عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2019, 10:41 PM   #68
الخزرجي
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية الخزرجي
الخزرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57607
 تاريخ التسجيل :  10 2017
 أخر زيارة : 18-05-2019 (03:30 AM)
 المشاركات : 497 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيّوب مشاهدة المشاركة
جزاك الله اخي الخزرجي
كيف نفهم الفصامي ونتعامل معه ......
وهذا الكلام حيكون موجه للاسرة
بسم الله الرحمن الرحيم

أقول/ الأخ (أيُّوب) المُحترم

١-قبل الحديث عن كيفيَّة التعامل مع مريض الفُصام لابُد أن نعرف أن الناس في جميع المُجتمعات البشريَّة ليست على وعي كافٍ بالأمراض النفسيَّة و حقيقتها، بل يعتبرون المرض النفسي (وصمة عار)، و عادةً لا يلجأ الناس للطب النفسي إلا بعد فشل جميع الحلول.

فالناس بسبب عدم الوعي و الوصمة لا تُريد الاعتراف بحقيقة إصابتهم بأمراض نفسيَّة، فتجد مريض الهلع مثلاً يزور جميع أطباء التخُصصات الطبيَّة المُختلفة و يرفض زيارة الطبيب النفسي إلى أن يصل لحالة يُرثى لها.

فالنُقطة الأولى يجب نشر الوعي حول الطب النفسي و الأمراض النفسيَّة و الأدوية النفسيَّة لكي يتقبَّل المُجتمع المرض النفسي و المريض النفسي.

٢-بعد تقبُّل هذا الأمر و نشر الوعي تقول البحوث و الدراسات أن الدلال الزائد و الاهتمام الزائد، و كذلك الرفض الزائد و القسوة الزائدة غير مطلوبة في التعامل مع مريض الفُصام، فكلا الحالتين قد تزيد الحالة المرضيَّة.

بل يجب أن يتعامل المُجتمع و الأُسرة على وجه الخصوص تعاملاً عاديَّاً مع مريض الفُضام دون إشعاره بأنه مريض أو مُعاق أو شاذ، و كذلك دون تدليل و اهتمام مُبالغ فيه.

٣-الأُسرة لها دور محوري في عمليَّة العلاج التأهيلي، حيث أن المريض بعد الاستبصار يجب أن يتم إعادة تأهيله لدمجه بالمُجتمع لكي يعتمد على نفسه في كسب الرزق و الإلتزام بالأدوية و الحرص على المُتابعة الطبيَّة المُستمرة مع الطبيب النفسي، و أن تُحاول الأُسرة تثقيف المريض حول مرضه و حول علامات الانتكاسة و أهميَّة الدواء.

٤-إذا كانت حالة المريض شديدة و كان كثير الانتكاس أو ضعيف الاستبصار أرى أن تضع له الأُسرة شخصاً كفوءاً يكون وصياً عليه من ناحية قانونيَّة رسميَّة لكي يتدخل و يُجبره حال الانتكاس على دخول المُستشفى للعلاج.

٥-أما موضوع الزواج، فأنا واقعي من هذه الناحية، فأغلب مرضى الفُصام الذين لا تنتكس حالتهم و يلتزمون بأدويتهم لا مانع من تزويجهم شريطة مُصارحة الطرف الآخر بالحالة، فهذه مسؤوليَّة أخلاقيَّة، أما المريض الغير مُستبصر أو العدواني المُهتاج أو الذي لا يلتزم بالعلاج أو كان كثير الانتكاس، فلا أرى الأصلح أن يتزوَّج و يُورِّط نفسه و الآخرين في مشاكل و مسؤوليات.

٦-ثم لنكن مُنصفين قليلاً لا ألوم الناس من رفضهم لمريض الفُصام، لأنه في كثير من الأحيان يصعب التواصل و التعايش معه، حيث يُعاني كثير منهم من هياج و عدوانيَّة و أفكار شاذة و غريبة و يعيش في عالم خيالي، و الناس لا تُريد التورُّط مع أحد من هذا النوع.

أنا لا أقول أن كُل الفُصاميين كذلك، و لكن بالفعل كثير منهم يصعُب التعايش معهم.

أنا شخصيَّاً كُل الفُصاميين الذين أعرفهم يصعُب التعامل معهم و يعانون من شذوذات و غرابة في الأطوار و عدوانيَّة و عالم خيالي، بالتالي أنا شخصيَّاً أُحاول تجنُّب التعامل معهم.

لا أقصد الإساءة لشخصك الكريم، فقد لا ينطبق عليك ما ذكرناه، و لكني عانيت كثيراً من والدي الفُصامي الذي هو المسؤول الأول عن إصابتي بالأمراض النفسيَّة.

فهو شخص عنيف جداً مُتقلِّب المزاج مُهتاج عصبي ثرثار له تصرفات شاذة و غريبة و مُهمِل للنظافة الشخصيَّة كُل حياته مُشاجرات و عُنف و انتقام و بخل و قسوة، فلا تلمني كثيراً في نظرتي السلبيَّة لهذا الصنف من المرضى.

صحيح أن وجهات نظرنا و سلوكياتنا يجب أن تُبنَى على أساس علمي و منطقي بعيداً عن التحيُّيزات الشخصيَّة و التجارُب الخاصة، و لكننا بنهاية المطاف بشر لدينا تجاربنا و خبراتنا و عواطفنا لا يُمكن أن نكون موضوعيِّين و حياديِّين بشكل مُطلق.

و تقبَّل فائق الاحترام...




 
التعديل الأخير تم بواسطة الخزرجي ; 02-03-2019 الساعة 10:47 PM

رد مع اقتباس