عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-2005, 12:43 AM   #14
أبو مروان
................


الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 328
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
 المشاركات : 3,903 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


doPoem(0)--------
مروة كغيرها من البنات المتألمات من وضعهنّ في هذا السجن الكبير ، تخرج كل صباح نحو مبنى يقال له مدرسة ، تختلط بصديقاتها فهذه تقول لها : شوفي يامروة أمي اليوم عطتني 5 رياااال .
والثانية تقول للأخرى شوفي يا منيرة أمي البارحة أشترت لي الشكالات من العثيم موووول ، والأخرى تتباهى بشعرها والعاشرة تضع ساعتها فوق الطاولة لكي فقط تغار الأخريات من لونها الزاهي ، ومروة ترمق من هنا وهناك ، وتتصور المبنى التي تسكن فيه كيف يكون بلا أم واحدة تقوم بكل هذا ؟
خرجت مروة وهي باكية وهي مشدودة الأعصاب ، نظرت أليها زميلتها بشاير قالت لها : مروة وش بك ؟ ردت عليها مروة : وأنتي وش دخلك فيني ؟
مسكينة مروة لاتقتربوا أليها فإنها يتيمة .. هكذا قالت المديرة للبنات .. وياليتها لم تقل ..!!
مروة تعيش في بيت بلا جدران يحميها ويظلل عليها حبها وحنانها / خرجت مروة من حصة القراءة وهي تقرأ أفكار زميلاتها ، ونسيت أن تقرا عن ظلام حالها الأسي ..
من منكم(نّ) يمتع ناظريه بوجه مروة ؟ أنها أجمل جميلات المدرسة ، إنها المتفوقة ، إنها الهادئة ، غنها المتميزة .. هكذا يعوضون أحساسها المرهف بهذا الكلام الذي لايصرفه أي بنك للحب وللحنان .. جاء الباص وحمل مروة مع عشرات الفتيات اللاتي من أوضاع مروة .. الجميع شاهد مروة وهي بشكل مختلف ، حتى العم حمود أستغرب أن مروة لم تسلّم عليه اليوم فكتمها في نفسه لأنه يعرف هذه الفئة من الناس ..!!
دخل الباص للمبنى ( دار الحضانة) وذهبت مروة مسرعة لسريرها ولوسادتها وهي تبكي وهي تتصور أن هذه الوسادة هي حضن والدتها أو صدر والدها ، دخلت عليها أبلة هند وهي بالكاد تعرف سبب البكاء ..
مروة ؟ مروة ؟ نعم يا أبلة هند ..
سلاماااات ياحبيبتي أحد زعلك في المدرسة ؟
لا يا أبلة ولكن انا زعلانة من نفسي ، وكعادتها أرادت ابلة هند أن تنهي اللقاء لكي تذهب لبيتها وأولادها ولزوجها وللرضيعة الصغيرة التي تركتها مع الأندنوسية ..!!
طيب ياماما بكرة أنا عندك وابشوف أيه اللي حصل .. تمام ؟ طيب تعالي ياماما عطيني بوسة قبل ما أمشي .. وأعطتها مروة قبلة في الرأس ولكنه قبلة ناقصة من كل معاني العطف والحنان والشبع ..
ورجعت أبلة هند لبيتها ، ورجعت مروة لسريرها الذي يمثل عندها كل معاني الأسرة ، فالبطانية هي الملاذ الأخير للزهق ، والمخدة هي المتكأ للآلآم ، والشرشف هو التحصيل الحاصل لوضع مروة ..
حياة جآفة خالية من أي معنى للبقاء ، هكذا تفكر مروة ويفكرنّ العشرات من أمثال مروة ..
وجاء فصل آخر من حياة مروة وهو الفصل الخطير الذي غيّر مسارها 360نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ... فلعلنا نكمل جراحا من جراحات الأبنة الغالية مروة وسأختصر المسافات الحمراء المؤلمة في حياتها لأفتح معكم جرحا غائرا لازال ينزف منها ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس