عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2005, 12:47 AM   #17
شمس وقمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية شمس وقمر
شمس وقمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3094
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 18-08-2009 (04:13 PM)
 المشاركات : 290 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً وعذراً



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.القحطاني
أختي الفاضلة شمس ، وقمر ..
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاته ..
كل عيد وأنتِ بألف خير … رغــم الكآبة ، والوجع ..

* أختي اسمحي لي من خلال صفحتكِ أن أشكر أختي وهج المشرفة الفاضلة ، ومن تحمل هم مشكلات المنتدى أكثر ممن يتولون الردود عليها على الأقل بالنسبـة لي أنـا .. العاجز ، والمقصر في المتابعـة .. فلها مني كل الشكر ، والتقدير على أخباري بسؤالك الموجه لي .

* أختي دعيني أسير معك جملة … جملـة ..
وحرفي هنا لن يكون إلا مشاركة لألمك ، ومحاول تفهـم لوحدتكِ ، لكن قبل كل شيء ، وأي شيء أنظري إذا جن الليل إلى القمر ، وإذا أفقت في الضحى إلى الشمس … أطيل التأمل فيهما ، واسألي ذاتكِ لمن تلك التي تسير في أفلاكها .. لمن ضوئها ، ودفئهـا .. تكسف ذواتنا ، وتخسف كالشمس ، والقمر ، ومن يحدث هذا … من أوجدها ، وخلقنا ، لكن تعود لمسارها ، ونعود نحن إلى مسارتنا .. أتعرفين يا أختي ما الفرق ، تلك مسخرة لا عقل لها ، ولا أرجل ، لا خفق لها .. لا تكبر ، ولا تصغر .. لها عمر كما لنا عمر .. لها هدف كما لنا هدف إلا أنها سخرت لنا .. تمنحنا ، وترشدنا ، تملأنا ، وتسعدنا .. ملكِ لنـا .

عندما يتساوى الليل والنهار .. لا ندرك البياض ، والسواد ، ولا نعرف متى تبزغ النجمات ..؟!. قد تدركِ لون عباءتك ليلا كالحاً ، وتري بعين يأسك نور النهار لون الكفن ، وعندما تتمنى ان تطول ساعات نومها ، قد تجد في الأحلام مخرجا ، وملجأ ، وقد تقُضّ الكوابيس مهجعها فتفزع تكفكف دمعها من الألم ، وعندما تفتعل الأسباب للمكوث في البيت ، ربما خوفا ، وتوجساً أن لا يزيدها اللقاء بالغير إلا رتابة ، ومللا يتضاعف ملل …. أو عندها فقط تعلم أن ناقوسها سيدق ، وليته لا يفعل .. بل ليت نكون قادرين على تحطيم الناقوس ، والأجراس ، وتمزيق ما يغلف الطبل .. لكن الناقوس ، والأجراس ، والطبل هناك من يسعد بسماعها ، ويطرب .. السنا من يصنعها .. من يعلقها .. إذن نقاوسنـا منا ، وفينـا .. من مشاعرنا ، وأفكارنا صنعناه ، وحيث تكون أفكارنا إيجابية أو سلبية سيكون نوع الناقوس … مشعلا براق أو معول يعيق تحركنا ، ويصرخ في أذاننا الدار خير مكان لنا ، ونبتلع ، ونجتر الهمّ ، حتى كأننا دون أرجل ، ودون عطاء ..

… نعم سيدق ويظل صوته يزعجها في كل وقت وكل حين ، وصوته يلاحقها في كل مكان ، وسيرافقها في نومها ، وإفاقتها ، وأكلها ، وشربهـا ، وقد تراه ماثلاً إن وقفـة تسرح شعرهـا أمام مرآتهـا .. ذلك الناقوس المزعج لو كان رجلاً لقتلته ، لكنه ليس رجلا ، ولا شيء يمكن حصره ، ولمسـه ، ورأيته … هو هنا … هنــــا في أفكار تتوالد منها مشاعر قاتمـة .. حارقة .. سلبيـة .. تعصرنا .. لا تسمح لنا بالرؤية إلا من خلال إحساسنا بعجزنا ، وخوفنا ، واعتقادنا أن انتهينا ، وجفت موارد طاقتنـا .

… هل قلت بأنه سيدق ؟؟
لقد دق فعلاً ، وما أثقل تلك اللحظة على نفسها.
دوام الحال من المُحال ، وهاهو الحال يتبدل ويتغير ، والمعادلـة هي نفسهـا .. كما هو الحال الآن قد يكون عكسهـا .. فيدق الناقوس بعد أن نبدد وحدتنا ، ونعيد قراءة إيجابيتنا ، ونفعّـل ، ونفتّق طاقتنا ، لحظتها سنرقص ، ونرى القمر ، والشمس غير ما كانت لهـا نظرتنـا .. لكن إن بقينـا نوغل في ظروف تحاصرنا ، وواقع مهما يكون مؤلم ، ونقول هذا قدرنا ، هذا حالنا ستبقى الوحدة تخيم عليها ويصبح الهدوء يغلب على مكان جلوسها وغرفتها .

… بدأ الصمت يلازم أغلب أوقاتها ، وأصبح وجهها علامة استفهام كبيرة يرسمها كل من يراها من المحبين ومن الفضوليين.. هنا السؤال ؟ .. والإجابـة تتطلب تغيـــيــر مساراتنـا ، تبديل كل طرائقنا كي لا نكون كالقطار منـذ انطلاقته بنفس السرعة ، وعلى مجرى حدد له ، والويل لو مال أو انحرف ، وكعادتها تحاول جاهدة أن تغلف كل ذلك بالمجاملة وعدم الاكتراث ، وهي تمضي غير عابئة بهمسة أخت لها أو كلمة عابرة من أحد زميلاتها.

…، ولكن إلى متى؟؟ إلى أن نتقبل ضعفنا ، وعجزنا ، ونؤمن أننا لسنا كاملين ، لنا أخطأنا ، ولنا برنا ، وفينا خيرنا ، آلا يكفي أننا لربنا موحدين رضي الناس أو سخطوا منا ما دمنا ما عصينا ربنـا .. فلنعرف عيوبنا ، ونقر بأسلوب حيتنا ، وتعاملنا مع ذاتنا ، ومن حولنا ، دون أن نشعر أنفسنا بالذنب أو لأننا أقل من غيرنـا ، ولنستخدم ، ونحاول ، وإن فشلنا مهاراتنا ومواهب منحها الله لنـا لمساعدة ذاتنا ، وغيرنا لحظتها سنشعر بتقديرنا لذاتنا ، وثقتنا في أنفسنـا ، ولنكن عادلين مع أنفسنا فلنا رغباتنا ، واحتياجاتنا ، وأولياتنا ، وأشياء تحتاج من يقاتل من أجلهـا مهما أخفقنا ، وانكسرنـا ، ولنسأل ثانية أنفسنـا ماذا نريد ، وكيف نبوح عما يزعجنا ، ويؤلمنـا .. ؟!.

إلى متى سيظل ذلك الفقدان ؟
حتى متى سيظل ذلك التفكير يلاحقها قبل وبعد أن تنام؟؟
أفكار لا تنتهي ، وخيالات تصلح لتأليف أساطير أو روايات .
هم وغم ولوعة وتوجد.
ألم يخلو من الأمل.
حرقة وبكاء ووجع ودموع.
إلى متى؟
أحاسيس لا يعبر عنها اللسان، وآلام لا يمكن أن يشعر بها إنسان.
كرةٌ كبيرةٌ تتدحرج يمنة ويسرة على قلبها ، ثم تجثم عليه وتمنع سير الدم إليه..
هوةٌ كبيرةٌ ولا تزال تكبُر حتى تنفجر مخلفةً الدمار والحطام والنار .
إلى متى؟
رأسٌ به آلاف من الأفكار والكلمات والهمسات والعبرات.
رأسٌ ناء بما فيه من تشعبات وتشابكات.
رأس مل حتى من النوم و السبات ..

* كل تلك المشاعر القاتمـة نتيجة لِم هي فيه ، والعبد يا أختاه حتى وخز الشوكة له فيه أجر الله وعـد ، ولا يظلم أحد … الآن يا أختاه أنحني بل اسجدي ، في مصلاكِ ، وتذوق طعم مناجة الله بدمعكِ ، وأنت موقنـة ما أعذب البكاء لله ، والاعتراف له بالعجز ، وأنه الشافي ، ولا غيره أحـد .

ربي يحفظكِ ، ويفرج همكِ ، وغمكِ .
تمنيت أن يقف الحوار هنا
شكرا لك
وعذرا منك
استودعك الله