22-02-2019, 11:29 AM
|
#25
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 57607
|
تاريخ التسجيل : 10 2017
|
أخر زيارة : 18-05-2019 (03:30 AM)
|
المشاركات :
497 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول/ سوف أقوم بشرح و تلخيص و تكثيف الأسباب المرضيَّة للفُصام من خلال المُشاركات الآتية.
مُقدِّمة/
أ-تنقسم النظريات المُفسِّرة للفُصام إلى نظريات بيوكيميائيَّة و معرفيَّة و سلوكيَّة و غيرها، و هذه الاختلافات نشأت من عدم وجود ملمح رئيس جامع لهذا الاضطراب، حيث أن الفُصام يرتبط بجوانب كثيرة في الشخصيَّة لا يوجد لها جامع مُشترك يتم إرجاعُه إليها.
ب-النموذج التفسيري السائد هو (نموذج التهيؤ/الضغوط) أو (الوراثة/البيئة).
الذي حاصله أن عوامل الوراثة (الاستعداد) و البيئة (الضغوط) تتفاعل مع بعضها البعض مما قد يُنتِج الإصابة بالفُصام.
و المُراد بالتهيؤ هو الاستعداد الوراثي و تركيب الدماغ.
و المُراد بالضغوط عوامل البيئة مثل النشأة و التربية و عدم القُدرة على التكيُّيف و العلاقات المُختلة وظيفيَّاً في الأُسرة و الفقر.
العوامل الوراثيَّة:-
تُثبِت (دراسات التلازم) وجود مُكوِّن وراثي للفُصام، حيث أن مُعدَّل التلازم المرضي بين التوائم المُتطابقة ٤٤%، بينما يقل هذا المُعدَّل ١٢% بين التوائم المُتشابهة، و هذا يدل أن مُعدَّل الإصابة يزداد بزيادة درجة التقارب الوراثي.
و التوائم المُتطابقة تشترك بالمادة الوراثيِّة بنسبة ١٠٠%، بينما تشترك التوائم المُتشابهة بنسبة ٥٠%.
مشاكل تواجه دراسات التلازم:-
١-أن عامل البيئة عامل مُهمل فيها، حيث أن التوائم يعيشون في بيئة واحدة غالباً، فتكون الضغوط عليهما واحدة بالعادة، و لعل البيئة المُشتركة هي العامل الأساس المُؤثِّر لا الوراثة.
٢-اتحاد الجنس في التوائم المُتطابقة قد يكون هو العامل الحاسم للإصابة لا الوراثة.
٣-التطابق الجسمي في التوائم المُتطابقة قد يكون العامل الحاسم.
٤-اتحاد المشيمة في التوائم المُتطابقة قد يكون العامل الحاسم.
علاج الإشكالات:-
١-دراسة ذريَّة التوائم المُتطابقة، حيث أن دراستها تُظهِر تأثير الوراثة حيث تزداد نسبة الإصابة في الذرية خلافاً للتوائم المُتشابهة حيث تقل النسبة، و هذا يُؤكِّد دخالة العامل الوراثي للإصابة بالفُصام.
٢-دراسات التبنِّي (اختلاف البيئة)، حيث تتم دراسة التوائم المُتطابقة في بيئات مُختلفة في أُسر مُختلفة لتحيِّيد عامل البيئة مثل التربية، فكلما زاد مُعدَّل الإصابة زاد تأثير الوراثة رغم اختلاف البيئات التي نشأوا فيها.
المُورثات الجزيئية:-
هي مُحاولة تتبُّع أثر عامل الوراثة للتنبؤ بالإصابة بالفُصام من خلال تتبُّع صفة مُحددة المكان الوراثي بمُورثات الفُصام.
مثلاً/ قد ترتبط صفة لون العين بالإصابة بالفُصام، فإذا وجدت هذه الصفة (لون العين) يوجد الفُصام غالباً.
النواقل العصبيَّة (النظرية الحيويَّة الكيميائيَّة):-
أ-تقترح النظرية أن السبب للإصابة بالفُصام وجود خلل بالمُوصِلات العصبيَّة لا سيَّما الدوبامين، و كذلك السيرتونين و الجلوتاميت و الجابا و غيرها.
ب-فرض الدوبامين، و هو الفرض القائل أن الزيادة في نشاط الدوبامين هو الأساس في ظهور الأعراض الذُهانيَّة للفُصام.
و قد تم دعم هذا الفرض (فرض الدوبامين) بخمس أدلة هي:-
١-أن مُضادات الذُهان القديمة (الفينوثيازين) تُغلق مُستقبلات الدوبامين الذي يُقلل الأعراض الذُهانيَّة، و ذلك يدل بالتلازم أن زيادة الأعراض الذُهانيَّة مُرتبط بزيادة نشاط الدوبامين.
٢-أن مرض باركنسون مرتبط بقِلة إفراز الدوبامين، و أن أدوية باركنسون التي تزيد الدوبامين تزيد الأعراض الذُهانيَّة.
٣-ارتبط الإفراط باستخدام الأمفيتامينات بزيادة الأعراض الذُهانيَّة (ذُهان الأمفيتامين)، و الذي يُعزى سببه لزيادة نشاط الدوبامين.
٤-أن الدراسات الحديثة لتصوير الدماغ أظهرت أن هناك زيادة في نشاط الدوبامين في أدمغة الفُصاميين مُقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
٥-أن تشريح أدمغة الفُصاميين بعد الموت أظهرت زيادة بالدوبامين و مُستقبلاته.
مشاكل تواجه (فرض الدوبامين):-
١-أنه لو كان الأمر كذلك، للزم أن يكون التأثير سريع لمُضادات الذُهان، حيث يتم إغلاق مُستقبلات الدوبامين بسرعة، و الأمر خلاف ذلك، فالأدوية تستغرق أسابيع لكي تُثبِّط الأعراض المرضيَّة.
٢-أن دواءً مثل كلوزابين لا يُؤثِّر كثيراً على الدوبامين مع أنه فعَّال جداً في القضاء على الأعراض الذُهانيَّة، معنى ذلك أن القضيَّة ليست مُجرَّد نشاط زائد للدوبامين و مُستقبلاته.
علم الأعصاب و تركيب الدماغ:-
أ-أثبتت البحوث الحديثة وجود فروقات و شذوذات في بُنية أدمغة الفُصاميين تتلخَّص بالآتي:-
١-كُبر حجم التجاويف الدماغيَّة.
٢-صُغر حجم المادة الرماديَّة في القشرة ما قبل الأماميَّة.
٣-شذوذ في البناء و الوظيفة في القشرة الصدغيَّة و ما حولها بما في ذلك صُغر حجم العُقدة القاعديَّة و قرن آمون (الهيبوكامبس).
ب-أسباب الشذوذات:-
١-نمو غير طبيعي للدماغ أثناء فترة الحمل.
٢-نقص الأوكسجين في الدماغ أثناء الولادة.
٣-إصابة الأُم بفيروس الإنفلونزا أثناء الحمل.
سؤال/ لماذا تظهر مُشكلة الفُصام في مرحلة مُتأخِّرة مع أن الموضوع مُرتبط بنمو الدماغ المُبكِّر؟
الجواب/
١-لأن الدماغ لا يكتمل بناؤه إلا في بدايات المُراهقة.
٢-أن عامل البيئة (الضغوط) لا يبدأ عادةً إلا في فترة المُراهقة.
الخُلاصة/
أن الفُصام مُرتبط بوجود شذوذات في مناطق مُهمَّة في الدماغ و خلل في توازن المُوصِلات العصبيَّة، و سبب هذه الشذوذات و الاختلالات هو الطفرات و البيئة قبل و أثناء الولادة مثل نقص الأوكسجين و العدوى أثناء الحمل، كذلك حدوث الضغوطات أثناء المُراهقة.
معلومات مُتفرِّقة/
١-هُناك ارتباط بين زيادة إفراز هرمون التوتُّر (الكورتيزول) و زيادة إفراز الدوبامين في الدماغ الذي يزيد الأعراض الذُهانيَّة، مِمَّا يُؤكِّد ارتباط الفُصام بالضغوطات.
٢-الدراسات الحديثة تُشير أن إصابة أحد أفراد الدرجة الأولى بالفُصام يزيد ١٠ أضعاف احتماليَّة الإصابة مُقارنةً بالناس الطبيعيين.
٣-الوراثة لوحدها غير كافية للإصابة بالفُصام، إنما تتفاعل مع عوامل البيئة.
٤-مادة السيرتونين تُنظِّم إفراز الدوبامين في الممر الأوسط الطرفي بالدماغ، مِمَّا يُؤكِّد ارتباط تنظيم الدوبامين المُرتبط بالفُصام بالسيرتونين.
٥-أن مادة الجلوتاميت بالدماغ تتفاعل مع الدوبامين، و هذا التفاعل له دور في حدوث الفُصام.
٦-أن للمادة الرماديَّة أهميَّة بالوظائف المعرفية مثل التخطيط و السلوك الموجَّه نحو الأهداف و صُنع القرارات و الكلام و التآزر بالذاكرة العاملة و سُرعة التفكير و التجريد و التصنيف و الانتباه، لذا نجد إن الشذوذات و الاختلالات في هذه المادة يُؤدي لحدوث اختلالات معرفيَّة كما نُشاهد في مرضى الفُصام.
٧-ترتبط الشذوذات بالمادة الرماديَّة بالأعراض السلبيَّة للفُصام مثل تبلُّد الوجدان (المشاعر و العواطف) و العُزلة (الانسحاب الاجتماعي).
٨-الفصاميون يُعانون من نقص بمُعدَّلات الأيض في القشرة ما قبل الأماميَّة، و كذلك يعانون من قِلة في تدفُّق الدم في المادة الرماديَّة خاصةً عندما يقومون بعمليَّة التصنيف و التجريد.
٩-الشذوذات في الفص الصدغي الطرفي في الدماغ مُرتبط بالأعراض الإيجابيَّة للفُصام.
١٠-الشذوذات ليست مُتشابهة لدى مرضى الفُصام مِمَّا يُفسِّر الاختلاف في الأعراض عندهم.
و تقبَّلوا فائق الاحترام...
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة الخزرجي ; 22-02-2019 الساعة 11:31 AM
|