عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-2021, 05:23 PM   #7
مزارع
عضو فعال


الصورة الرمزية مزارع
مزارع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61682
 تاريخ التسجيل :  05 2021
 أخر زيارة : 01-10-2021 (11:32 PM)
 المشاركات : 47 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الجزء الثاني من القصة بدأ بعد وفاة أبي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
فنقول بعد بسم الله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وسلم..
.....
بعد عامَي الاحتراق الداخلي والضغط النفسي الذي ( أنا السبب فيه ) ..
شعرت بشيء من الراحة، حيث توقفت عن القلق على أبي فقد لاقى ربه عزوجل
والمفروض أن ابدأ حياة جديدة كغيري من البشر ..
واعتقدت أن العامين الماضيين كانا مجرد ضغط وتوتر وسيزولان بمرور يومين او اسبوع مثلًا..
لم أكن أعلم ان ماكان يحدث هو حرب ضروس ومعارك ضارية بيني وبين الفكرة (الأفكار)..
سينتج عنها ما يسمى آثار الحرب.. وسأذكرها سريعا بدون تفاصيل:
بدأنا بالقلب والمعدة والتعب الشديد والهزال ثم قولون ثم أذن داخليه ثم عضلات رقبة وفايبرومليجيا (تعب مزمن)
ثم أعصاب وجهاز تناسلي .. ولن اذكر التفاصيل لأنه بعض الشباب يتقمص الأعراض ويعيش الجو ..
المهم 6 سنوات من زيارات الأطباء على جميع الأصعدة والمستويات..
اكثر من 40 زيارة لطبيب ومختص (بدون تكرااار طبعا).
منهم التافه والتاجر والقبيح..
وقليل منهم صالحون ..
لأنهم يعاملوك على أنك ورقة تحاليل ونِسَب ولست إنسان يشعر ويتفاعل..
كل العالمين والبشر يمرضون .. لكن أنا لم أكن مريضًا.. بل كنتُ أنا (المَرَض)..
أقسم بالله وصل الحال إلى الاستدانة لعمل فحوصات وتنظير وتحاليل..
ألقيت بنفسي في دواااامة حقيرة من الأفكار اللامتناهية وجعلت من نفسي مطية لكل ماهو قبيح..
استنفذت طاقات جسمي الهائلة بسجالات فكرية ووساوس وأوهام..
أتعبتُ الجميع معي.. أضعت على عائلتي سنوات من السعادة
اعتادوا ان (بابا) تعبان، زهقان، قرفان، هلكان،
لا مشاوير قريبة ولا بعيدة ولا زيارات ولا سفر طبعا ..
لأنه قولوني متهيج، دايخ، قلبي يرفرف ، الخ..
وهكذا لغاية قبل 9 أشهر تقريبًا..
أصبحتُ شبحًا.. لا أشعر بشيء.. فاااارغ.. انعدام شعور..
وفي يوم لن أنساه .. توجهت لمزرعة جدي (غفر الله له ولوالديه وللمسلمين)
الذي توفاه الله بنفس العام الذي توفي فيه أبي..
وضعت الهاتف في السيارة على الشاحن،، نزلت تحت أشجار (اللزاب) تشبه الصنوبر
حيث كنت العب تحتهم وأجلس (عندما كنت إنسانًا)
ورميت جسدي المرهق ونظرت للسماء.. بلحظة شجاعة إن صح التعبير أو صدق مثلا..
قلت ( ربي العظيم، سأظل هنا على التراب، فإما موت يريح العباد والبلاد، وإما أن اقوم شجاعًا ضاربا بعرض الحائط كل عرض جسدي ونفسي)
بقيت أكثر من ساعة،، لم أمُت تحت اللزاب،، قمت ورجعت وجاء الليل وعادت الأعراض القوية..
تبسمت وكأنني انظر لشخص أمامي تافه وحقير وأناني..
فلترحلي ايتها الآلام او فلتقبعي.. فالموت اهون من حياة القيود
خلال يومين زالت الأعراض بنسبة 70٪
ولأول مرة من 6 سنوات استيقظ صباحًا بدون الانتباه لضربات القلب والدوخة والتعب..
مضيت في يومي كفارس قديم مخضرم.. أضاع من عمره الكثير لمجرد فكرة لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح..
اليوم أنا مازلت اشعر بأوجاع معدة وما الى ذلك.. لكن لم أعد أسيرًا.. فلن اهرب من الموت ولا المَرَض ..
مواقف كثيرة لن استطيع ذكرها
لكن سألخص ما يلي للجميع : واعذروني فقد اكون قاسيا بعض الشيء في هذه النقاط:
أولًا: الإيمان الصادق بالله ، يستحيل ان يترافق معه اي مرض نفسي ، ولا اقصد الحالة النفسية المؤقتة مثل حزن مؤقت لموقف معين..
لا يخدعوك فيقولوا المؤمن مثله مثل غيره.. راجع إيمانك في قلبك..
ثق بربك تمامًا وليس فقط شعارات وحالات واتس آب.. وأدعية جاهزة وما شابه..
ثانيًا:،عالج الفكرة (فرمتها) فك الشيفرة.. ادخلها ولا تبقها في الخارج .. ولا تصارعها.
تقبل ان الموت شيء طبيعي، خوفك من الموت لا يعني ان تموت قبل أوانك
المرض ليس نهاية العالم، كل الخلائق تمرض، لكن انت الوحيد الذي تبحث عن اقل عرض وتهرب الى الطوارئ عند أقل خفقان ودوخة.
عموما الطب المنتشر والمسيطر في مناطقنا العربية، هو الطب الغربي الوسواسي التجاري القبيح..
لا تخف فالذي خلق جسمك، خلقه في أحسن تقويم ولكن دعك من الخوف.
ثالثًا: افعل الخير، ساعد وتصدق وأعن الناس وارفع الظلم ، سترى العجب.
رابعًا: تصالح مع نفسك، دعكَ من الجلد ، لا تقل أضعت عمري، أضعت مالي، خربت على عائلتي وأولادي.. لا تقل فلان صار وتطور وانا حبيس أفكاري، لا تعش حياة المسكين النادم ..
دعكَ من حياة الشفقة ، ليس مطلوبًا منك ان تصبح عالم ذرة ونواة.. مطلوب منك تكون انسان عادي وتنسى اوهامك .. عشر اعوام من النكد .. تستطيع تعويضها بربع ساعة .. لا تخف فلا قيمة للوقت .. كلها تصبح ذكريات.
خامسًا: الغذاء الجيد والمشي قدر الإمكان.
سادسًا: حاول التخلص من الأدوية النفسية برفق وبتدرج، خلال سنة او سنتين لا مشكلة.
سابعًا: المشكلة ليست ان تموت ، المشكلة ان تموت جبانًا وان تموت قبل الموت.
لا تعتقد انك ستشفى مثلا ولن تعود لك الفكرة، الفكرة لا تزول يا صاحبي، فالمشكلة في تعاملنا معها وليست فيها، فلو اصابك ما يسموه انتكاسة،
لا تفعّل حالة الاستنفار والطوارئ، بل بكل بساطة مارس حياتك اليومية ولا تلتفت للأعراض الجسدية والتي لن اكذب واقول تافهة، هي قوية ومؤلمة، لكنها نفسية المنشأ، لا تشكل خطرا على حياتك، جرّب اسبوع من تفعيل وضع غض الطرف وعدم الإكتراث..
جسمك قوي لكنك تكبح جماحه وتمنعه من الانطلاق ..
جسمك اذكى منك.
ثامنًا: اكتب كل يوم شعورك واعراضك الجسدية، لتقرأ مشاعرك كل فترة، وتتيقن انه لم يحصل معك شيء وانما خيالات وأوهام.
تاسعًا: عالج عضلات الرقبة وتناول بعض المكملات الآمنة مثل فيتامين د وبي كومبلكس وزيت السمك.. من مصادر موثوقة.
عاشرًا: اعتذر عن الكلمات العشوائية والنقاط المتداخلة بسبب انشغالي واستخدامي للهاتف ، ولكن تذكرني في كل موقف وحملني مسؤلية اي ضرر قد يقع عليك، فلن يقع عليك شيء بإذن الله عزوجل، امضِ إنسانًا عاديًا ولا تحمل نفسك ما لم يحملها الله تعالى، على هونك وعلى مهلك.

سأعاود الكتابة لاحقًا لما قد أراه واجب التوضيح والبيان
وارحب بأي ملحوظة وانتقاد واستفسار

والحمد لله رب العالمين


 

رد مع اقتباس