عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2019, 05:37 PM   #537
كحيلان *
ابو نجلا سابقا


الصورة الرمزية كحيلان *
كحيلان * غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 55993
 تاريخ التسجيل :  03 2017
 أخر زيارة : 09-06-2025 (10:09 PM)
 المشاركات : 17,400 [ + ]
 التقييم :  51
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Black


أبوس راسك يا زمن
ما عاد فيني للجراح

خلاص يكفيني أسى
أبوس راسك يا زمن

يا ماكثر ذنوبك معي
ما كل ذنب لك يباح

الشعور بالظلم والإضطهاد
من سناب أ. باسمه الكوس
الشعور بالظلم والإضطهاد مؤلم جداً و يسحب معه سلوكيات وتصرفات غاضبة أو انسحابية و أحياناً انتقامية و يظل حامل هذا الشعور يدور في دائرة البؤس، فبين شعوره المؤلم و سلوكياته الدفاعية تنمو فكرة ( أنا مسكين أنا مضطهد ) كيف أتصرف ؟ استسلم للظلم و اعتبر ذلك حظ سيء أندبه و أبكي عليه ؟ أم أقاومه و انتقم من الظالم ، و اتهام الظروف بأنها السبب في مشاعر : الحزن والقلق والتوتر و الألم والاضطهاد ، و اتهام الأشخاص أيضا بأنهم : كسروا و جرحوا و آلموا و دمروا شخصيته و الحقيقة : أن الأحداث لا تجبرنا على استجابة سلوكية محدده ( ولا يوجد ظروف تجبرنا على شعور محدد ) نحن نختار أفكارنا و أسلوب تحليلنا للمواقف و بالتالي نتحمل ( مسئولية ) مشاعرنا المترتبة على أفكارنا ، كل انسان أعطاه الله نعمة التفكير لكن البعض ينحدر بتفكير غير عقلاني و مجانب للمنطق يجعله حزين متألم أو غاضب منفعل متهما ( الظروف ) أو ( الآخر ) على مشاعره التي نتجت من تفكيره و لم تنتج من الظروف والأحداث، فلا توجد ظروف تجبرنا على الحزن أو الألم و لا يستطيع شخص أن يكسر ثقتك بنفسك أو يشوه حياتك، أفكارك تزرع مشاعرك و مشاعرك تنبت سلوكك نظرتك للمواقف و الأحداث هي التي تصبغها و تحدد لونها، هل أعطيك دليلاً على قدرتك على التحكم بمشاعرك و أفكارك ؟

الخنساء ، فالخنساء حين توفي أخاها بكته في شعرها و نثرها و جزعت على وفاته ، و بعد استلامها توفي أبناءها الأربعة فى المعركة فما كان منها إلا أن قالت الحمدلله الذي شرفني بقتلهم، فمالذي جعلها تصبر و تتحكم بنفسها في مصيبة كهذه ؟ و هي نفسها رقيقة المشاعر التي انهارت عند وفاة أخيها ؟
تغيرت طريقتها في تفسير ( الظروف ) فالإسلام حين دخل قلبها وعقلها نسف نظام تفكيرها السابق و نصب بدلاً منه التفكير العقلاني المنطقي الإيماني الذي جعل انفعالاتها و مشاعرها متزنه و راقيه، الغريب في الأمر إن بعض الشخصيات تحمل فكر معين بناء على مواقف قديمة لربما حصلت في سن الطفولة و تتمسك بالفكرة الغير عقلانية و افرازاتها التعيسة من شعور بالظلم و الاضطهاد و سوء الحظ و تتحين حدوث مواقف تثبيت فكرتها، و يصبح الشعور بالظلم و الضطهاد ملازم لها و جزء من كيانها النفسي و كأنها نظارتها التي ترى الحياة من خلالها فكل ما يحدث الها تراه ألماً و حزناً مع ظلماً و ظلاماً، و حتى يؤكد سوء نوايا الآخرين و رغبتهم في ايذاءه يبدأ بالسلوكيات ( الاستكشافيه ) تتحسس ، تجسس ، كذب ، همز ، لمز ، تتبع أخبار ، نقل كلام ، غيبه ، نميمه . . و هلم جرا، و يتنصل من مسئوليته عن مشاعره ملبساً المسئوليه للآخر ، فيقول : فلان جرحني . . كسرني . . آلمني . . هز ثقتي بنفسي . . كرهني بذاتي و الحقيقه : أنه اختار البكاء و الإنكسار و الألم و هز ثقته بنفسه و بغض ذاته بتفسيره للأحداث بغير منطقية.

مثلاً : بالأمس كتبت مقالة توعوية تنويرية لمن ترضخ تحت ظالم جاءتني رسائل تشكرني عدى التوعية و الرقي الفكري ، و رسائل تتهم بالتخبيث و التخبيب و الشر المستطير لماذا اختلفت الرسائل ؟ لاختلاف الإدراك، كان سيدي الوالد اللواء المثقف الأديب اللبيب إذا ناقشته فشم رائحة السطحية و مجانبة المنطق رفع صوته العميق قائلا : لا يكن تفكيرك ضحلاً ( أي سطحياً ) فتعودت على تعديل تفكيري و جعله منطقياً عميقاً ملامساً للحكمة، عمقي تفكيرك . . و كوني منطقية و ارتقي عن التفسيرات السطحية التي تغرقك في بحار الهموم و سوء الظنون.


اقتباس:
الخنساء ، فالخنساء حين توفي أخاها بكته في شعرها و نثرها و جزعت على وفاته ، و بعد استلامها توفي أبناءها الأربعة فى المعركة فما كان منها إلا أن قالت الحمدلله الذي شرفني بقتلهم، فمالذي جعلها تصبر و تتحكم بنفسها في مصيبة كهذه ؟ و هي نفسها رقيقة المشاعر التي انهارت عند وفاة أخيها ؟
الجواب عن ذلك :

الخنساء مع عائشة رضي الله عنهم أجمعين

يُروى أنها دخلت على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تلبس صِدارًا من شعر الحيوان يغطي عنقها إلى سرتها، كان الجاهليون يلبسون هذا الصدار حدادًا على الأموات، فقالت لها أم المؤمنين عائشة: ماهذا يا خنساء؟ أما علمتي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك؟ أجابتها الخنساء: والله لم أعلم يا أم المؤمنين ولكن لهذا الصدار قصة دعتني إلى لبسه، فقالت: حدثيني بهذه القصة، قالت: زوجني أبي لسيد قومه وكان رجلًا مبذرًا أسرف في ماله حتى أنفذه، فأتيت أخي صخرًا استعينه، فقسم ماله شطرين وأعطاني أحسن الشطرين، ولكن زوجي عاد إلى إسرافه وتبذيره حتى أذهب المال، فقسم صخرٌ ماله مرةً ثانيةً وأعطاني أحسنه، فقالت له زوجته مغتاظة: أما ترضى أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار! فأجابها:
والله لا أمنحها شِـرارها *** وهي التي أُرحض عني عارها ولو هلكتُ خرقت خمارها *** واتخذت من شَعَرِ صـدارها ومنذ ذلك الوقت آلت الخنساء ألا يفارق الصدار جسدها ما بقيت وفاءً منها من ذكرى أخيها الذي قاسمها ماله مرتين.


الخنساء مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين

لها موقف يدل على وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرًا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب وهي عجوز كبيرة فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي.
فقال لها عمر: اتقي الله وأيقني بالموت فقالت: أنا أبكي أبي وخيري مضر: صخرًا ومعاوية, وإني لموقنة بالموت, فقال عمر: أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار؟ فقالت: ذاك أشد لبكائي عليهم؛ فكأن عمر رق لها فقال: خلوا عجوزكم لا أبا لكم, فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي.[51]