المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهجام

أسأل الله أن يرزقك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، وحاول أن تحسن الظن بالناس مثلما يقول القائل : (إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه) فإن ألقيت السلام على أحد ولم يرد فلعله لم يسمع لأن صوتك منخفضاً أو لأن باله كان مشغولاً بشيء ولعله رد ولم تسمع أنت ولعل هناك عذر آخر ، وحتى وإن لم يكن هناك عذر فأنت قلت له السلام عليكم فهنيئاً لك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قال : ( السلامُ عليكم ) كُتِبَتْ له عشرُ حسناتٍ) وفي الحديث الآخر قال النبي صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) ، فإن ظننت بأخيك أن له عذره فقد أرحت بالك ونفسك وتغلبت على شيطانك وأحسنت الظن بإخوانك وأمضيت يومك سليم الصدر وفرحت بالأجر والثواب من الله عز وجل ، ولا يكن مزاجك وحالتك النفسية متعلقة بمعاملة الناس لك ولا تطلب المستحيل بقولك أنك تريد أن يعاملك كل الناس بمحبة وود واحترام فهم أساءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وسبوه وآذوه فكيف بمن هو دونه ؟ الناس فيهم الخلوق في معاملته وفيهم السفيه ومعاملة هذا غير ذاك ، وحتى الخلوق قد تمر به ظروف صعبة تجعل تعامله مع غيره سيئاً فلا يمكن أن تظل نفسيتك متقلبة بسبب معاملة الناس لك كما أن قيمتك ليست في معاملة الناس لك بود واحترام فكم من منافق يتملق رئيسه في العمل لأجل منصبه وهو لا يطيقه فاستمد احترامك لنفسك وقيمتك مما تفعله ، فمثلاً أنت أديت عبادتك اليوم وعملك المطلوب منك بأمانة فتشعر بقيمة نفسك ، ساعدت فقيراً أو زرت مريضاً أو وصلت رحمك أو تعلمت شيئاً جديداً تنتفع به في عملك فهذا يشعرك بقيمتك أما أن تراقب الناس فهذا سيصيبك كما قلتَ أنت بدوروية المزاج بحسب معاملة الناس ولن تستفيد شيئاً .




علاجك أخي الكريم والله أعلم سلوكي بالدرجة الأولى فأتمنى أن تقابل معالجاً سلوكياً يساعدك في تغيير أفكارك السلبية وهو سيوجهك إلى طبيب نفسي لتناول الأدوية إن كانت حالتك تستدعي ذلك ، أما ذهابك لطبيب نفسي منذ البداية فمما أعلمه عنهم أنهم لا يقومون بالعلاجات السلوكية بل سيعطيك أدوية لتخفيف القلق والاكتئاب وتجعلك متبلد المشاعر دون توجيه أو نصح لتصحيح السلوكيات الخاطئة وبعد أن يفقد الدواء مفعوله سيغير الدواء إلى غيره وهكذا .

واعلم أن العلاج لن يكون في يوم وليلة ولكن ابدأ ومع كل حوار تخوضه حتى ولو ضحك الناس عليك أو تجربة تخوضها ولو فاشلة فأنت اكتسبت خبرة جديدة فلا يجعلك هذا تتقوقع على نفسك مرة أخرى ، كل فشل تقع فيه هو نجاح بالنسبة لك لأنك ستكون تعلمت شيئاً جديداً وانتصرت على نفسك وخرجت من تقوقعك وفي النهاية بإذن الله سيأتي النجاح فلا تستعجله ولا يثبطك أي فشل تفشله في البداية بل تابع ولا تيأس كما كان توماس أديسون يفعل عندما فشل 1000 مرة في اختراع المصباح الكهربائي وكان يقول : (أنا لم أفشل 1000 مرة بل اكتشفت 1000 طريقة لا تؤدي إلى اختراع المصباح) .

أسأل الله لك التوفيق والسداد .