مدرب التربية العسكرية ، كان أكثر شخص نخاف منه ، لأن عنده سلطة مطلقة ، ضرب بالعصا ... زحف على أكواع اليدين وركب الأرجل ... صفع قوي على الرقبة ... الركض حفاة على الحصى ... حلق الشعر بطريقة عشوائية ... وكثير منهم كان يرفس الطالب بقوة كرفسة الحمار أو البغل ، انتا وحظك ، حسب شكل وصلابة الحذاء يلي لابسه برجله ...

وفي إحدى دروس التربية العسكرية داخل الفصل ... وكان المدرب يشرح موضوع وسأل سؤال فرعي وأجاب عليه طالب ، وكان الجواب صحيح ، فأثنى عليه المدرب وقال له (أحسنت... يا وحش) ، حتى بالمدح كانوا يستخدمون كلمات شرسة وعنيفة.
لما قال له ( أحسنت يا وحش ) علقت أنا على الفور : ( وحش الشاشة !! ) وهذا كان لقب للممثل المصري فريد شوقي ...

قال المدرب بغضب : مين قال وحش الشاشة ؟
فكرت بلحظات أنني إذا ما اعترفت سيعرف حتماً من يلي جالسين بقربي ويمكن تحت التعذيب ههه ، وخلال ثواني وقفت ورفعت يدي ، و يشهد الله باللحظة نفسها قال لي : اجلس . وتابع الدرس.
كيف أنسى أنا هذا ( الدرس ) وهذا الانسان ...
ترجمتي الشخصية لكلمة (اجلس) السريعة هي : أنت تسرعت وأخطأت ومافعلته استخفاف بحضوري الخاص والمختلف عن حضور المدرسين الآخرين ... لكنك اعترفت بسرعة ... واعترافك فيه إعتذار وشجاعة ... ومن ناحية ثانية فعلك هذا يدل على أنك إما شجاع أو أجدب لكن يبدوا لي من شكلك أنك شجاع !! وأنا أحب الشجعان وأقدر ذلك ... لذلك عفوت عنك .
لو كان مدرب ثاني حيوان وما أكثرهم ، بلا أخلاق ولا يخافون من الله ، بلا شك كان عاقبني وعذبني بشدة ، وخلى الأولاد يسحلوني بساحة المدرسة أو جعلني أقضي باقي اليوم في درام الزبالة تبع المدرسة .

كل ما أتذكر هذا الموقف اسأل نفسي كيف تجرأت أن أعلق بهذا الكلام بحضور هذا الشخص .
يمكن شعرت أنه عنده أخلاق ويخاف الله عشان كدة تجرأت عليه ، لأنه بصدق هو الوحيد يلي شفناه بهذه الصفات طوال ٦ سنوات اعدادي وثانوي.