قبل عده اشهر رحل والدي ، في لمحه البصر دون اي سابق انذار او اي شي يدعو للرحيل ، اختلفت معاه كثيره وكرهته احيان كثيره الا انني منذو سنه او سنتين بدات احبه ومن حسن حضي ورأفت الله بي بعد جائحه كورونا بدات تتغير علاقتي معه ، حقيقاً لا اعلم السبب او لنقل انني نسيت سبب تغيري تجاهه ، بدات اغصب نفسي للجلوس معه ولو لثواني او دقائق معدوده حتى انني اعتدت عليها ، ولولا انني لا اريد ان اكشف عن صورتي لوضعت بعض صور السلفي التي اتقطتها معه ، رحيله صدمني جدا ، لم يكن شي متوقع بالنسبه لي ، لم يمرض قبلها او دخل المستشفى بل فجاه وبلحضات رحل ...
بعد الجائحه كنت احتضنه كثيرا وكنت اقبل راسه كل يوم ، وكنت قد اخبرته انني احبه واخبرني بذالك ايضا ، كما انني التقطت له فيديو لي وله وهو يخبرني بذالك . نعم عشت لحضاته الاخيره القليله معه .
طوال سنين حملته كل شئ وكرهته وحملته فشلي واغلاطي وكل شي ، نعم قد اهملني كثيرا بطفولتي وبدايه شبابي ، نعم والدي اخطاء في حقي حينما اهملني كثيراَ.
لاكن بعد ان رزقني الله باطفال ، وكانني وعيت علي خطاء جسيم اقترفته وفهمت انه لم يكن ليكرهني بل كان يحبني ولاكن توفير حياه ومعيشه كريمه لم يكن امرا سهلا خصوصا لافراد عائله تتجاوز العشره اشخاص " الاهمال " لم يكن مقصود بل الحب هو ماكان يقصده ، في تلك اللحضات التي رأيت وجهه وهو في لحضه الاحتضار وكيف كانو المسعفين يقومون بال cpr مررت بلحضات كانت طويله جدا جدا تذكرت شريط حياتي معه كاملاً وكانها اعلان طويل لفلم ، تذكرت ابي وهو يمشي مسافات طويله على قدميه لياتي لمدرستي لياخذني في طفولتي ونعود سويا الى البيت تذكرت حينما بكى قبيل رحلتي للابتعاث تذكرت حينما ذهبنا سويا ليهديني سياره . لحضات كانت طويله ، رحل فيها ابي .
لم ابكي ولم اذرف دمعه واحده ، حاولت جاهدا ان اهدء من روع اخوتي واخواتي وكنت متماسكا بشكل عجيب لم اصدق نفسي حينها ، ولاكنني لا اعلم ما حدث لي ، فاعتدت ان لا ابكي منذ ١٠ سنوات لم تذرف لي دمعه واحده ، اعتقد انني تمالكت نفسي حينها وانني قد ينفجر البكاء فيني ، الا انه مرت فتره طويله ولا استطيع البكاء ، لم اعد اعرف هل تجارب الحياه التي مررت بها قست قلبي ، ام انني اصبحت بليد باحاسيسي ومشاعري .
خلال السنوات الاخيره اعتدت ان لا اتعلق باحد وان استطيع عيش حياه لوحدي وتدبر امري ، هل هذا هو السبب ، لا اعلم ، الا ان رحيله المني كثيراً ، وجدت نفسي بيوم ممطراً ذهبت لاصلي وبعدها وقفت تحت المطر لمده خمس او عشر دقائق احلله وادعو له تحت المطر .
وكانني فجاه بعد رحيله اصبحت غريب او وحيد ، غريب وكانني لا اعرف شئ رحل ذاك الشخص الطيب ، الذي وهب كل شي حرفيا كل شي قبل رحيله لنا ولاخوتي ، اليوم اشلقو عليه ام على نفسي لا اعلم لاكنني غاضب كثيرا على رحيله ، ليتني استطعت توديعه وقول كلماتي الاخيره له ، ليتني اخبره كم فخور به وبما انجزه في حياته ، الا انه يخبرني اخي ، انه قبل وفاته باسبوع اخبره انه ( ياولدي مليت من الدنيا ) شعرت بالحزن .
رحلت جذوري ، رحل سند كبير كنت اسند عليه ولم افكر كثيرا في ذالك ، رحل ابي ، فاللهم اشهدك انني احلله وابيحه واسامحه ،وارجو انه سامحني ايضا ...