07-10-2019, 02:41 AM
|
#660
|
ابو نجلا سابقا
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 55993
|
تاريخ التسجيل : 03 2017
|
أخر زيارة : 18-05-2025 (11:12 AM)
|
المشاركات :
17,400 [
+
] |
التقييم : 51
|
الدولهـ
|
|
لوني المفضل : Black
|
|
مصابة بالاكتئاب والشافي هو الله، وأريد علاجًا
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولًا مِن باب مَن لا يشكر الله لا يشكر الناس، أتقدَّم بالشكر الجزيل للمستشارين الذين يقومون بالردِّ على أسئلة الحائرين أمثالي، ردًّا ينمُّ عن سعة بال، وطيب خاطر، ورغبة في نيل المثوبة منه - سبحانه وتعالى.
مشكلتي: أنا فتاة في العشرينيات, لم أتزوَّج, أُصبتُ من عدة سنوات بحالة اكتئاب، تدرَّجت من سيئ إلى أسوأ، حتى وصلت إلى درجة لم يعدْ بإمكاني تحمُّلها.
أعراض الاكتئاب لدي:
1- فقدان الشهية، مع فقدان الوزن.
2 - فاقدة للاستمتاع بمباهج الحياة، حتى إنِّي في بعض الأحيان أتمنى الموت!
3 - لا أهتم بمظهري الخارجي.
4 - أشعر بالتعب والإجهاد مع بذل أدنى مجهود.
5- قلَّت مشاعري العاطفية تجاه أسرتي وأحبائي.
6- لا أشعر بقيمتي في الحياة، وأشعر أني إنسانة غير قادِرة على فعل شيء، فموتي أفضل للبشرية!
7- تعكر في المزاج، ويبلغ أوجه في فترة الصباح الباكر، أشعر أنَّ جبلًا ثقيلًا من الحزن جاثم على صدري.
8- أوقفتُ دراستي الجامعية، مع أنه لم يتبَقَّ لدي سوى بحث التخرج وأتخرج!
9- قَلَّ أدائي للسنن الرواتب، وما زلتُ أحافظ على الصلوات المفروضة، لكن لا أجد فيها لذَّة - كما في السابق.
10- زيادة الرغبة الجنسيَّة، مع عدم الرغبة في الزواج، هُروبًا مِن تحمُّل المسؤوليَّة.
لفتة أخيرة عن حالتي: أنا على يقين تامٍّ بأن الله هو الشافي، وأن هذا تمحيص من رب العالمين، إما لتكفير سيئاتي، أو لرفع درجتي عنده.
أنا متفائلة وبشدة أن غدًا سيكون أفضل، أنا في صراع بين عقلي المتفائل ونفسي المحبطة المكتئبة، أغلب أسباب الاكتئاب لدي خارجية، منها:
1- فراقي لأختي الصغرى لسفرها للدراسة في مدينة أخرى.
2- انتقال صديقتي العزيزة للعيش في بلد آخر.
3- مُضايقات من قريب لي يعيش معنا في المنزل؛ سواء أكانتْ باللسان، أو بنظراته لي؛ فأنا أشعر أن نظراته مريبة؛ فهي نظرات "رجل لامرأة".
4- مرض أختي الكبرى، وتحملي المسؤولية في تربية أولادها.
وأخيرًا أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرًا عما تقدمونه في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.
الجواب
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان
"لولا أنَّ القلوبَ توقن باجتماعٍ ثانٍ لتفطرت المرائرُ لفراق المحبوبين"؛ قاله أبو الوفا.
"ذيل طبقات الحنابلة"؛ ابن رجب.
أيتها العزيزة، أثنى عليكِ المولى في الملأ الأعلى؛ في ملأ خير من الألوكة ومستشاريها وروادها، ولا بأس عليكِ، طهورٌ - إن شاء الله تعالى.
لا ريب - والأسباب هذه – أن قويتْ سهام الاكتئاب على النفاذ في فؤادكِ, فأدمتْه حزنًا، وعلى أن اكتئابكِ قد غمَّني وأحزنني، إلَّا أن وعيكِ النفسي بمشكلتكِ، واستبصاركِ بأسبابها وأعراضها قد سرَّني كثيرًا؛ لأنَّ ذلك معناه أننا نجحنا في الألوكة في نشر الثقافة النفسيَّة، حتى أصبحَ بمَقْدور مَن يكثر من قراءة الاستشارات النفسيَّة أن يفهمَ ويحللَ مُشكلاته النفسيَّة بنفسه، فأسأل الله الذي وفقكِ في التشخيص أن يوفِّقني في جوابٍ يكون فيه صحة إرشادكِ، وبُرء فؤادكِ، حتى تعود لنفسكِ إشراقتها واستقرارها، ولثغركِ ابتسامته وضحكته، ولقلبك هذا المحزون سعادته وفرحه.
بالنسبة لعلاج الاكتئاب، فالذي أراه اليوم بعد مُلاحظاتٍ طويلة لمآل المصابين بالاكتئاب، أنَّ العلاج الصحيح يكمُن في تكامُل العلاجات النفسيَّة، والجمع بينها للوُصُول إلى مرحلة الشفاء - بإذن الله تعالى؛ فلا نعتمد على طريقةٍ علاجيَّة واحدة، ثم نقول: هذه فقط التي تعالج الاكتئاب! إذ إنَّ مُضادات الاكتئاب وحدها لا يمكنها علاج الاكتئاب، ولا التمرين ورياضة البدن تشفي مكتئبًا، ولا الاكتفاء بالعلاج الديني يمكنه مُعالجة مشكلاتٍ نفسية ذات أساسٍ عضوي بالمخ، ومِن أهم العلاجات الموصى بها لعلاج الاكتئاب ما يلي:
أولاً: مضادات الاكتئاب النفْسِيَّة Antidepressants:
ولهذه المضادات أنواعٌ عديدة، ويعتمد اختيار الأفضل منها على مهارة الطبيب النفسي المعالج، ومن أهم هذه الأنواع بحسب موقع مستشفى Mayo Clinic:
(1) المثبطات الانتقائيَّة لإعادة امتصاص السيروتونينSelective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs): وتشمل هذه المجموعة الدوائية زمرةً من الأدوية مثل:
الاسم العلمي
الاسم التجاري
Fluoxetine
Prozac
Paroxetine
Paxil
Sertraline
Zoloft
Citalopram
Celexa
Escitalopram
Lexapro
(2) مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبنيفرين الانتقائيَّة Serotonin and norepinephrine reuptake inhibitors (SNRIs): وتشمل هذه المجموعة الدوائية زمرةً من الأدوية مثل:
الاسم العلمي
الاسم التجاري
Duloxetine
Cymbalta
Venlafaxine
Effexor XR
Desvenlafaxine
Pristiq
(3) مثبطات إعادة امتصاص الدوبامين والنورإيبنيفرين Norepinephrine and dopamine reuptake inhibitors (NDRIs): وأشهر دواء في هذه المجموعة: (Bupropion (Wellbutrin.
(4) مضادات الاكتئاب غير النموذجية Atypical antidepressants: وتشمل هذه المجموعة الدوائيَّة زمرةً من الأدوية مثل:
الاسم العلمي
الاسم التجاري
Trazodone
Oleptro
Mirtazapine
Remeron
Vilazodone
Viibryd
(5) مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقةTricyclic antidepressants.
(6) مثبطات الإنزيم المؤكسد لأحاديات الأمين Monoamine oxidase inhibitors (MAOIs).: وتشمل هذه المجموعة الدوائية زمرةً من الأدوية مثل:
الاسم العلمي
الاسم التجاري
Tranylcypromine
Parnate
Phenelzine
Nardil
Selegiline
Emsam
(7) أدوية نفسية أخرى:
قد يقترح الطبيبُ النفسي أدويةً نفسيةً أخرى؛ مثل: المنشِّطات Stimulants، والأدوية المثبتة للمزاج Mood-Stabilizing Medications، والأدوية المضادة للقلق -Anxiety medications أو الأدوية المضادة للذهان Antipsychotic Medications، وفي هذه الحالة يوصي الطبيب المعالج بالجمع بين نوعَيْن أو أكثر من الأدوية النفْسِيَّة بحسب الحالة؛ لتعزيز الأثر الإيجابي لهذه الأدوية.
ثانيًا: مضادات الاكتئاب الطبيعيَّة:
دونكِ زمرة من المضادات الطبيعيَّة التي تنفع في علاج الاكتئاب؛ "فإن من الأغذية ما يفرح بالخاصية، والله أعلم"؛ "زاد المعاد"، لابن القيم:
(1) كبسولات أوميغا-3 الزيتية Omega−3 fatty acids؛ وهو المضاد الطبيعي الذي أفضله، وكنتُ قد ذكرته غير مرة، تجدينه بجرعة 1000 mg في فروع GNC، ويتم تناوله يوميًّا لمدة ثلاثة أشهر.
(2) أقراص حشيشة القلب، ولهذه العشبة مسميات أخرى؛ مثل: شجرة القديسين، والهيوفاريقون، وعشبة القديس يوحنا St. John's Wort، ولا يتم تناولها مع مضادات الاكتئاب الدوائية.
(3) التلبينة النبوية (الشعير)؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((التلبينة مجمةٌ لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن))؛ متفق عليه، "وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة، ويسروه، ويحدره، ويميعه، ويعدل كيفيته، ويكسر سورته، فيريحها، ولا سيما لمن عادته الاغتذاء بخبز الشعير، وهي عادة أهل المدينة إذ ذاك، وكان هو غالب قوتهم، وكانت الحنطة عزيزة عندهم، والله أعلم"؛ "زاد المعاد"؛ لابن القيم، وللدكتور جميل القدسي كتاب في أهمية الشعير في علاج الاكتئاب اسمه: "الغذاء الميزان: القمح والشعير غذاء ووقاء وشفاء"، فانظري فيه، أما طريقة التلبينة كما شرحها الدكتور جميل فعلى النحو التالي: "يوضع لترٌ من الماء على نارٍ هادئة، ثم يذر عليه 200غ من الشعير المطحون، ويترك حتى يغلي، ثم يغطى القدر, ثم يقلب هذا الخليط الفينة بعد الفينة, ويغطى القدر مرة ثانية حتى ينقص الماء إلى ثلاثة أخماسه، ويتبخر خمساه، ويصبح الخليط على هيئة حساءٍ غليظ, ثم تطفأ النار، وتترك القدر مغطاة، ثم يشرب الحساء".
(4) الجنكة Ginkgo biloba
(5) أقراص SAM-e
(6) أقراص الأحماض الأمينية الخمسة The amino acid five-HTP
(7) المكملات الغذائية مثل: فيتامين ب6، وفيتامين ب12، وفيتامين د، وحمض الفوليك، والحديد، ومكملات اليود في حال نقص اليود.
ثالثًا: العلاج السلوكي المعرفي:
وهذا العلاج ينبغي الخضوع له عبر عدة جلسات لدى مختصة نفسيَّة ماهرة في العلاج السلوكي، كما يمكنك تعلُّم بعض المهارات العلاجيَّة لو قرأتِ كتاب "العقل فوق العاطفة"؛ من تأليف: كريستين باديسكي ودينيس جرينبرغ، وترجمة: د.مأمون المبيض.
رابعًا: العلاج الإيماني:
"فالله يبتلي عبده؛ ليسمع تضرعه، ودعاءه، والشكوى إليه، ولا يحب التجلُّد عليه، وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه، وتذلُّـله له، وإظهار ضعفه، وفاقته، وعجزه، وقلة صبره، فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه، وعليك بالتضرُّع، والتمَسْكُن، وإبداء العجز، والفاقة، والذل، والضعف، فرحمته أقرب إلى هذا القلب من اليد للفم"؛ "الروح"، لابن القيم.
"فمَن أحسَّ بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبٍ: فعليه بالتوحيد والاستغفار؛ ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاصٍ"؛ "مجموع الفتاوى"، لشيخ الإسلام.
خامسًا: الدعم الاجتماعي:
لا بُد من العثور على رفقة طيبة لمقاسمتها همومك، وأحزانك، واهتماماتك؛ كالانضمام إلى المجموعات الاجتماعيَّة الملتزمة في الفيس بوك أو تويتر، أو الانضمام إلى المجموعات التطوعيَّة التي تقوم بأعمالٍ خيريَّة إلكترونية أو ميدانيَّة؛ فعمل الخير يثمر السعادة، والسكينة، والطمأنينة.
"واعلم أنك لا تزال في وحشةٍ إلى وحشةٍ، وفي غربة إلى غربة، وفي تنكر العيش وتسخط الحال، حتى تجدَ مَن تشكو إليه بثك، وتفضي إليه بذات نفسك"؛ "الرسائل"؛ للجاحظ، فلا تستسلمي للوحدة والعزلة التي يفرضها عليك الاكتئاب النفسي.
سادسًا: الرياضة:
تتفق مُعظم الدِّراسات على أهمية الرياضة في تحسين الحالة النفْسِيَّة وعلاج الاكتئاب، فقومي - عوفيت - بمُزاولة تمرينٍ خفيف؛ كالمشي أو صعود السلالم، لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميًّا.
سابعًا: البستنة وأعمال الزراعة:
قرأتُ بحثًا يربط بين أعمال البستنة والشعور بالسعادة، وقد عزا الباحثون ذلك إلى أن البكتيريا النافعة في التربة تعمل عمل مضادات الاكتئاب في النفس، ولعل هذا يفسِّر سكينة أجدادنا وجداتنا ممن قضوا شطر العمر في أعمال الحرث، والزرع، وإعمار الأرض.
ثامنًا: أداء الأعمال والهوايات المفضَّلة:
ما من أحد سواك يعرف كنه الأشياء التي تفضلينها، لعلك تفضلين الذهاب إلى المكتبة لاقتناء كتبٍ جديدة، أو تحبذين صبغ شعرك في صالون تجميلي، أو تجربين طبخ طريقة مبتكرة للفطائر، أو كتابة قصة قصيرة، ماذا تحبين؟! فكِّري في الأشياء التي تستهوينك ثم قومي بعملها، فحتمًا ستسعدك.
تاسعًا: العلاجات الشرقيَّة:
كاليوغا، والتأمُّل، والوخز بالإبر، يمكنك البحث عن تقنياتها عبر اليوتيوب، ولكني أفضل التدرُّب عليها على يد مختصين.
عاشرًا: الفأل والأمل:
رَأَيْتُ الفَأْلَ بَشَّرَنِي بِخَيْرٍ
وَقَدْ أُهْدَى إِلَيَّ اليَاسَمِينُ
فَلَا تَحْزَنْ فَإِنَّ الحُزْنَ شَيْنٌ
وَلَا تَيْئَسْ فَإِنَّ اليَأْسَ مينُ
ولزيادة جرعة الأمل والتفاؤُل يُمكنكِ مُطالعة كتاب: "متفائلون"؛ لعبدالكريم بن عبدالعزيز القصير من هنا:
http://dl.dropbox.com/u/9100901/mtf.pdf
ولا بأس عليكِ، واعتني بنفسك، وأبشري بالعافية.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، قد أبى - سبحانه - العصمة إلا لكتابه وكلامه.
https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/41104/
|
|
|