أخي المكتئب يبتزنا عاطفيا ..!
مشكلتي لاتخصني وحدي بل كل عائلتي..
وتحديدا.. أخي..
أخي الذي يبلغ من العمر ثلاثون عاماً ويصغرني بعامين..
قدر الله عليه أن يصاب بحادث
أفقده إحدى أقدامه..
وأفقده حتى وظيفته وكل أمله في الحياة
شاء الله له ذلك.. وماعلينا سوا الرضا
بأقدار الله خيرها وشرها...
الألم شديد والصدمة قاسية..
ولكن الحياة لاتتوقف..
فهناك من هو أسوأ حالاً منا..
ولكننن..
أخي لم يرض.. ولا يرضى .. ولن يرضى..
بل هو ناقم ساخط غاضب
ويلقي اللوم دائما علينا...
يقول :أنتم لديكم حياتكم..
وظائفكم..أنتم سعيدون
بينما أنا غارق في حزني..
للحد الذي اصبح فيه عندما يرانا في جلسة عائلية
نتبادل فيها الأحاديث والود..
ومع أننا نادرا مانجتمع!
وبمجرد أن تعلو أصوات السعادة المؤقتة
يخرج من كهفه المظلم ليصرخ ويكسر
ويلقي اللوم على الجميع...
أنتم تضحكون.. أما أنا فوحدي
لاأحد يشعر بي.. لاأحد يهتم بي..
ومن هذا المنوال..
وأحيانا يتظاهر بالمرض..
وعندما يحاول أحدنا التحدث معه ونقاشه بهدوء
لايترك لنا فرصة الحديث.. بل يستمر في الغضب واللوم..
للحد الذي قد يؤذي فيه نفسه..
و أصبح يأذي فيه والدي والجميع
والدي كبير في السن وقد تحمل فوق طاقته..
وأنا كذلك لاأتحمل.. فكلما غضب وانهار..
وبدأ بالصراخ... أحاول التماسك والصبر
ولكن في الحقيقة...
أطرافي تتجمد واشعر بالبرد والإرتجاف..
وأحيانا يصيبني الهبوط...
حتى أن والدي في إحدى المواقف وبسبب أخي
إنخفض معه السكر بشكل مفاجئ..
حاولت احتواءه والحديث معه..
أحاول أن أساعده في الخروج
من هذه الدوامة..
أخبرته بأنك لو دخلت قلوبنا جميعا..
لعرفت بأننا جميعا متألمون...
ونود لك السعادة
وأخبرته بأننا نحن أيضا قد نتعب ونمرض..
فلنكن جميعا رحيمين ببعضنا..
وطلبت منه أن يفتح باب قلبه فقط
وسيرانا بجانبه.. وأن يدنا ممدودة له..
ولكن هو الذي يأبى الإمساك بها..
ولكنه يرفض..ويأمرني
بالصمت..
لايريد أن يساعد نفسه
ولا يترك لنا فرصة مساعدته..
يريد منا الإهتمام كما يراه هو
حتى أنه قد يصل به للإستغلال..
كأن يتظاهر بالمرض ليكسب مايريد
ماديا كان أم معنويا..
أخبرته بأن عليك أن تقوم بإرتداء الطرف الصناعي
وسنتدرب سوياً... ولكنني فشلت في إقناعه..
يخبرني بأننا من المفترض أن نقيم له احتفال
بمناسبة حصوله على طرف صناعي..
مع أنه لم يحاول حتى أن يسير به!!
يلقي اللوم علينا.. بأنه وبسبب عدم قيامنا
بإقامة إحتفال ودعوة الناس له..
بمناسبة حصوله على طرف لم يرتديه
قد أصابه الإحباط !!
أفكاره غير عقلانية.. ومتناقضة..
غضبه شديد.. ويأسه قد استحوذ عليه..
حالته تزداد سوءا وأخشى عليه مما لايحمد عقباه
وأخشى على والدي فقد تحمل مااايفوق طاقته من هذه الحياة
مع العلم بأن ظروفنا منذ الصغر كانت صعبة
فأخي الصغير وأنا لم ننعم بحنان الأم..
فلقد إنفصل والدي عنها
وأخي كان رضيعاًولم نتربى على يدها..
بل هي بالنسبة إلينا كالغرباء..
وهذا ماانعكس على شخصيته..
فهو شخص ضعيف.. سلبي.. انهزامي..
اعتمادي جداا.. ومنعزل طوال الوقت..
واضف عليها الآن..
أصبح شخص عنيد صعب المراس
يرى الحياة بمنظور أسود..
ويرى بأن من حقوقه أن نهتم فيه كيفما يشاء..
وأننا لابد أن نتحمل ماحدث له..
يرى نفسه الضحية الوحيد..
مع أننا جميعا نمتلك من التعب مالله به عليم..
أقدر مايمر به..
ولكننن لاأعلم كيف أخرجه من كل هذا
أكتب لك الآن بينما أشعر بقلبي يؤلمني
من شدة الحزن.. وأصابني الأرق
على الرغم من النعاس الذي أشعر به
أنا الفتاة الوحيدة بين فتيان..
أشبه الأم في خوفي عليهم
وفي محاولاتي لحل مشاكلهم
لأن لدي قناعة بأن آلامي أستطيع أن أتكفل بها وحدي
والله يتكفل بها معي..
ولكن.. الأذى الذي لاأستطيع أن أزيحه عن أهلي يقتلني
وخوفي الدائم وقلقي الشديد من أن يصيبهم مكروه
هاجسي الدائم..
.. هم عائلتي وأحبهم.. ولكن تحيط بهم السلبية
من كل اتجاه... وهذا الشيئ يزعجني جداااا..
أود الآن أن أساعد أخي
فدلووووني.. 🥺
ملاحظة: عرضناه على دكاترة نفسيين في المدينة
ولكن بدون فائدة....
|