عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2005, 02:48 PM   #1
الشمـــ المضيئة ــــعة
عضـو شرف


الصورة الرمزية الشمـــ المضيئة ــــعة
الشمـــ المضيئة ــــعة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4972
 تاريخ التسجيل :  10 2003
 أخر زيارة : 08-06-2010 (02:23 AM)
 المشاركات : 805 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
يعذبني ألا أراك



يعذبني ألا أراك

عندما تسلمت وثيقة نجاحي خرجت أجري وأقفز فرحاً وسروراً ، وحينما دلفت من باب الكلية أخذت أبحث عنك بين الرجال الواقفين ،، وأقلب ناظري لعلي أجدك ــ فأنت أول من يهنئني بالنجاح في كل مرة وأول من وضع قبلة التفوق على جبيني في أول نجاح في حياتي ـــ آه ....آه ..... تذكرت لن أجدك في هذه المرة.... عندها أخذتُ أبكي بحرقة كطفلة يتيمة تاهت في بحر الحياة فتقاذفتها أمواجه المتلاطمة فلم أستطع الصمود أمامها وقد فقدتُ سندي في مجابهة تلك الأمواج ببعدك عني ،،
أخذت أبكي وابحث عن قبلتك الحانية التي تشعرني بأبوتك الصادقة،،، أخذت ابحث عن حضنك الذي يتدفق حباً ودفئاً،، أبحث عن ابتسامة محياك النّدي ، تاهت يدي بحثاً عن يدك لتزرع عليها قبلة الاعتراف بالجميل ، فلم تجد هذه المرة .... إلا السراب لم تكن في حُلم ولكن هي الحقيقة...
لقد غيبك عنّا وغبت قسرا وقهراً بسببه .إنه هو الذي غيبك ، نعم انه المرض الذي غيبك و أتعبك وأجهدك....
آه يا أبي لقد افتقدك المنزل والمسجد والحي وأمي وأخوتي حتى أنا ـــ عصفورتك المدللةــ كما يحلو لك أن تناديني ،،، آه يا أبتي لم تعد عصفورتك تعرف التغريد بل لم تعد تقوى على التحليق ،لقد اشتقت إليك كثيراً لم أتذوق طعم هذا النجاح وكيف لي ذلك وأنت بعيدٌ عني ...فبعدك يعذبني
بل يعذبني ألا أراك في كل يوم بل في كل دقيقة .... بل تسألني الثواني عنك ..فهي تنتظرك معي ، تحدثني عنك.. تحمل إليّ صوتك ، أنفاسك ،ونبضاتك فيكبر وهجك في عمري وتكبر وتشع أضواء حبك وأشواقي إليك فتتسرب وتعبر مسامّ جسدي فتتشربها روحي حباً وطمأنينة تاليةً
قول الله عز وجل : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
أبتاااااه أتعبني السفر في بحر انتظارك فغيابك عني وشوقي إليك عطل كل محركات حياتي
فهذه دموع عينيي .. بل دماء قلبي تنزف مرددة ....
كيف أعيش الفرحة مترنماً
وأزهاري تذوي برجع بكائي
هذي حياتي كالسراب تحيلني
طيفاً تراءى عند كل مساء
أين المسير إذا مضيت مودعاً
فلقد نسيت مع الأسى عنواني
أبكي فما تدرون سر بكائي
والحزن يقتل فرحتي وهنائي
أبكي فأخفي في الفؤاد مدامعي
كيما أعيش بوحدة وشقاء

أيها الحبيب ...
لم اعد أحتمل رؤية دموع أمي وأخوتي... كل شيء في منزلنا حزين وينطق شوقا للقياك
أزهار حدقتنا ذبلت حزنا عليك ... وعصافيرها هجرتها فهي لم تعشق التغريد إلا لك ...
أبتاه .... عد لنا لتعم الفرحة ويندمل الجرح ويجتمع الشمل وتتفتح أزهار الربيع وتغرد بلابله
فحين نلتقي تحت جناحك يتلاشى الزمان ويختفي المكان وتصمت الشفاه وتتكلم عيون الحب الصادق وترتسم ابتسامات الرضا وتحلق فراشات السعادة حولنا فرحاً بعودة تاج قلوبنا ونبع حبنا المتدفق ليروي عطش قلوبنا وشوقنا ويزرع صحرائنا القاحلة فتكون مروجا وارفة تفوح عطراً
و خيراً وأمناً وسعادةً في حياتنا .
أبي الغالي اسأل الله العظيم أن يشفيك ويجعل مااصابك تكفيرا لذنبك وان يرزقك الاحتساب وان يمن عليك ومرضى المسلمين بالشفاء العاجل وان يعيدك إلى ارض الوطن سالما معافى وان يجعلك من الصابرين على البلاء انه سميع مجيب الدعاء.
وختاما أبي .... أعذرني على كلماتي الغير منسقه وجملي الغير مترابطة فهي مشاعر حزينة أحببت أن أبعثها عبر ذبذبات قلبي المضطربة خوفاً عليك و ألما لفرقاك .

ابنتك ...

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس