عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اختي الكريمة (( وهج000 ))
و بخصوص ما جاء في رسالتك : الحالة التي تعانين منها تتمثل في وجود هرع أو رهاب (خوف) اجتماعي ، كما أن شخصيتها ربما تحمل بعض السمات الانطوائية ، وقلة التواصل الاجتماعي .
الرهاب الاجتماعي كثيراً ما يكون مصحوباً بقلق نفسي يظهر في شكل أعراض جسدية ، كالتعرق وزيادة ضربات القلب ، وجفاف الريق ، والتلعثم في الكلام ، ونوعية هذه المخاوف تكون غالباً مكتسبة (متعلمة) ، ويكون ذلك مرتبطاً بتجارب تعرضت فيها لنوع من الخوف ، كما أن الشخصية تلعب دوراً محورياً في ظهور مثل هذه الأعراض ، وفي السنوات الأخيرة اتضح أن المخاوف تنتج عن تغيرات كيمائية في الدماغ ، خاصةً فيما يتعلق بالمادة المعروفة باسم (سيروتنين) .
العلاج يتكون من شق نفسي وشق اجتماعي وشق دوائي ، الجانب النفسي يتمثل في ضرورة الإكثار من المواجهة للمواقف الاجتماعية ، ويمكن أن تكون هذه المواجهة في الخيال أولاً ، بأن تتصوري نفسك بأنكي تخاطبين مجموعة كبيرة من الناس ، بينهم شخصيات هامة ، وتسترسلي في مثل هذا الخيال يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة ، كما أرجو أن تقومي بإلقاء أحاديث لمجموعات مفترضة من الناس ، وتسجيليها على أشرطة ، ثم إعادة الاستماع إليها ، وبالتدرج يمكن أن تنتقلي للمواجهة في الحقيقة ، وتبدأ بالتحدث للمعارف وزيارتهم ، ثم حضور المناسبات الاجتماعية ، والجلوس في المقدمة والمشاركة فيها ، وعليها أيضاً حين تكون ذاهبة لزيارة أحد أن تحضري موضوعاً معيناً ، وتناقشه مع الشخص الذي ستقوم بزيارته .
أود أن أنصح أيضاً بضرورة النظر إلى الناس في وجوههم حين التحدث إليهم ، وتقليل المخاطبات الحركية كاستعمال اليد مثلاً .
لا شك أن الانضمام للجمعيات النسوية إذا توفر ذلك سيكون مفيداً جداً لكي ، ويحسن من تواصلك الاجتماعي ، ويقلل من مخاوفك .
الأدوية النفسية الحديثة تلعب دوراً هاماً في علاج مثل هذه الحالات ، وأود أن أنصحك بذهاب الي احد الاطباء المتواجدين في منطقتك للنظر في موضوعك ومن ثم وصف لك العلاج المثالي
أتمنى لكي عاجل الشفاء ، وبالله التوفيق .