عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2019, 10:56 PM   #4
الخزرجي
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية الخزرجي
الخزرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57607
 تاريخ التسجيل :  10 2017
 أخر زيارة : 18-05-2019 (03:30 AM)
 المشاركات : 497 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيّوب مشاهدة المشاركة
تحية طيبة ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان يكون معنا الاستاذ الخزجي وهو عضو معروف في منتدى
نفساني .....سنتحدث في هذه السلسلة عن الامراض العقلية
او الذهان......الموضوع حيكون سؤال وجواب مني ومن الاعضاء
ومن سيجاوب هو الاخ الخزرجي .ولو تأخر الرد يفضل ان ننتظر
لانه ممكن يكون مشغول
سعداء بأسئلتكم .......ولازم تكون في اطار الموضوع ......
سنبدأ بالفصام
......
الاستاذ الخزرجي تحياتي
س1. كلنا نسمع عن الفصام وقرأنا على الانترنت تعريفات ولكنها
اكاديمية ......هل له تعريف شامل ومبسط تكون سهلة على القاريء
وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أقول/ الأخ (أيُّوب) المُحترم

١-في البداية أشكرك على هذه الاستضافة، و أُقدِّر لك تقديمي و تشريفي، فجزاكم الله خيراً.

٢-قبل البداية في شرح تعريف الفُصام يجب أن نعلم أن التوجُّه الجديد في الطب النفسي أصبح ينظر إلى الفُصام على أنه طيف (طيف فُصامي)، فالفُصام وفقاً لهذا الفِهم هو طيف يتكوَّن من درجات و مراتب، و ليس فُصام واحد على نفس الدرجة.

فسابقاً كانوا يشترطون اجتماع شروط كثيرة لتشخيص الفُصام، و لكن في النظرة الجديدة أصبحوا لا يشتروط اجتماع هذه الشروط الكثيرة، فقد يكون المريض يُعاني من عرض واحد ذُهاني و هذا بحد ذاته يكفي لتشخيصه بدرجة من درجات الفُصام.

٣-التعاريف الموجودة للفُصام تعاريف أكاديميَّة صعبة كما تفضلتم، و لكن أسهل وصف للفُصام هو انفصام المريض عن الواقع إما كُليِّاً أو جُزئيِّاً، فالمريض الذي يُعاني من (هلاوس) هو بالواقع انفصل عن الواقع و فقد الاستبصار بحقيقة هذه الهلاوس، و كذلك من يُعاني من (ضلالات).

فالقاسم المُشترك في أعراض الفُصام هو الانفصام و الانفصال عن الواقع بدرجة ما بطريقة ما.

و قد يكون هذا الانفصال كُليَّاً أو جزئيَّاً، و الانفصال الكُلي يفقد المريض فيه البصيرة و لا يعرف أنه مريض و يُنكر المرض أشد الإنكار، و في حال الانفصال الجُزئي لا يفقد المريض فيه كُل البصيرة، و لكن يفقد شيء من الاستبصار في جوانب مُعيَّنة.

٤-الفُصام هو مرض كُلي شامل يشمل جوانب الشخصيِّة، فهو يُؤثِّر على الحواس و الإدراك و المشاعر و التفكير و السلوك.

أما بالنسبة للحواس، فهو يُفسِد الحواس من خلال الشعور بالهلاوس التي هي حصول استجابة للحواس من دون وجود مُنبه.

و بالنسبة للإدراك، فهو يُفقِد المريض إدراكه للواقع الخارجي، فيعيش في عالم من الهلاوس و الضلالات عالم غير واقعي.

و بالنسبة للمشاعر و الانفعالات، فالفُصام يتسبَّب في تبلُّد أو تسطُّح المشاعر، فيُصبح المريض عديم المشاعر الطبيعيِّة، و لا ينفعل الانفعالات الطبيعيٍّة.

و بالنسبة للتفكير، فالمريض يُصبِح مُتفكِّك الأفكار و أفكاره مضغوطة و مُتطايرة لا يستطيع التجميع و الاسترسال في ترتيب الكلام و يقفز من موضوع لموضوع، و يصبح المريض مُشتَّت التفكير، و تُصبح عند المريض (ضلالات) التي هي أفكار راسخة غير واقعيِّة مثل ضلالات الاضطهاد و المُراقبة و العظمة و غيرها، فيشعر أنه مُضطهد من الآخرين و أنهم يتآمرون عليه و أنهم يُراقبونه، و قد تنتابه أفكار العظمة أنه شخص عظيم و استثنائي و خارق.

و بالنسبة للسلوك، فيُصبح المريض مُنعزلاً اجتماعيِّاً لا يستطيع بناء علاقات طبيعيٍِّة مع الآخرين، و قد يُصبح عدائيِّاً و مُهتاجاً.

فكما نرى أن مرض الفُصام مرض عقلي شامل يُؤثِّر في أغلب جوانب الشخصيِّة.

هذا مُختصر شديد الاختصار عن تعريف أو بالأصح (وصف الفُصام) بصُورة موجزة مفهومة.

مُلاحظة/ سوف أُجيب على بقيِّة الأسئلة لاحقاً، لأني الآن في سفر خارج البلاد و مُنشغل.

و تقبَّل فائق الاحترام...


 
التعديل الأخير تم بواسطة الخزرجي ; 17-02-2019 الساعة 11:01 PM

رد مع اقتباس