19-02-2019, 08:28 AM
|
#11
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 57607
|
تاريخ التسجيل : 10 2017
|
أخر زيارة : 18-05-2019 (03:30 AM)
|
المشاركات :
497 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول/ الأخ (أيُّوب) المُحترم
١-قبل الحديث عن الأعراض الإيجابيِّة و السلبيِّة للفُصام ينبغي أن نعلم أن الفُصام مرض عقلي شامل، حيث أنه يُؤثِّر على الإدراك و التفكير و الحواس و المشاعر و السلوك.
فهذا المرض يُعَد مرض شامل يشمل جميع جوانب الشخصيِّة.
٢-هذا المرض له أعراض إيجابيِّة و سلبيِّة، و ليس معنى أنها إيجابيِّة أنها جيِّدة، بل هي أعراض مرضيِّة.
أ-أما الأعراض الإيجابيِّة، فهي الهلاوس و الضلالات و الخلل في الكلام.
و الهلاوس هي استجابة حسيِّة لمُنبِّه غير موجود على أرض الواقع، و تنقسم إلى هلاوس سمعيِّة-هي الأكثر شيوعاً- و هلاوس بصريِّة و شميِّة و لمسيِّة.
و مثال على الهلاوس السمعيِّة أن يسمع المريض أصوات صفير أو أصوات توجِّه له تهديدات أو ذم.
أما الضلالات هي أفكار جازمة راسخة غير واقعيِّة مثل الضلالات الاضطهادية (البارانويا) وضلالات المُراقبة و العظمة (جنون العظمة) و ضلالات الشك و الارتياب.
و مثال على الضلالات الاضطهاديِّة هو أن يشعر المريض أنه مُضطهَد مُستهدَف يتآمر الناس عليه.
أما الخلل في الكلام، و هو أن يجد المريض صعوبة في ترتيب الكلام و الإلتزام بالموضوع، فتراه يقفز من موضوع لموضوع دون وجود رابطة منطقيِّة، و ترى كلامه مُبعثراً مُشتَّتاً.
ب-بخصوص الأعراض السلبيِّة، فهي الانسحاب الاجتماعي (العُزلة) و تسطُّح المشاعر و الكسل و الخمول و قِلة الدافعيِّة.
٣-أما بخصوص سؤالك عن كيفيَّة تأثير مُضادات الذُهان على الأعراض الإيجابيِّة و السلبيِّة للفُصام، فآليِّة عمل هذه الأدوية غير معروفة على وجه الدِقَّة.
و لكن يُعتقَد أن تأثيرها على الأعراض الإيجابيِّة يكون من خلال تثبيطها للنشاط الزائد للدوبامين في بعض أجزاء الدماغ المسؤولة عن الإدراك و التفكير و الوجدان.
و هُناك عِدة تفسيرات لتثبيط نشاط الدوبامين، قد يكون التثبيط من خلال التقليل من كميِّة الدوبامين في المشابك بين الخلايا العصبيِّة في الدماغ، و قد يكون من خلال سد بعض مُستقبلات الدوبامين في الخلايا المُستقبِلة و المُرسِلة، و قد يكون من خلال تقليل الحساسيِّة المُفرِطة للمُستقبلات، و غيرها من التفسيرات.
من الجدير بالذِكر أن الأدوية الحديثة تعمل بصُورة انتقائيِّة على أجزاء الدماغ، فهي تُؤثِّر على أجزاء مُعيِّنة في الدماغ التي يُعتقَد أنها مسؤولة عن الأعراض الذُهانيِّة، و قد قرأت أنها تُثبِّط الدوبامين في أجزاء و تُنشِّطه في أجزاء أُخرى.
أما تأثيرها على الأعراض السلبيِّة فلا يزال مجهولاً، و لكن رُبَّما من خلال تأثيرها على مُستقبلات السيرتونين.
لذا نجد أن مُضادات الذُهان القديمة كانت لا تُؤثِّر إلا على الأعراض الإيجابيِّة للفُصام، بينما المُضادات الحديثة، فهي تُؤثِّر على الأعراض الإيجابيِّة و السلبيِّة للفُصام.
و تجد الإشارة إلى أن مُضادات الذُهان الحديثة تُؤثِّر بالجُرعات الصغيرة على الإعراض الإيجابيِّة، بينما تحتاج الأعراض السلبيِّة لجُرعات أعلى.
و تقبَّل فائق الاحترام...
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة الخزرجي ; 19-02-2019 الساعة 08:39 AM
|