عضو مميز جدا وفـعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 271
|
تاريخ التسجيل : 07 2001
|
أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
|
المشاركات :
1,583 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وبدأت حياتي0000
بسم الله الرحمن الرحيم
فحصه... وقلبه بين اصابعه...ثم امسكه بإحدى يديه وجعل ذراعه في وضع
مستقيم..وضغط على الزناد, ودوى صوت في ارجاء الغرفه...
-انه يعمل هذا جيد
رماه على السرير وجلس بجواره...اخذ يتذكر السبب الذي دفعه لشرائه
وعادت الذكريات تظهر أمامه كشريط فيلم ...بدءاً من ذلك اليوم الذي جعله
يخسر كل شي...الى الحال التي وصل اليها الآن,وجال بعينيه متفحصا غرفته
وكأنه يراها لأول مرة, لم تكن مرتبة,كانت صعوبة إيجاد مبلغ لإيجار الغرفه
كصعوبة تسلق الجبل بالنسبه له, لكنه لن يضطر إلى فعل ذلك بعد الآن, حمل
حقيبة الظهر, ووضع فيها المسدس, وعلق على باب غرفته ورقة, وتمعن فيها
"لن تجد نفسك محرجا بعد اليوم بمطالبتي بإيجار الغرفه...فأنا راحل للأبد ألى
مكان لاعودة منه, وسأترك كل شئ كما هو, وعليك بعد اليوم ان تجد من يستأجر
غرفه حقيرة كهذه, وداعا......"
أغلق الباب بهدوء, وسار عبر الممر الخشبي, إلى الدرج, ونزل عليه ببطء...
لطالما كان يقلق بسبب هذا الدرج, إذ أنه كان يشعر أن الدرج سيسقط به في
أي لحظة, وتنهد, ابتسم للسيدة التي كانت تستقبل بضع ضيوف, ولوح لها...
قطبت جبينها ونقلت عينيها بين عماد وحقيبته, لاح في عينيها سؤال, لكنه
سارع خطواته, ولم يعطها فرصه للكلام وخرج.
- هيي يا سيد اتريد ان انقلك؟! لا اعتقد انك ستجد سائقا ابرع واسرع مني
في هذه المدينه, اني لن اطالبك بأكثر من حقي فقط....
- شكرا لك لست بحاجه الى سيارة اجره, استطيع ان امشي.
-ألا تصدقني يا سيدي؟؟ هيا هيا وسأريك بنفسي...
كان عماد قد ابتعد قليلا, فإقترب من السائق, وامسك يده, غضب عماد
واستدار, واخرج مسدسه وصوبه نحو السائق , صرخ الماره وانتابهم الذعر
شعر عماد بالحرج, اخفض المسدس واخفاه في جيبه, واخذ يركض مبتعدا.
- مابكم ايها السادة, لمَ تصرخون؟
- ذلك الشاب ايها الشرطي, ذو القبعه البيضاء و حقيبة الظهر الزرقاء,
إنه يحمل مسدسا, وكاد ان يطلق على سائق سيارة الاجره
- احقا؟؟ ..... ايها الشاب انتظر هيي انت توقف بإسم القانون...
ركض عماد, ولحق به الشرطي, واخذ يصرخ باللاسلكي
انا اسامه, في جاده 14 هناك شاب مجهول يرتدي قبعه بيضاء ويضع حقيبة
ظهر زرقاء يحمل مسدسا, اريد العم حالا.
التفت عماد ورأى الشرطي يلحق به وضع يده على القبع كي لا تطير وزاد من
سرعته, محاولا بأقصى جهده ان لا يرتطم بأولئك الماره الذين اخذو ينظرون
الى هذا المشهد, ظناً منهم انه مشهد تصوير فيلم, فجالت اعينهم تبحث عن الكاميرا, بل إن بعضهم اخذ يصفق بحراره.
وصل إلى مسامع عماد صوت سيارات الشرطه تقترب, تسارعت انفاسه,
" تبا لسائق الاجرة, لولاه لإنتهى الأمر بسرعه, ولما وصلت الحال إلى ان اكون
ملاحقاً من قبل الشرطة.. ماذا افعل الآن؟؟؟ إنهم يقتربون, بدئت قدماي تبطئان
انا متعب ياللهي إنه مسرع, ياله من شرطي تعس...
بيد ان اسامه لم ينتبه الى قشرة الموز الملقاة بلامبالاة , فتزحلق عليها وارتفعت يديه في الهواء وسقط...
-هههههههههههههههههههههه ياله من مشهد يا أمي ألم اقل لك ان قشرة
الموز لها فائدة؟؟!!
اتسعت عينا الأم واحمر وجهها خجلاً, واخذت تساعد الشرطي على النهوض,
وفورما نهض اخذ يعطيها درساً في التربيه ينما هي تسمه خجله.
وفجأة... جحظت عيناه, والتفت بسرعه, بحث عن الفتى بلافائدة, بينما
وقفت سيارات الشرطة بجواره.
استدار عماد مرة اخرى, لكنه لم يرى أي اثر لذلك الشرطي,فإقترب من اقرب
مقعد, وجلس عليه, واخذ يمسح العرق المتساقط على وجهه, وتنهد بعمق.
"يالها من معجزة, لقد كاد ان يلحق بي, كيف توقف؟؟ واين تلك السيارات التي
كاد صوتها يمزق طبله أذنَي؟! لايهم الآن, لقد ابتعدو, ويبدو انهم لن يعثروا علي قط إلا اذا تصرفت بحمق مرةً اخرى علي ان اكون اكثر حذرا"
سار عماد مرة اخرى, واكمل طريقة, اخذ عماد يتأمل ماحوله, يتأمل اولئك
الناس الذين يمشون في الطريق, الى السيارات التي كانت تسابق بعضها,
الى تلك البنايات, التي يبدو انها تتسابق نحو القمة, حتى بدا له ان هناك حديقة
الجهة المقابلة, فعبر الشراع دون ان يبالي بتلك السيارات التي اخذ اصحابها
يضغطون على البوق بكامل قوتهم, اشترى من احد البائعين عصيرا, ودخل الحديقة
" لايهم إن اهدرت وقتي في هذه الحديقة الجميله, على كل حال حياتي ستنتهي,
ولا يهم متى سيحدث ذلك "
رمى حقيبته على ذلك المقعد, وجلس بجوارها, واخذ يشرب العصير متلذذا بكل
نقطة فيه, وبعد ان انتهى اخذ يتأمل العصير, وقلبه بين اصابعه, رفع رأسه فجأة
واخذ يصغي, بدا له وكأنه صوت طفل صغير يبكي, نهض من مكانه, وتبع مصدر
الصوت, الى ان وقف أمام شجرة ووجد أنه بالفعل صوت طفل, اقترب منه
وثنى ركبتيه, ومسح على رأس الطفل.
- مااسمك يا بني؟
رفع الطفل رأسه, وانزل إحدى يديه, بينما بقت الاخرى تسمح عينه واخذ
ينظر الى الشاب ذو القبعه البيضاء,
- لا تخف انا لا ريد ان اؤذيك, اريد فقط مساعدتك, لمَ تبكي؟
- لقد اضعت والدي, كنت اسير معه, لكنه ركض فجأة, ولا اعرف اين هو,
هذه ليست اول مرة, فهو شرطي, ودائما يفعل بي هذا!
شعر عماد بالرغبه في الضحك إلا انه تمالك نفسه,
- وهل لديك عنوان منزلك؟
- نعم , ان امي دائما تترك العنوان معي
بحث الطفل في جيوبه, حتى عثر على ورقة, اعطاها لعماد, امسك عماد الورقة
وتأمل العنوان,
- ان منزلك قريب من هنا, هيا تعال معي وسأوصلك لمنزلك, هيا
نهض الطفل وامسك عماد بيده,وكان يتأمل الورقة بين الحين والآخر حتى لايخطئ الطريق, إلا ان وصل الى احد البنايات وركب المصعد,الى الطابق الثالث
عشر, نزل منه, وتوجه نحو الشقه رقم ثلاثة, وطرق الباب, فتحت له امرأه الباب, ماإن وجدت ذلك الطفل, حتى صرخت فرحه, واحتضنت الطفل,وشكرت
عماد, وعرضت عليه فنجان قهوة, إلا انه شكرها واعتذر,
هيي انت ماذا تفعل هنا ها؟ هل تريد خطف ابني يالك من جرئ
- كلا يا أسامة, هذا الشاب هو من اعاد ماجد الي, ولولاه لضاع ابننا وكل هذا
بسبب إهمالك الذي لا حدود له.
- ماذا؟؟ احقا؟ اوه اعذرني, شكرا لك.
تأمل عماد وجه اسامة, فإذا به ذلك الشرطي التعس الذي كان يطادره
فإبتسم, غادر عماد المبنى, وشعر فجأة بإحساس غريب, ووجد قدماه تقوده
الى تلك الغرفه التي قرر ألا يعود اليها يوما, رفع قبعته ورماها في الهواء
ولم يبالي بإلتقاطها, وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضه.
----------------------------------
هذه هي القصه التي شاركت بها في المسابقة
اتمنى ان تقرؤها وانا في انتظار تعليقكم
------
مع تحياتي
|