العلاقة بين الإباحية والعاطفة الزائدة عن اللزوم
أغلب الذين تعصف بهم الضغوط النفسية فتستمر معهم وتتحول إلى مرض;
هم الذين يكونوا حساسين زيادة عن اللزوم.. عاطفيين
والإباحية وما شابه فعل مذموم سيء قبيح، فمهما أقنعت عقلك يا أنت الذي تربى التربية الحسنة،
ويستطيع قلبك التفريق بين العيب والعادي، بين الحلال والحرام، تربيت على مراقبة الله لك،
مهما أقنعت عقلك بالمفاهيم المعاصرة الجديدة من الحرية وكل واحد يفعل ما يريد، لن تستطيع إقناعه،
وسيأخذ انطباعه من قلبك فيتحول عقلك إلى عقل عاطفي، تنظر للأمور من حولك بنظرة عاطفية،
وكلما كانت تركيبتك عاطفية زادة المشكلة أو قل النعمة!
ومهما كنت زكياً واستطعت تكوين أنماط عن الناس الواثقين من أنفسهم،
كيف يمشون كيف يفكرون كيف يتكلمون،
فإنك لن تستطيع تطبيق هذه الأنماط، لأن لديك أنماط أعمق من هذه لا يمكن استئصالها بسهولة بل ربما مستحيل،
وهي أنماط الشخص المذنب الفاعل لشيء عيب حرام، ينبغي أن تكون أنماطه أنماط الحسرة والانكسار،
صحيح عليك ألا تبالغ ولكن والله هذه حسنة ونعمة من الله تردعنا عن المعاصي والفسوق،
وتعلنها لنا صراحة بأن الحل في ترك المعاصي والذنوب،
وما الذي كان سيردعنا لو كنا عقلانيين نرى هذا حرية إلا أن يكون مصيرنا جهنم وبئس المصير
فليس حل إلا في الكف عن هذا الفعل،
إلا إن أبت النفس إلا التمرد، وبدلت المفاهيم من عيب وحرام وفسق إلى حرية وانفتاح وتقدم،
فليس لها بعد الصراع العنيف بين العقل المساند لجزء النفس الراغب في الشهوة،
وبين جزء النفس الراغب في الفطرة السليمة إلا الانتحار، فنعوذ بالله منه ونسأله السلامة
هذا ما يجعل العاطفة عندك تشتعل، أكثر من الذي لم يتربى على مثل تربيتك،
فالذي تربى على اتخاذ الأمور بالعقل هو أقل عرضة لأن تشتعل عنده العاطفة في قلبه وأن تؤثر على عقله،
ولكن لابد أن يتأثر فهو إنسان في الأول والأخر ولابد لفطرته المسلمة أن تؤنبه حتى ولو كان كافر
إن فعل هذه العادات هو فعل عاطفي، مثله مثل رغبتك في تصفح الفيس زيادة عن اللزوم،
أو الإسراع في تأدية الصلاة وعدم التأني، كلها أفعال عاطفية السعي وأثناء فعلها يتولد الدوبامين بكثرة،
على حسب طبعا فالإباحية فعل عاطفي جدا يولد الكثير من الدوبامين،
حتى تنفق دوبامينك بإسراف ودون ترشيد، فلا تشعر بالحافز تجاه الأشياء الأخرى،
تجاه اللذة العقلية في قراءة كتاب أو التدبر في القرآن،
حتى أننا نفقد الشعور بالحب!
ربما تقول كيف نفقد الشعور بالحب ونحن عاطفيين أقلك هناك فرق بين العاطفة والحب،
وأحتاج صراحة أن أقراء عنها وإن فهمت شيء سأكتبه إن شاء الله، حاليا دعنا نأخذها هكذا كما هي،
أو أبحث أنت وشاركني معلوماتك،
ثم يتأثر عقلك بهذا فيناله شيء من العاطفة حتى يصبح عقل عاطفي،
فما بالك أن تكون تركيبتك أصلا تركيبة عاطفية كما بينا في الأول،
حينها سيصبح عقلك عاطفي أكثر وأكثر
لا أقصد بالذي تربى على العقل بأنه انسان جامد صلب ليس رحيم ولا ودود،
بل هو لديه رصيد من العاطفة وربما رصيد كبير ولكن الغلبة عنده للعقل في النهاية، وهذا هو الصحيح:
فـ"العاطفة كالعاصفة إذا تحكّمت بالعقل اضطرب، ولم ينتفع بذكاء ولا يهديه علم" -الطريفي حفظه الله-،
إلا أنه كما هناك عاطفي زيادة عن اللزوم، فأيضاً هناك عقلاني زيادة عن اللزوم، والناس متفاوتون في هذا،
ومن هنا كانت العظمة الحقيقية في الموازنة بين العقل والعاطفة في التعامل من النفس ومع الناس.
شاركوني إذا كان في كلامي خطأ أو تحبوا الإضافة، تحياتي لكم جميعاً