عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2021, 12:11 AM   #1
مزارع
عضو فعال


الصورة الرمزية مزارع
مزارع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61682
 تاريخ التسجيل :  05 2021
 أخر زيارة : 01-10-2021 (11:32 PM)
 المشاركات : 47 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
Icon7 هذا أنا..وهذا الجزء الأول من قصتي مع الهلع والقلق والإكتئاب



بسم الله, والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم,,
بعد التوكل على الله العظيم.. قررت أن اكتب رحلتي مع الصراعات النفسية المتنوعة والمتلونة على مدار 8 أعوام .. وبشكل ارتجالي مباشر عبر هذا المنتدى الذي رافقني ليالٍ عديدة عبر تصفح مشاركات الأعضاء التي بالفعل كان لها الأثر الطيب ..
وأتمنى أن لا اسأم وأن لا يصيبني الكلل والملل عن الإستمرار في نقش صورة عن هذه الرحلة التي طال ليلها وقَصُر نهارها..
وأظن أنني ساسردها على جزئين.. عسى أن يكون فيها فائدة أو عبرة أو تسلية لكل العابرين من هنا..والله الموفق..
تعريف عن نفسي حتى نرى التناقضات فيما بعد:
بدايةً, أعرف عن نفسي بلقب مُزارِع نسبةً لهوايتي وطبيعة عملي, اعيش في بلد عربي.. وعمري 32 عاماً حسب التاريخ الهجري.. متزوج ولي من الأولاد ثلاثة..
كانت حياتي منذ ولادتي تمتاز بالإستقرار والسكون والأجواء العائلية الرائعة .. والحمدلله رب العالمين..
وأنا كشخص.. كنت أمتاز بالمرح والمغامرة والطموح والإستقرار النفسي والبذل وحب المساعدة.. بإختصار لم أكن اعرف ماهو القلق او الخوف .. كنت اسمع بهما فقط..

بداية الرحلة:(وسأحاول الاختصار والاختزال قدر الإمكان)
تزوجت في عمر 20 تقريباً أثناء دراستي في الجامعة من امرأة اسأل الله ان يعوضها خيراً على صبرها وصمودها معي (لاحقاً)..
بعد زواجي ب5 شهور تقريبا.. تم تشخيص أبي (غفر الله له ورحمه) بوجود ورم دماغي من الدرجة الرابعة..
عندما علمت بهذا.. أصابني شعور بالإغتراب وشيء من الصدمة.. نمت تلك الليلة بجانب النافذة وأنا أرقب السماء .. داعياً ربي العظيم بكل ما أوتيتُ من قوة..
وبدأ أبي رحلة العلاج لمدة عامين تخللهما عمليتان للدماغ والعديد من العلاجات الوريدة والبيولوجية والإشعاعات والأعشاب وما إلى ذلك..
لم نشعر فيه حزناً ولا خوفاً.. بل كان اطمئنانه غريبا عجيباً لم يكترث لشيء.. وهذا يدل على أن الإيمان بالله والتوكل عليه تفوق كل ما يمكن أن يمر بالإنسان
المهم : لم أقدم لأبي عونًا ولم ارافقه .. واكتفيت بالاحتراق الداخلي والتمزق.. وبالطبع أمي كانت خير الرفيق لزوجها فجزاها الله عنا خيرا
(وعلى الهامش: فلنتق الله في النساء..والله انهن نعم الرفيقات الصابرات ونعم المعينات الشامخات ونعم أخوات الرجال..)
حتى جاءت ليلة لن أنساها.. فجأة.. فكرة (أنني مهما طال عمري سأموت.. وسأُدفن في قبر لوحدي..)
أحسست بالفكرة وهي تنغرس في خلايا الإدراك لدي.. لم استطع اخراجها أو تحليلها.. أصابتني نوبة ذعر (لم أكن حينها أعرف ماهي نوبة الذعر)
أيقظت زوجتي, وطلبت منها السماح.. وأن تقوم للذهاب لبيت أبي لأقوم بوداعه ووداع أمي وأختاي..
ضاقت أنفاسي وارتبكت كل أعضائي.. أريد الخروج من نفسي والهرب من داخلي..
وصلت الى بيت أبي وأنا مسرع حتى لا يدركني الموت قبل أن أودعه..
فلما وصلنا وكانت زوجتي تبكي لما حل بي.. وشَرَحَت لأهلي الموقف.. بدأ أبي بطمأنتي بكلماته البسيطة وهدوءه الغريب.. بالفعل هدأت نسبيًا.. ورجعت إلى البيت ..(بإختصار)
نمت حينها لأستيقظ على وقع نفس الفكرة.. وأصابني الذعر أيضاً.. وهكذا ولأيام متتالية.. امتنعت عن الأكل لمدة أسبوع.. نزل من وزني 6 كلغم مع أنني نحيف أصلًا.. (الى الآن مش عارف من فين راحوا ال8 كيلو أنا..وهذا والإكتئاب 2-123.gif )
دخلت في دوامة .. فكرة الموت والقبر والقيامة مع مرض أبي وأنه يعد الأيام .. وتقصيري معه قبل مرضه وبعده..
ضغط نفسي هاااائل.. انعدام للطاقة و بداية اكتئاب.. أعراض جسدية بدأت بالمعدة والجهاز الهضمي .. (طوال العامين)
مات أبي .. أحسست وكأن جزءا من قلبي انطفأ.. مع شعور قاتل بالندم على تقصيري.. لم ابكِ وادعيت القوة أمام الناس حتى أنهم ضربوا فيَّ المثل بالصبر والتسليم
لم يعلموا أن بداخلي بركاناً يفور ويرمي باللظى.. أحترقت شخصيتي القديمة الرائعة .. وَبان الضعف والانهزام وتشكلت شخصية جديدة تعاني المرض والانكسار..
سأنتهي هذا الجزء لأعتبره الأول قبل أن أخوض في فصل زيارة الأطباء التي امتدت ل6 سنوات..
ملحوظة: العديد من الأشخاص مروا بأصعب مما مررت به.. وفقدوا آباءًا وأمهات.. لم يعانوا مما عانيت..
الخطأ ليس بالظروف.. انما في ضعف نفسي وعدم تقبلها بل لعدم فهم ما هو الإيمان وحقيقته وفي فهم حقيقة هذه الدنيا..
فالمسلم.. لا ينتكس ولا تصدمه الأهوال مهما بلغت.. فكل أمره خير..
فلا يظن أحد.. أن ما مر بي .. مبرر لأن أصل بنفسي لتلك المراحل.. كل الناس مروا بأكثر من هذا وصبروا ومرت حياتهم بكل أريحية وسلاسة
و أراكم في الجزء الشيق والمُضحك فعلا مع الأطباء والمستشفيات من شتى المجالات والتخصصات..
واعذرونا فالكتابة مباشرة وارتجالية من القلب الى القلب.. بلا تحسين ولا تنقيح..
وآخر دعوانا أنِ الحمدلله رب العالمين

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس