21-07-2021, 05:14 AM
|
#1
|
عضو جديد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 61800
|
تاريخ التسجيل : 07 2021
|
أخر زيارة : 28-10-2021 (04:30 AM)
|
المشاركات :
9 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
25 عاماً رفقة الرهاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الى المحترمين أعضاء منتديات (نفساني) كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الاضحى المبارك أعاده الله علينا بالمن والبركات ، أما بعد،، وددت أن اسرد تجربتي مع (الرهاب الإجتماعي ) والذي رافقني من عمر ال15 عاماً وحتى الآن ، بدايةً كما تم تشخيصي من أكثر من اخصائي بأني عانيت في البداية من (اضطراب الشخصية التجنبية) في الطفولة ، فساهم بإصابتي بالرهاب في المراهقة ، عائلتي ولله الحمد ثرية ولكن للأسف كان والدي يهتمون بي بزيادة (دلع زائد) فلقد كنت الإبن الوحيد بعد 3 بنات ، دخلت المدرسة ولا أذكر انني صادقت احداً ولا أذكر انني تكلمت كلمة واحدة بدون ان يجبرني سؤال من مدرس او موقف يضطرني للحديث ، لمدة 6 سنوات في المرحلة الإبتدائية ، في المرحلة المتوسطة كانت بداية الرهاب الحقيقية وبحدته القصوى فبقيت على هذه الحال حتى المرحلة الثانوية عندما لم أستطع تحمل كل هذا الألم أكثر من ذلك أخبرت والدي بنيتي بترك الدراسة وقال لي حسناً ولكن ستعمل معي ، فوافقت وليتي لم أوافق ، انتقلت من ألم لألم آخر ، لم استطع تحمل المسؤولية ولم أستطع ادارة الموظفين (كيف أديرهم وأنا أشعر برعب من نظراتهم ) قال لي والدي بعد فترة من العمل موبخاً ( انا لا يحمل أسمي من يسخر منه مجرد عمال لدي ) كان الألم لا يطاق ، كنت ابكي من كل موقق في حياتي ، هربت خارج المدينة لكي لا أحظر زفاف أختي الذي كنت أحمل هم ليلته أكثر منها ومن زوجها ملايين المرات ، قال لي ابي بعدها ما فعلته غير طبيعي واتهمني بتعاطي المخدرات وقالت لي امي أختك بكت حتى أحمر عيناها انت لا يوجد عندك ذرة إحساس ، ليتني كنت مدمناً يا أبي وليتني كنت عديم الإحساس يا أمي وليت دموعك يا أختي ذرفت على قبري ، بعدها قررت شراء بيت خاص لي وأقمت فيه 3 أعوام حبيساً ، تأتيني امي لتتطمن على إبنها كل شهر أما والدي واخوتي كانو يكتفون بالإتصال ، كنت أقضي بمتابعة التلفاز 24 ساعة وقرائة الصحف وفي الصباح الباكر متسللاً بخلسة أذهب لأقضي حاجتي من طعام وغيره أما بالنسبة للباس فكانت أمي تتبضع لي بين الفينة والاخرى ، حتى أتى ذلك اليوم عندما طرق الباب فوجدت خلفه خالي فقال لي البس بسرعة والدتك في المشفى فذهبت معه فسلك طريق منزل عائلتي !! سألته لماذا لا تتوجه للمشفى ، فنظر إلي بحدة شديد وقال لي : منذ متى لم تر والدتك !! فالتزمت الصمت وبداخلي الف سؤال وسؤال ، وصلنا لمنزلنا فوجدت أخوتي يبكون وقال لي أبي : وهو يضرب على صدري والدتك توفيت وهي حزينة على حالك ، مالذي فعلناه معك لكي تفعل بنا هذا ، بعد سماعي للخبر مباشرة أغمي علي ولم اصحو الا بالمشفى داعيًا الله ان يكون حلماً واستيقظت منه ، ولكن بعد زيارات عدد من الأقارب وتعزيتهم لي أدركت الحقيقة ، لن ارى والدتي مرة أخرى ، فبدأت بالبكاء الشديد والصراخ فطلب أحد الأقارب من الاطباء وضع مسكن لي ، ففعلوا ، ونمت مرة أخرى ، بعدها ولمدة ثلاث ايام لم انبس بطرف كلمة ، فقال الدكتور لوالدي ولدك مشكلته نفسية وليست جسدية ولا فائدة من بقائه لدينا أكثر من ذلك ، فأخرجني والدي من المشفى وبقيت لمدة شهر تقريباً حبيس الفراش ولم أنبس بطرف كلمة ، أصلي و أشغل القرآن وأنام ، وكنت أكل لقمة من الطعام بعد جهد من الإلحاح ، فقرر والدي الذهاب بي لأحد المستشفيات النفسية ، فصرفوا لي الأدوية وأستمريت عليها لمدة ثلاثة أشهر تقريباً ، فخفت اعراض الصدمة فبدأت التحدث وانفتحت شهيتي للطعام ، ولكن لاحظت أن اعراض الرهاب أختفت فظننت أنني بعد الصدمة اصبحت قوي القلب لأنني كنت أفسر خوفي بسبب الدلع الزائد ، وقتها لم أكن اعرف ماهو الرهاب وأنني مصاب به ، تحسنت نفسيتي واصبحت أكلم والدي وأخواتي وكل من أقابل بأريحية وظننت أنها فرجت ، ولكن بعد أسبوعين تقريبًا عادت الأعراض فعدت لوضعي السابق ، لا أتكلم ولا أكل ، فعاد والدي بي للمشفى ، فأعاد الدكتور صرف الأدوية لي ، وفعلاً بعدها بشهر أختفت اعراض الرهاب فعلمت وقتها أن هذه الأدوية تعالجني من خوفي من الناس ، فبدأت بشرائها بدون علم أحد وأستمريت عليها أكثر من 8 سنوات تقريباً عانيت وقتها من نقصان في الوزن و قلة النوم ولكن لم يكن هذا شيء يذكر مقارنة بخوفي وقلقي (الرهاب) ، بعدها تحسن علاقتي مع والدي وأخوتي وأصبحت شخصاً آخر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، ناجح في العمل وكسبت بعض الصداقات وأواصل صلة رحمي وقررت الزواج ، فتزوجت ولكني لم أوفق في من تزوجتها فكانت سليطة اللسان قليلة الحياء متقلبة المزاج ، فطلقتها بعد سنة زواج جعلتني لا أفكر بالزواج حتى يومنا هذا ، مرت الأيام ولا أعلم ماهي الفترة بالزبط ولا وقت علمي ولاكني كنت اتصفح الإنترنت وأبحث عن كيف أحل مشكلة الحوف من الناس أو شيء من هذا القبيل فاكتشفت وقتها مرض (الرهاب الاجتماعي) وأعراضه فقلت أذن هذا ما (كنت) أعانيه هههههههه ظننت أنني تخلصت منه ، تركت الأدوية بسبب عدم الإستقرار في النوم وليتني لم أفعل ، مجرد 3 أشهر كانت كفيلة بعودتي لمى كنت عليه قبل 8 أعوام ، أصبت بالإكتئاب بجانب الرهاب ، عدت لغرفتي وتركت العمل متحججاً بالتعب والمرض ، إكتئاب حاد وقلق وخوف كلها اجتمعت معاً !! لا أريد مقابلة احد لا أريد سوى النوم والبكاء ، لماذا يا الله ؟ لمالذي فعلته لأستخق كل هذا؟ لماذا أنا من بين الناس ؟ لماذا اقاسي كل هذا الألم ؟ ، فكرة أن اعود لشراء الأدوية لم يتقبلها الإكتئاب ، فقررت أن أبحث عن اخصائي لأعرض نفسي عليه تطلب ذلك شجاعة كبيرة ويأس شديد في نفس الوقت ، قلت للأخصائي قصتي من الطفولة وحتى اللحظة ، ففاجئني بأن مشكلتي بدأت ( باضطراب الشخصية التجنبية ) وأكتسبت بعدها الرهاب ، كان هذا صادماً لي ، أصبح هذا العقل المريض يحمل ثلاثة أمراض نفسية!! فوضع لي خطة علاجية تبدأ بعلاج الإكتئاب ثم باقي الأمراض ، أستمريت معه لمدة 6 أشهر وشفيت ولله الحمد من جميع الأمراض ، وراجعته بعد 3 أشهر وشخصني بأنني (سوي) ولله الحمد ، وقال لي إذا حدثت معك أي إنتكاسة واجعني فوراً مهما كانت بسيطة ، خلال تلك الفترة التي اتمنى من الله ان تجربوها ، عشت أجمل أيام حياتي ،10 سنوات من الراحة النفسية والثقة بالنفس ، كنت كثير السفر كثير الرحلات كثير الخروج مع الأصدقاء ولا أشكو من أي عرض ، ولكن للأسف الشقاء مكتوب علي ، اتتني نوبة هلع في زيارة عائلية ، أهملتها أو أنكرت وجودها ، بعدها بفترة قصيرة جداً أتتني النوبة الثانية وبعدها الثالثة ، حتى أجتنبت كل المثيرات وعدت كسابق ، ذهبت لطبيب بعد أن يأست من الشفاء من هذا المرض الخبيث و وصف لي بروزاك 20م و اندرال 10م ومن 6 سنوات وأنا استخدمه ، ولكن بلا اصدقاء وبلا عمل ، عزلة و وحدة مميتة ، وأفكار إنتحارية لا تتوقف ، أتجنب كل المواقف و الإجتماعات والزيارات ، أقضي الكثير من الوقت في العبادات ، وقراءة القرآن والصدقة وسداد المدينين ، أعمل لآخرتي لأنني يأست من الدنيا ، هذه كانت رحلتي برفقة الرهاب أرجو منكم الإستفادة والدعوة لوالدتي بالرحمة والدعوة لي وكل مرضى المسلمين.
|
|
|