21-04-2021, 05:26 AM
|
#18
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 60990
|
تاريخ التسجيل : 05 2020
|
أخر زيارة : 13-01-2024 (10:37 PM)
|
المشاركات :
518 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيون متفائلة
في الفترة الأخيرة طرأت علي أحوال جديدة ما كنت أعهدها من قبل ... و هي انهمار الدموع حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك .. مثلا عند رؤية القمر ، أو رجلا يحمل طفله ، أو قطة تسير في طريق ، و عند الأذان
أتعجب من نفسي حيث تنهمر دموعي بغزارة بدون توقف ليس حزنا إنما تأثرا .. اتوقع لو احد قال كيف حالك بكيت
صايرة اتأثر بمناظر أو مواقف لا تستدعي لذلك .. احس ان داخل عيوني بئر من الدموع لا ينضب ..
|
السيدة عيون متفائلة
بشأن القمر، فالقمر في كثير من الثقافات يرمز إلى الراحة والسكينة، فمثلا الذي لا سمير يسامره، فيسامر القمر، فيرى الشخص فيه الحبيب أو الحبيبة، والجميل، ويجلب ذكريات جميلة، فهو سمير من له سمير، وسمير من لا سمير له، فالعملية بين الانسان والقمر هي عملية تفاعل متخيلة، فعلى الأقل العملية هي عملية مفاعلة، ومقترنة بسعادات واقعية قد حصلت، فإذ يبكي الإنسان عند رؤية القمر فهو يبكي شوقا لكل ما هو جميل، فهو يحن لكل ما هو جميل، ومن ذلك الصحة، ويرجو أنْ يتواصل الجمال، بما في ذلك الصحة، فهي تندرج تحت الجمال.
بشأن البكاء عند رجل يحمل طفلة، فهنا أنت لم تقولي امرأة تحمل طفلة، فتجربتك جعلتك لا تقرني حمل الطفلة بالأم، وهذا عدم اقتران خاص لا عام، أثر على اختيارك الكلمات بطريقة شعورية أو لاشعورية، فكانت أمك – أمدها الله بالصحة – خارج الحسبة، لعدم اقترانها بالحنان، فذهبت لمن حصلت على الحنان منه، الذي هو أبوك، وهذا يدل على تعلقك بأبيك - رحمه الله رحمة واسعة -، وتذكرك لحنان أبيك، يجعلك تحنين إلى الماضي من اتجاه، وتَمَنِّي تواصل ما حصل في الماضي ليشمل الحاضر والمستقبل، وليزول ما حل في الحاضر مكان مما لم يكن في الماضي الجميل الذي كان يجب أنْ يتواصل.
وبشأن البكاء عند رؤية قطة (هرة) تسير في الشارع، فأنت لم تقولي قط (هر)، فهذا من الدرجة الأولى لاعتقادك بأنها تبحث عن طعام لأبناها، الذي يرمز إلى الحماية والحنية التي بين القطة وأبنائها، وتتمنين لو حصل هذا بشأنك، فالقطة هنا ترمز إلى الأم، وأبنائها يرمزون إليك وأخوتك.
القطة هنا أنثى، وفي ذهنك احتمال كبير جدا أنها أُما، فهنا لم تعممي اقتران الأم بعدم الحنان، لخاصية واقعية في القطة رسخت في ذهنك، وهي شاهد مثالي على حنان وحماية القطة أبنائها، وهذا الشاهد المثالي موجود في الصورة التي في توقيعك، حيث تحمل الأم (القطة) أبنتها\أبنها لتضعها\تضعه في مكان آمن، خوفا عليها\عليه من الآذى.
الإنسان إذا تَعَلَّق بشيء تَعَلُّق شديد، فإنه يتعلق به إما لكي يتواصل، وإما أنْ يتعلق به لأنَّه لم يحصل، أو يتعلق به لأنه حصل بقدر ضئيل، وهذا ما حصل بشأنك، فتوقيعك يدل على الأقل على عدم حصول الحنان والأحوال الجيدة من أمك، وفي نفس الوقت تحبي الأم، وتتمني لو حصلتي على حنان أمك، والأحوال الجيدة، فحبك للأم أخذك لأم مثالية وهي القطة الأم.
الإنسان الذي لم يحصل على ما كان يجب أنْ يحصل عليه وهو صغير، يجعل الذي لم يحصل عليه في حضور شبه دام، بحيث يسيطر على تفكيره، ويتمنى تعويض كل ما فات، والتعويض ممكن الحصول في الحاضر، أو المستقبل، وما دام لم يحصل التعويض؛ فيتواصل حضور شبه الدائم، وذلك لرسوخ هذا في العقل الباطني، والإنسان إذ يرى الذي لم يحصل عليه، قد حصل عليه شخص آخر أو شيء آخر، فإنَّه يدخل لحالة عميقة وهي حزن مخلوط بفرح، بسبب عدم الحصول على ما كان يجب أنْ يحصل عليه، وتمنى حصول من اتجاه آخر، فيقوم العقل الباطن يعمل عمله، ويأتي بالقصص والأحوال من كل حدب وصوب، فتحصل المقارنات، والنتيجة مؤلمة، ومع أنها مؤلمة، فأنَّ اليأس من تحصيل ما فات لم يزُل، فما زال الأمل باقيا.
بشأن البكاء عند الآذان، فهو يرمز إلى آوان الصلاة، والصلاة ترمز في نفسك إلى أوقات الراحة، والسكينة، أو على الأقل ترمز إلى الأوقات التي تُطلب فيها الراحة، والسكينة، وقد جاء في الحديث "أرحنا بها يا بلال".
البكاء هذا يحصل في أحوال متناقضة، فمن اتجاه المرض وثقله، ومن اتجاه حضور رموز الراحة والسكينة التي تؤدي نوعا من الراحة في نفس الشخص بطريقة لاشعورية، التي تصير شعورية بنسبة من النسب، فتثير البكاء، والبكاء هنا رمز لطلب الراحة والسكينة، فكأن الشخص في عزاء على الصحة، فهو يبكي زوال الصحة، والأحوال الجيدة، وعدم تواصلها، فهذا ليس عزاء على ميت لا يمكن أنْ يعود، بل عزاء على أشياء ممكن أنْ تتواصل، وهي الصحة والأحوال الجيدة، وهذا العزاء ليس مؤذيا، بل هو من الآليات الدفاعية التي تخفف من المرض بنسبة من النسب.
سلامتك.
|
|
|