|
لو كان هاتفي رجلا ... لقتلته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مرحبا جميعا وشفاكم الله جميعا
الكتاب قد بان من عنوانه وموضوعي يتكلم من عنوانه ... هاتفي نعم هاتفي والواتساب وما يسمى بالمجموعات لو كانوا متمثلين ببشر أمامي لقتلتهم جميعا وتخلصت منهم
اليوم الساعه 9 مثلا استيقظت كالعاده لامارس وظيفتي عن بعد ومن البديهي أن اقوم بفحص الهاتف حتى أتأكد من أن مديرتي لم ترسل لي تعليمات جديده عبر الواتساب !!! واذا بي اقرأ خبر حتى قبل أن أغسل وجهي من مجموعة الاصدقاء التي هي في الحقيقه مجموعات عديده .. ولأنني مستيقظه للتو حتى الدم لم يجري في عروقي .. أحسست بخوف شديدين وخفقان ورعب شديد أنا حتى لم أقل ( يا الله صباح خير ) .. والخوف مستمر حتى الآن .. لا أخفيكم سرا أنني تحسنت في التعامل مع هذه المنغصات لكنني حرفيا تعبت من طريقة الواتساب والتواصل والتناحر والتحايل والأرف الاجتماعي .. أنا حرفيا لا أريد مجموعات الواتساب التافهه التي فيها خالتي وعمتي وصديقتي اللواتي ممكن مقابلتهن شخصيا اذا أردت فلماذا هذا التواصل الحقير !!! أنا حرفيا كان سبب تفجر الوسواس لدي في 2019 .. السناب والانستقرام وتخلصت منهم ومن مبالغاتهم بحذفهم والان يلاحقوني في الواتس فيما يسمى بالمجموعات فينقلون جميع المنغصات عبرها ويتفنون فيها فنحن شعوب أصبحنا بارعين في نقل الاخبار السامه لبعضنا البعض ونسمي هذا ترفيه !!! انا لا اهرب من حوادث الزمان لا أبدا وانا على يقين أنني جزء من هذا العالم المليء بالاحداث ولكن أنا حرفيا أهرب من الوتيره السريعة للهاتف النقال الذي وسع الدائرة من مجرد العائلة إلى الاصدقاء الى الكرة الارضيه والفضاء !! ومالي ومال حادث حصل في موزمبيق وجريمة حصلت في الكويت واغتصاب حصل في مصر !! انا لست امبراطورة الشرق ولا سفيرة الغرب انا باختصار مريضه بالوسواس القهري ارحموا مريض قوم ذل !!!
عندما حذفت السموم الهاريه ( سناب و انستقرام ) تعرضت لضغوطات كبيره من صديقاتي واسئلة متكرره والحاح عجيب بالعوده وكأنني لا اجلس امامهم ! وكأن الشخصيه الالكترونيه الهلاميه في سناب هي حجر الصوان الحقيقيه وليس الشحم واللحم الذي أمامهم !! قاومت كل الضغوطات والتعليقات وأصريت على عدم العودة للغثاء ونجحت في ذلك والملاحقات مستمره في الواتس المصيبه أنني لو أغلقت المجموعات التافهه التي معظمها فيديوات تافهه واحاديث ضعيفه وموضوعه سيفضح أمري بأنني غير طبيعه ( وبصراحه انا طبيعيه ) وهم توابع للثورة التكنولوجيه غير الاخلاقيه .. غير الاخلاقيه لانها علمتنا التطفل وتتبع عورات الناس فيما يسمى بزر الاشتراك والمتابعه ...
انا طبيعيه بكل ما تحمله الكلمه من معنى والوسواس هو من صفعني ورجعني للحظة
نرجع للقطه الصباحيه والخبر المخيف الذي قرأته في صباح اليوم الباكر حتى قبل ان اقوم من الفراش !! قررت بعدها ان اواصل نومي لانه لا يوجد مستلزمات من مسؤلتي المباشره ودخلت في دوامة الاحلام حلم خلف حلم أرى في كل حلم الاموات امامي حتى انني في الحلم انسى انهم اموات واتذكر في اخر الحلم ان فلان ميت وهذا ميت وافزع واستيقظ ههههههههههه لا اعرف اضحك ام ابكي الطم ام اركض وتذكرت بعدها الاحلام التي حلمتها صديقتين فيني وكان التفسير الاول مخيف حيث انها تقول انها فسرته عند شيخ والحلم الاخر لصديقه لاخرى ودخلت في دوامة الذكريات ولم استطع الخروج منها
كل هذا بسبب الواتس القبيح !! كم اشتقت لايام طفولتي واللحظات الجميلة وهاتف المنزل والجرائد التي كان يحضرها والدي كل جمعه فقط نعم كنت اعرف اخبار العالم المحيط كل جمعة وعندما دخل الصحن الطائر والساتلاينت كنا نعرف الاخبار في مده لا تتجاوز ال15 دقيقه مساء وصباحا فيما يسمى في الاخبار الرسميه وبعدها انتهى !!! نرجع لحياتنا ودراستنا ولعبنا لانعرف عن الجيران الا اذا زرناهم ولا نعرف عن الاهل الى اذا زارونا .. الان أنا من خلال شاشة الهاتف أستطيع أن اعرف عن تزاوج بطريق في القطب الجنوبي مع فقمة أخرى في القطب الشمالي كما استطيع مشاهدة عملية الولادة للمسخ الجديد !!
اخ لو كان الهاتف الذكي رجل لقتله ... ولكن مثل ما نقول بالعاميه والمحلية الاماراتيه بالتحديد( إن طاعك الزمان ولا طيعه )
|