يااااااااااه الآن أصبحت أبنتـكِ بعمر بقائها في رحمـكِ ...
أختي الفاضلـة ...
....... نونـي ..
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاته ..
وصباحات الخير ..
أختي دعيني أخبرك بشيء عن عمر طفلتكِ ... بشكل عام عن سن الرابعة للطفل الذي يصفه البعض بأنـه " ثائراً " أكثر من أي طفل في أي عمر هذه المفردة تذكريها جيداً ... كي تسهل عليكِ كيفية التعامل مع طفلتكِ ... ثائراً من حيث حركته ... يضرب ... يقذف الأشياء .. يصرخ .. يركل .. يحطم ... ويهــــرب ...
ثائراً انفعاليا ... يضحك بصوت عال ... وبعد برهة قد يغضب بشكل ملفت ...
ثائراً من حيث اللغة فنجده يصطدم ، ويواجه صعوبة مع الآخرين إلا مع ذوي الخبرة في تربية الأطفال كمعلمات دور رياض الأطفال ... لأن لغة السباب والشتائم ، والمفردات القذرة ذات العلاقة بالفضلات والغريبة والمثيرة ، للأبوين ...
وثائراً في علاقاته مع أفراد أسرته ... فلا يبالي بالأوامر ... يستهين بها ... بل يبالغ في ذلك كلما وجد ردود فعل مقلقة من والديه وخاصة أمه ... ومهما عوقب نجد آثار ارتداعه بسيطة ، وما يزيد البعض إلا تبجحا ، وشتم ، وتكرار لمفردات يعرف ، ويدرك أنها مستفزة ...
أختي أن طفلتكِ في سن الرابعـة ذات خيال لا حدود لـه ... وهذا التخيل يجعلها على خط يصعب فصلـه بين الحقيقة ، والخيال ... لذا فهي في الواقع مثلاً لا تكذب ولكنها تصدق خيالاتها التي تصبح حقيقة بالنسبـة إليـه ...
أختي الآن سؤالك يقول :... ما هو دوري ، وموقفي من تلك الثورات ...؟!.. إن هذا يعتمد عليكِ ، وعلى منحكِ نفسكِ في القراءة عن مرحلة الطفولة المبكرة ( 2__6 ) على الأقل بنفس القدر الذي تعرفي فيه نوع ملابسها ، وماركاتها ، مع قبول بدرجـة في تجاهل الكثير مما تقول ، وما تفعل ، لأن البعض من التصرفات ، والمفردات وبالذات المسرفة في قبحها أو بشاعتها قد لا تدرك معناهـا أو دلالتها لكنها تنقلها ، وتكون لديها نتيجة المحاكاة من غيرهـا ... ولا يعني هذا أنك لا تكوني حازمـة دون عنف أو توبيخ مبالغ فيـه .... تكوني حازمة وقد استوعبتِ أن ما ذكرت ... لأن إيقاف سلوكه الثوري أو تجنبه غير ممكن ، وفي الآن نفسه واقعياً فأنه جزء من عمليـة النمو ... إن مقارنة ما هي فيه الآن قبل عام أي حين كانت في الثالـثة في بعد ثقتها الأقل في تعاملها مع ما حولهـا يختلف كما هو حالها الآن في ثوراتهـا التي تمنحـها ثقة ، وتعبيرا .... ومع تقدم السـن يحدث شيء من الاستقرار ، والثورات نتيجة للنمو ، واتساع مداركه ... فيبدأ يميز ما هو حقيقي وما هو خيالي ...
أختي ... لأنها طفلتك الوحيدة ، والأولى جعلتكِ ترين الكثير من تصرفاتها ، وسلوكياتها غير المقبولـة بشيء من القلق المبالغ فيه ، والحيرة التي تتملككِ بالذات حين تخفق ، وتبكي مقارنة بأقراننا في الرسم أو العاب الكمبيوتر ، وهذه ردة فعل طبيعية لدى الأطفال أثناء لعبهم مع بعض ، وشعور أحدهم بالفشل أو عدم أكمال لعبته أو تفاعله ، ولن يجدي النصح المباشر بأنها أقل منهم أو أن ما يحدث عادي ، ما هو مهم أن لا نقلق نحن الكبار تجاه تلك المواقف ، وأن لا نمنع لعب الطفل مع غيره كي لا يفشل .... أوضحت أنها تملك القدرة بل ربما أفضل منهم أي أنها تملك أن تجيد التعلم ، والمهارة لبعض الألعاب التي تشارك فيها أطفال آخرين ... دورك أن تنمي تلك القدرة وتشجعيها ، وأن تركزي على إيجابياتهـا ، ونجاحاتها ، وعلى الأشياء التي تجيدهـا ، وأن تدفعيها مع الأطفال في مواقف تكوني متأكدة أنها ستنجح ، وتكون الأفضل ، وتكرري مثل هذا .... كي تثق في نفسها أكثر ، وكي تتعلم مبدأ المنافسـة ، أفعلي معها الكثير من حيث تحميلها بعض المسؤوليات ، والقيام بأداء أي شيء يخصها لبسا ، وترتيبا ، وتنظيما ، ومساعدة لكِ داخل البيت .
ربي يحفظهـا لكِ .
|