مواطن مقهور في بلاد الحرمين...
اعرفكم بنفسي
انا شاب من المملكة العربية السعودية ابلغ من العمر 24 سنة ، متخرج من الثانوية العامة من اربع سنوات بمعدل متدني ، عاطل عن العمل بمرتبة الشرف...
بعد التخرج من الثانوية بحثت عن جامعة تقبل أوراقي لكن للأسف جميع الأبواب كانت موصدة في وجهي...و (مرفوض) هي الكلمة المعتادة التي كنت اسمعها...تعبت كثيراً وأنا احمل ملفي الأخضر العلاقي من جامعة الى جامعة أخرى وفي النهاية كانت النتيجة (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) يعني بلا فائدة.
ماذا أفعل :
بعد التعب المتواصل للبحث عن جامعة جلست في البيت ووضعت يدي على خدي ، وفي بعض الأحيان أجلس من الصباح الباكر ابحث عن وظيفة...ولكن للأسف كانت النتيجة مخيبة للتوقعات ومحطمة للآمال.
في أحد الأيام سمعت من ابن الجار بأن الحكومة ستوفر وظائف حكومية للعاطلين عن العمل ففرحت فرحاً شديداً لهذا الخبر المفرح ولم استطع النوم فمازال بريق الأمل موجود بهذا الخبر...
ولكن عندما ذهبت للموقع المحدد رأيت العجب العجائب حيث كان هناك آلاف العاطلين عن العمل من الشباب يقفون في طابور طويل جداً وبعضهم خرج عن الطابور وقاموا يتعاركون بشكل همجي من أجل ورقة التسجيل.
عندما رأيت الموقف لم أتمالك نفسي فانفجرت بالبكاء والحسرة على هذا الحال وعدت للسيارة وأنا أقول في نفسي وامسح دموعي بيدي :
هل نحن في دولة مسلمة ؟
هل نحن في أغنى دولة بترولية ؟
للأسف مات الطموح وانتحر المستقبل...فالموت أرحم من العيش....
آه لو تعلمون بأنني بقيت سهران لمدة ثلاثة أيام متواصلة وأنا غارق في التفكير أبكي بحرقة قلب على حالي وعلى المنظر الخيالي الذي حدث في منطقة التوظيف ...
لا أخفي عليكم أصبحت مريض جداً بعد السهر المتواصل والتفكير في المستقبل وفقدت كثيراً من وزني ...
فكرت كثيراً بالسفر للخارج وعدم العودة للوطن لأنني كرهت كل شيء هنا
كرهت الدين ، فأصبحت لا أصلي.
كرهت نفسي ، فأصبحت مدمن سجائر (لا أعتني بنفسي كما في الماضي)
كرهت الوطن ، فأصبحت مسرور لكل سوء يصيب الدولة.
كرهت أهلي ، فأصبح صوتي يعلو على صوت الوالد.
سامحوني : لقد كتبت الموضوع للتخفيف عن نفسي وألمي ، فلا استطيع ان القي هذه الكلمات في وجه الكبار حتى لا يتهمونني بالإرهاب والخروج عن الدين.
تستطيعون الآن ان تسمونني مواطن مقهور في بلاد الحرمين.
|