نفساني - عرض مشاركة واحدة

10-04-2005, 11:30 PM

..............
.........
....أختي الفاضلـة أم روحين ....
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاته ..
دعيني يا أختي أحدثكِ بعض الشيء عن مراحل النمو التي يمر بها الطفل ، وعن طفل السنة الأولى بالذات ، إن معرفتنا بمراحل النمو وبالذات لأبوين يعتبر أبنهم هو الأول ، ويجهلون الكثير عن طبيعة كل مرحلة سيمر بهـا سيجعلهم ينظرون إلى الكثير من السلوكيات التي لا يرغبونها أو مزعجة لهم أنها غير طبيعية أو أنها مقصوده ، وموجهة لهـم ، وخاصة في السنوات الأولى التي بعد ما زال الطفل لا يملك فيها أي معايير لمعرفة الخطأ ، والصواب .... لأن فهم المرحلة التي يكون فيها الطفل كما هو أبنهم ( 1،5 سنة / مرحلـة المهد ) ، وما بعدها سيساعدهم على فهم الأشياء الكثيرة ، وعن ما يجب أن يتوقعونه من أبنـهم ، من خلال مراقبة نموه ، والتغيرات التي تحدث له .... والأبوين هم الأقدر على اكتشاف فردية طفلهم ، وقدراته ..... لذا التربية عملية معقدة ، وصعبة ، بينما عملية الإنجاب فعملية حتمية ، لا جهد ، ولا تدخل للأبوين فيها كأي عملية لأي كائن حـي ، ومن هنا نجد الأبوة ، والأمومة يترب عليها نمو طبيعي ، ومتزن لشخصية الطفل ، وبشكل عام من الصعب وضع قواعد ، وإرشادات محددة لأن الأطفال يختلفون ، ولأن الطفل في نمو مطرد ، وفي ظروف متغيرة ، تتطلب صبرا ، وتفهما أكثر ، وتقبلاً لبعض السلوكيات التي قد تربكنا أو تدهشنا ، وعليه فأن الأبوين يتوقف عليهم أشياء كثيرة ليس من منطلق التعامل بتلقائية أو وفقا للموقف دون دراية مسبقة بمطالب كل مرحلة ، ومشاكلها ، وكيفية مواجهتا .....
أختي الطفل في سنته الأولى يكون نمو الجسد واضحا ، بينما يبقى نمو السلوك أكثر تعقيدا ....لا جدال أن الطفل جسديا سيكبر ، ويمشي ، ويتحدث ، ويتحكم في فضلاته ، لكن من الصعب الجزم بضمان أن يتزامن هذا مع نمو سلوك ، وتصرفات كما نود ، وكما نرغب ..... ففي هذا العمر ما زال اعتماديا على والدته بل أنه لم يفطم بعد ، وكل شيء يقدم له .... ولا يمكن القول أنه في شهوره الأولى ين كانت أمه تغذيه ، ولا تعاني أي جهد مثل حاله الآن في نهاية العام ، والنص الذي يسعى فيه إلى أن يطعم نفسه فينثر ، ويسكب أكله ، وشربه لأنه يحاول أن يفعل هذا بنفسه ، وهنا طبيعيا أن لا يكون مرتبا ، بل فوضويا لأنه لم ينضج بعد ، ولا يدرك أشياء كثيرة ، لكنه يحاول التقليد ، وربما يستمتع بما يفعل ، ويكتشف ....وهنا على الوالدين أن يقارنون أبنهم بطفل في عمره ، ويتساءلون بالذات لو كان الطل المقارن به هادئا أو لا يصدر منه سلوكيات غير مقبولة كما يصدر من أبنهم ..... نعم بالإمكان المقارنـة لكن بالمتوسط لمثل عمره ، والأهم أن نقارن الطفل مع ذاته .... مقارنة ما كان عليه قبل عام ، وما يمكن أن يكون عليه في العام الآتي ....
طفل السنة ونصف أصبحت قابليته الحركية الصوتية في ازدياد كبير وأصبح إلى حد ما كائنا اجتماعيا ، لم يعد الأكل همه ، وينتظره كما كان في فراشه ، عينيه أصبحت تتابع الأشياء ن ويديه تتلمس كل شيء ، وكل زاوية في البيت يصل لها ..... ومن هنا فأن حدوث أي إصابة للطفل أو تعرضه للخطر سيكون نتيجة لوالديه الذين عليهم الحيطة ، والحذر في مراقبته ، وأبعاد أي شيء له ضرر عليه ( أدوات كهربائية ... أدوية .... مبيدات ، ومنظفات البيت .... ) ....
أختي حركة طفلهم ، وما يرونه عنادا لا يدل على سلوك سلبي في مثل عمره ، لأن تلك الحركة جزء من نمو سلوكه ، ومحاولته التعلم ومن الصعب تقييده كما كان قبل أن يتعلم المشي ، وضرب والدته أو حتى صراخها عليه في كل واردة وشاردة لا تقبلها لا تجعل الطفل ، ولا يمكن أن يتعلم أن ما ضرب من أجله خطأ لجهله ، ولعدم وجود تواصل معه بخطاه ، ومهما عاقبته لن يتغير شيء بل أن تأثير ما تفعله سيكون سلبا على الطفل وعلى الأم في شكل مشاعر بالذنب ، وتأنيب الضمير لطفل لا يفقه إلا الحركة ، والحاجة إلى أن نكون معه ، ونلاعبه ، ونشاركه أشيائه التي في عمره ، مع صبر ، وتوفير ما يشغله في مكان لعبه الآمن .
أختي التغيير يبدأ ليس من الطفل ( فطفلهم طبيعـي في مثل عمره ) وإنما من الأم أولا ، والأب ، فالضرب أو صراخهم ، وكثرة توبيخهم ، ونهره لن يجدي ، ومن أجل أن يكونا قادرين على فنية التعامل معه ، وتفهم سلوكه الذي لن يبقى على ما كان عليه بل سيأخذ أشكالا ، وأنواعا مختلفة خلال كل مرحلة ..... قدرتهم والإرشادات التي يحتاجونها تتطلب منهم قراءة لمرحلة الطفولة ، في كتب علم نفس النمو أو الطفولة ، مع شغل الطفل بكم من الألعاب الآمنة ، والسماح له بالحركة في وجود مراقبة من أفراد الأسرة .
ربي يحفظكِ .