عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2019, 02:25 PM   #1
العولقي
عضو نشط


الصورة الرمزية العولقي
العولقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49725
 تاريخ التسجيل :  01 2015
 أخر زيارة : 21-01-2020 (01:31 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
طلب السعادة من أسباب الشقاء



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم بنركز على موضوع حساس وغير واضح بالكامل ولكن سنحاول أن نستنج منه ماينفعنا

هناك فيلسوف مصري يقول إذا كانت اللذه هدفًا بحد ذاتها كانت سببًا لكل معاناه يعانيها الإنسان،

بمعنى أن تركيزك على الشيء يزيد من تعقيده ، وكما يقول الدكتور احمد عكاشة بأن المرض النفسي هو التمركز على الذات.. فلو كنت مثلًا تحسب حساب لأفعالك ولأقوالك ستشعر بصعوبه في ادائها ولكن الخطر يكون عندما تكون مريض نفسي وتدرك أنك مريض نفسي وتدرك ان تصرفاتك غير عقلانيه بعض الاحيان وتحاول ان تجتنبها هنا تعاني ايما معاناة وفي النهاية لا تفلح في إدارتها، لأنك تعاني من مشكله نفسيه ولأنك ركزت على هذه المشكلة ،

والمشكله الثانيه انك اذا ماتحسب حساب لافعالك ولاقوالك ستظهر في طيش وتهور ولا مراعاة للأخرين، فالخيط مثل ماتلاحظون رفيع جدًا ويحتاج لواحد يكون على مستوى عالي من الوعي ليلاحظ تصرفاته ويختار التصرف المناسب في الوقت المناسب،

كيف تصل لحالة من الوعي عاليه تؤهلك انك تميز بين الصح والخطأ، نحن كلنا نعرف الصح والخطأ لكن الي مايعرفه البعض ان الصح والخطأ مستويات وبقدر ماتكون متمتع بدرجة وعي عاليه تدرك هذه الامور بعمق وغزارة وقد تضطر انك تمشي عكس التيار احيانًا لكن برضه ليس كل انسان يمشي عكس التيار يمشي صح !

يقول عالم الاعصاب الامريكي د. جو ديسبينزا للوصول إلى درجة عالية من الوعي لابد ان الانسان يبتعد عن طريق العقل ويسمح للعقل انه يتصرف بلتقائيه لأن العائق الوحيد امام تركيز الانسان وتفكيره المتوازن هو الانسان نفسه ..

لكن المشكله يا اخوان ان احنا ندرك تمامًا ان في شيطان يتداخل مع هذه الافكار ويلقي الوساوس ناهيك عن النفس الامارة بالسوء ، هذا الشيء يجعل افكارنا محط شك دائم

في الغرب هم لا يعرفون ابليس ولكن يعرفون Ego الانا وهذه الايغو يظنون انها جزء من شخصية الانسان او وعيه وعليه فهم يتعاملون معها لهذا فتجد عندهم خطأ شنيع متكرر دائمًا في محاضراتهم النفسية وعلاجاتهم المعرفية وهو الثقة بالنفس ، لا ينبغي على الانسان ان يثق بنفسه ولكن ينبغي عليه ان يثق بالمبدأ الذي يتبعه ومبدأي كمسلم طاعة الله والالتزام بما امر واجتناب ما نهى بس

نرجع لموضوع هل طلب السعادة سبب للشقاء ؟

يقال بان السعادة تنبع من الداخل ، ليس من الخارج والحقيقة ان السعادة لا تنبع من الداخل ولكن السعادة حالة نفسيه ينبغي ممارسة سلوكيات معينه لكي تستمر موجودة ، وهذه الحاله يشعر بها الانسان عندما يقوم بالشيء الصحيح دائمًا ، اي شي صحيح تسويه يشعرك بالسعاده اي شيء خطأ تسويه يشعرك بالاكتئاب لهذا اذا اردت السعادة اتبع مبدأ سليم في حياتك وسل الله من فضله . لا تفكر بالسعادة لا تفكر بتحقيقها ، هي تتحقق مع اتباع الطريق الامثل في الحياة وهذا الطريق هو الإسلام بحكمته وليس الاسلام بلحيته او بحجابه وان كان ذاك جزء من الجانب الشكلي ولكن لا ينبغي اغفال الجوهر ..

لماذا التغيير صعب ؟

التغير يحتاج حافز قوي والحافز القوي لا يأتي الا عندما يكون لدينا قناعه قوية بالمبدأ الذي نسير وفقه ، إلى جانب هذه القناعة لا بد ان يكون هناك تطبيق حكيم للمبدأ يراعي الظروف النفسيه والبيئية والاجتماعيه والدينيه والحياتيه بكل جزء منها ..

اذا لم تكن لديك قناعه قوية فأنت تحتاج إلى بناء معرفي ربما البناء المعرفي لديك غير مكتمل او غير صحيح وهذا يتم بالتعلم والتعلم الصحيح ..

لقد اثبتت الابحاث العلمية واحد من هذه الابحاث صاحبها نال جائزة نوبل .. وخلاصتها ان الانسان عندما يتعلم شيء جديد تتكون مواصالات عصبية جديده فالدماغ هذه المواصالات العصبيه تساعدة في ارسال اشارات جديدة للجسد وهذه الاشارات بدورها تمر في مراحل ونهايتها انها تعطيك مشاعر ،، والمشاعر لغة الجسد وهي التي تؤثر على خيارتنا وقرارتنا واذا كانت مشاعرك قوية وايجابيه فستجعلك تثبت على المبدأ الذي انت فيه ..

في الطريق امر لا بد ان تمر به بنسبة 90٪ بالميه الا ماشاء الله .. وهو انك تقع في اخطاء وتصاب باكتئاب وتصاب بقلق وتصاب بتشوش في افكارك تحتار ..

هذا لسببين الاول غياب المرشد والثاني طبيعة النفس الغير متزنه ... فعندما تحصل يقظة في هذه النفس فهي يقظة غير مكتمله والرؤيا تكون ضبابيه وعملية التغيير تكون بتتبع الاثار التي يجدها في طريقه سواء كانت معلومة او فكرة او مقولة في كتاب او موقف حصل او اي شيء ،، كل شيء تمر به في الحياة يعلمك درس معين. في مسأله معينه تعينك انت بالذات ... ولكن المشكله عندما تتناقض الافكار ولا يكون هناك مصدر علمي يفندها هذا يؤثر على السلوكيات ولكن لا تدري مالحكمه من هذا التناقض اكثر ما سيساعدك في التأقلم هو قرأة القرآن وبالتحديد قصة الخضر ومسوى انظر للتناقض الظاهري والحكمة الباطنة

المهم ان تعرف بان الاعراض السلبية هي عرضيه ولن تكون دائمه مادمت انت مواصل في رحلة البحث ..

والبشارة ان القاعدة تقول من سار على درب وصل ..

ستصل ربما بعد يوم بعد سنه بعد عشر سنين .. لا يهم ستصل إن شاء الله

واذا تأخرت بك السنين فعلم ان سنين التعب والهم هذه كلها تحضيرية بمعنى انك ستستفيد منها بعد الاستشفاء إن شاء الله من أجل المحافظه على وضعك الجديد ..

اخطاءك سقطاتك الامك نكساتك بمثابة لقاحات لك لكي تقوي مناعتك .. فربما يؤهلك الله لمكانه عظيمة ومسؤلية تساعد فيها الاخرين..

اكتفي بهذا والباب مفتوح على مصراعيه للنقاش ..

سلام

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس