الموضوع
:
توثيق تجربتي مع الإكتئاب .. متجدد
عرض مشاركة واحدة
17-04-2021, 11:01 PM
#
1
لمذا كل هذا
عضو جديد
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
61631
تاريخ التسجيل :
04 2021
أخر زيارة :
28-10-2022 (07:34 PM)
المشاركات :
7 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
توثيق تجربتي مع الإكتئاب .. متجدد
توثيق تجربتي مع الإكتئاب .. متجدد
تقديم الموضوع
حياكم الله ومرحبا بكم في هذا الموضوع حيث سأعمل على توثيق كامل ومتجدد لتجربتي العلاجية مع مرض
الإكتئاب
والأدوية المستخدمة والزيارات الطبية وحالتي النفسية بإستمرار .. عسى أن تتحقق الفائدة لمن أختار مواجهة هذا المرض الخبيث..
سأعتمد أسلوب الفصول حتى لا أطيل على القارئ.. في البداية سأروي تفاصيل اصابتي بالمرض ثم سأقوم بكتابة ردود بشكل دوري على شكل تحديثات وسأحاول قدر الإمكان عدم المبالغة وأن أتحرى الدقة في وصف الأعراض والوصفات الطبية والنتائج الخ
لا يحتاج طبعا ان أذكركم انه بإمكانكم إثراء الموضوع بتجاربكم الشخصية أيضا أو الإستفسار أو اضافة أي معلومة أو دعاء أو اي شيء سأرحب به كثيرا !
الفصل الأول - حياتي قبل الإكتئاب
إن سألتني عن أفضل ما في حياتي قبل
الإكتئاب
سأجيبك بشكل مباشر.. الحرية.. كنت حرا طوال الوقت في تحديد مصيري وإهتماماتي وكل ما يخصني.. كنت أتلمس طريقي في الحياة من خلال التجارب.. تفوقت دراسيا وكنت من الاوائل في شعبة الهندسة.. إشتغلت باكرا في وظيفة ثم فتحت شغلي الخاص.. لم أعترف بالفشل..
الإكتئاب
والرهاب والقلق وغيره كان هراء محض بالنسبة لي..
ذات مرة كان لي زميل بالعمل تربطه علاقة حب بفتاة إلتقاها صدفة خلال سفره.. كانا منسجمين لأبعد الحدود.. شاب يافع يشتغل بوظيفة جيدة ووجد حب حياته.. هل يوجد أفضل من ذلك؟ المهم وحتى ما أطول عليكم أكتشف صدفة انها تخونه مع شخص اخر وكانت صدمة لم يقوى على تحملها.. ثم ما لبث أن أبلغته الشركة عن نيتها في تسريحه.. كان صديقي أول مثال حي أراه أمامي لما يمكن أن يفعله
الإكتئاب
بالإنسان.. هائما منكسرا تائها.. كان محطما تماما.. حاولت جاهدا اقناعه بأن الحياة تستمر وان ما حصل لا يستدعي كل هذا الحزن.. في البداية لم يكن كثير الكلام.. ثم اختفى تماما.. ثم اتصل بي بعد مدة وأخبرني انه سافر الى جهة بعيدة وترك ورائه كل شي.. العمل والفتاة ونحن وكل شيئ.
في الحقيقة وكما أسلفت لكم.. كان المعيار الوحيد عندي في الحكم على الاشياء هو التجربة.. لذلك لم اعطي الموضوع حجمه وبقيت نظرتي القديمة حول الاكتئاب وكونه شماعة يعلق الناس عليها فشلهم وأنه هراء وأننا نستطيع والنجاح قرار وكل شعارات التنمية البشرية المنمقة التي نعرفها جميعا.
الفصل الثاني - الدخول إلى عالم الإكتئاب
كنت مهتما بالعمل لدرجة الهوس.. كنت متفوقا واستنفذت طاقة كبيرة.. أعتني بأدق التفاصيل وتفكيري لا يهدأ.. حققت بعض المكاسب المادية لكني لم استمتع كثيرا.. وصلت الى نقطة ايقنت فيها ان دوري انتهى في محيط العمل الذي كنت فيه وكان يجب علي ان اسافر لأشتغل في اوروبا او امريكا وربما استقر هناك.. تمكنت من الحصول على عقد عمل جيد بأحدى الدول الاوروبية خلال فترة وجيزة ولكني انسحبت في اخر لحضة وقررت ان اجلس فترة لترتيب افكاري.. انا جلست ارتب افكاري والكورونا قالت السلام عليكم .. والنتيجة تعرفونها جميعا.. حدود مغلقة.. شركات مقفلة وعروض عمل اقل.. فلا أنا رحت واستقريت هناك قبل الكورونا ولا سويت وضعيتي في محيط عملي الذي كنت للتو قد غادرته.. كان توقيت سيء للغاية حتى ترتب فيه افكارك.. جلست عام ونصف تقريبا اصرف من مدخراتي وحاسس بندم شديد على تفويت الفرصة.. عام ونص من حياتي ضاعوا هباء منثورا.. وممكن سأنتظر عام اخر لو تواصل الحال.. لا سويت فيهم شي ولا طورت نفسي ولا شي.. بالبداية كنت متماسكا.. كانت اضعف اللحظات عندما اخلد للنوم.. ثم صار ليلي جحيما .. كانت كل الافكار السوداء تتجمع امامي واحس نفسي مسجون.. ثما تدريجيا اصبحت تحضرني هذه الافكار لما اكون بوقت فراغ.. في زحمة السير مثلا.. عند التسوق.. الخ .. ثم تدريجيا اصبحت تحضرني ومسيطرة على تفكيري بشكل دائم.. أولا فقدت التركيز واصبحت مشوش التفكير.. ثم قاطعت الطعام بشكل شبه كامل.. كنت اكذب وأقول اني أكلت حتى يتركوني وشأني.. ثم بدأت أشعر بتعب شديد وخمول.. وإنتهى بي الحال في دوامة من الحزن والكرب الشديدين والضعف البدني وعدم الرغبة في شي بل حتى التفكير في الانتحار احيانا أو تمني الموت وتحقير الحياة.. ومما صعب الأمر علي أكثر هو أني لم استطع أن اصارح عائلتي كنت أحاول بشكل مريب أن اكون على طبيعتي .. ونجحت في ذلك الى حد ما.. لكن بعد ما وصل بي الحال الى القاع.. كان عالمي يتداعى.. لم أتصور يوما انه يوجد شعور بتلك الدرجة من الألم!
الفصل الثالث - المواجهة
كنت متردد في كل شيء.. لم تكن لدي خطط لمقابلة لدكتور نفسي.. حينها كان لدي قرابة اسبوعين أو اكثر في الحضيض.. كانت نوبات الهلع تأتيني ليلا وكنت أشعر بالخوف وبالبرد الشديد كان القلق والندم ينهشني وضاقت علي الأرض بما رحبت.. في احد الايام مسكت الجوال ودخلت على الانترنت وبحثت عن اقرب عيادة في مدينتي لطبيب نفسي.. مسكت الهاتف اتصلت.. قمت بتحديد موعد باليوم الموالي.. حقيقة لم اخذ الامر بجدية وكنت ارضي ذلك الشعور المرعب بداخلي بأني لابد ان اعمل اي شي.. المهم مساء ذلك اليوم كنت هائما بفضاء تجاري.. حتى اتصل علي صديق لم اره منذ فترة.. كنت في حالة من اللاوعي.. سألني كيف الاحوال فأخبرته بحالي.. فسرد لي قصته مع إكتئاب زوجته.. حيث عانت من اكتئاب حاد وذكر لي كيف آلت امورها الى شخص شبه ميت وكيف ساعدها العلاج النفسي في تحقيق تحسن نسبي.. حقيقة اعطاني هذا الاتصال نفس.. وشجعني على المضي قدما في فكرة الذهاب الى الطبيب. مباشرة اخذت ورقة وقلم وكتبت اهم الامور اللي رح احكيها للدكتور حتى اساعده على تشخيص حالتي.. وفي صباح الغد ذهبت للعيادة وكان كل الحضور في قاعة الانتظار ينظرون الي.. لسان حالهم مذا تفعل هنا؟ في مديتني ليس لدينا ثقافة المعالجة النفسية.. لذلك كنت الشاب الوحيد هناك.. المهم جاء دوري دخلت على الدكتور وبحت له عن ما بداخلي.. كان صامتا ويدون ملاحظاته في ورقة المراجعة حتى كاد يملأها .. سألني بعض الاسألة عن الامور الوراثية وأخبرته ان لدي اشخاص في العائلة تم تشخيصهم بأمراض نفسية .. المهم اخيرا بدأ الدكتور يشرح لي الامر.. قال انها اسباب بيولوجية بدرجة أولى أخبرني عن السيروتونين وتفاصيل كثيرة حول عمل الدماغ ثم قال لي بالحرف لديك حالة اكتئاب لا غبار عليها.. قال لي كلامك بمثابة محاضرة عن ماهو الاكتئاب؟.. المهم وضع لي برنامج علاجي لمدة 6 أشهر ووصف لي دوائين سأبدأ بهما رحلتي العلاجية وهما الزولفت (لوسترال) 50 مغ بمعدل حبة واحدة منتصف النهار ودعمه بدواء أخر اتناوله ليلا لكي يساعدني على النوم وهو اللكسوميل بمعدل نصف حبة أول أسبوعين ثم تخفيف الجرعة الى ربع حبة لمدة أسبوعين.. حسب كلام الطبيب ابتداء من 15 يوما سيعطي العلاج مفعوله وأعطاني موعد للمراجعة بعد شهر.. أكتب لكم هذه الكلمات بعد أن اتممت الأسبوع الأول من رحلتي العلاجية.. اشعر بتحسن ملحوظ .. ماعدى الفترة الصباحية حيث اكون في الحضيض ثم يخف الضغط تدريجيا.. لكن المزاج لا يزال متقلب.. في بعض الأحيان عندما اتذكر امر ما يخص العمل قد اصاب بحالة من الكرب والضيق الشديدين.. ثم أحاول أن اتناسى الامر واتمكن من ضبط تفكيري وهذه هي الحسنة الأهم التي وجدتها في هذا الدواء .. سأوافيكم قريبا بتقرير مفصل عن الأثار الجانبية ومدى نجاعة اللوسترال واللكسوميل خلال الفترة الاولى من تجربتي.. أخيرا أتمنى أن لا تبخلوا علي بتشجيعكم وتجاربكم.. فائق الود
أبو نجلا
,
سمير ساهران
معجبون بهذا
المصدر:
نفساني
فترة الأقامة :
1512 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
4
إحصائية مشاركات »
لمذا كل هذا
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.00 يوميا
لمذا كل هذا
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات لمذا كل هذا