضر ضرراً بالغاً .

استعيني بالله وتوكلي عليه، ولا تتركي الحق لإرضاء الباطل، وأكثري من الدعاء لهم بالهداية ولنفسك بالثبات وقوة العزيمة، وانطلقي من حبك لزوجك ورضاه عنك ونجاحك في تربية أبناءك وهندسة بيتك، فتلك كلها عوامل نجاح وقوة بعد الاستعانة بالله، وأنا واثق من أن النصر سيكون حليفك، وأنك ستملكين قلوب الجميع في فترة وجيزة أو على الأقل تضمنين عدم تأثرك بهم وجعلهم معك ومع أسرتك على الحياة إذا لم يكونوا من المؤيدين، فأنت قوية بالله ثم بزوجك ثم بصفاتك الحميدة التي حباك الله إياها، فإياك ثم إياك أن تشعري بالضعف أو أن يتسرب اليأس والخوف إلى قلبك فتضيعي كل شيء، واعلمي أن الله قال: (( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)) وقال : ((وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)) وهذه العملية التغيرية التي ستقومين بها لا تقل عن غيرها من عمليات التغير التي قام بها الأنبياء والرسل.

والأمر الأخر إذا لم يتغير زوجك ولا اسرته في معاملتهم معك فالأولى الانفصال ، وعلي الله عوضك واعلمي ان الله لا يضيع مؤمنا به ابدا وعلمي ان الله معك طالما أنتي معه

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسعادة والسداد وصلاح الحال والبال، وبالله التوفيق