الموضوع: احباط
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2022, 08:02 PM   #34
سمير ساهران
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهران
سمير ساهران غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 60990
 تاريخ التسجيل :  05 2020
 أخر زيارة : 13-01-2024 (10:37 PM)
 المشاركات : 518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهيد الحب مشاهدة المشاركة
يا أستاذ سمير أنا لا أتحدث عن حالة الهوس التي تصيب المرضى بالذهان فقط بل أتحدث عن جميع الأعراض المرتبطة بالذهان من ضلالات فكرية وتفكير غير منطقي وغيرها من الأعراض الكثيرة التي تصيب المرضى المصابين بالذهان فبعضهم قد يعتقد أن هناك من يراقبه ويقوم بتصويره في كل مكان وبعضهم من يعتقد أن الكل متآمر عليه ويعيش في حالة تسمى جنون الارتياب ومن هذه الأعراض الذهانية المتنوعة وفي أغلب هذه الحالات لا يفيد معهم العلاج السلوكي الايحائي أو محاولة تغيير نمط تفكيرهم لأن الشخص المصاب بالذهان قد تكون لديه قناعة تامة أن والدته أو والده متلبس بهم شيطان أو أنهم شياطين متجسدين على هيئة والديه ويجب قتلهم أو حرقهم بالنار وهذه حالات خطيرة من الذهان يتوجب على الأطباء التدخل لعلاجها سريعا بالأدوية وإلا سوف تحدث كارثة في حال عدم استخدام الادوية لأنه لن ينفع مع مثل هؤلاء أي علاج سلوكي بمحاولة تغيير نمط التفكير
أستاذ شهيد الحب

حسب ما أذهب إليه، فإنَّ شعور المريض بأنه مراقب - أو قل المَرْقُوبِيَّة - أو متآمر عليه، وبقية الضلالات، من حيث الشعور بها، لا من حيث تصديقها ولا من حيث تكذيبها، هي إثارات جبرية لما تكون مؤديات الإثارات الذهانية قد وصلت لحد تؤدي إلى هذه الإثارات ولا بد، فهنا لا تتعلق حرية الإنسان بإلغاء مباشر لهذه الإثارات، لأنَّ هذه الإثارات تعمل بالطبع، مثل أنَّ طلوع الشمس يستلزم حصول النهار ما دام لا يوجد مانع، فهذا عمل بالطبع، فكذلك الإثارات الذهانية فهي ناتجة عن نسبة مرض تعمل بالطبع، وهذا لا يعني عدم إمكانية التخفيف من هذا الطبع بطريق غير مباشر، فالطريق غير المباشر هو الاسترخاء الذي يؤدي لتفريغ مؤديات الذهان تفريغا نسبيا، فتنخفض الإثارات الذهانية، وقد تزول الإثارات الذهانية بإزالة لا المرض، ولكن بإزالة النسبة المرضية المؤدية إلى الذهان فقط، وممكن فيمن لم يستحكم فيه المرض أنْ يحصل التفريغ الكلي فيه، فتزول الإثارات الذهانية.
الإثارات الذهانية لما تحصل في الشخص في البداية فتعمل كالغريزة، والإثارات الغريزية تُصَدَّق، فيصدق المريض الإثارات الذهانية، فإذا علم أنَّ حاله ليس جيدا وأنَّ هذه الإثارات تدل على حال مرضي، فهنا يكون قد طرق باب التكذيب، تكذيب الإثارات الذهانية، فتكذيب الإثارات الذهانية لا يعني إزالة الإثارات، فالإثارات تكون حاصلة، ولكن التكذيب يعقب الحصول، فالتكذيب يعقب الإثارات الذهانية، بعد أنْ كان الشك يعقب الإثارات الذهانية، وبعد أنْ كان التصديق يعقب الإثارات الذهانية، فالتصديق والتكذيب حالة مفاعلة مع مؤديات الإثارات، فالمفاعلة التصديقية، أو قل المصادقة، كما ممكن أنْ تحصل فممكن أنْ لا تحصل، فممكن أنْ يكون هناك "مفاعلة شكية"، أو قل مشاككة، و"المفاعلة الشكية (المُشَاكَكَة)" تلحق "المفاعلة التصديقية (المُصَادَقَة)"، وبعد الشك ممكن أنْ يعود الشخص للمفاعلة التصديقية، ولكن ممكن أنْ يتقدم إلى "المفاعلة التكذيبية (المكاذبة)".
إنَّ المفاعلة حالة تفكيرية، والأحوال التفكيرية، تعالج معالجة فكرية، أو قل معالجة معرفية.
إنَّ الذي يتعاطى أدوية ذهان وتخفف عليه الذهان، ويأخذ هذه الأدوية طوعا، لتسليمه بحاله المرضي، ومع ذلك فهو لو ترك الأدوية؛ لكانت مفاعلته مع الإثارات الذهانية، مفاعلة تصديقية كثيرا، فهو من حيث يعلم أنَّه مريض؛ ففيه نسبة تكذيب، ولكن فيه نسبة تصديق أعلى، وممكن أنَّ تكون قدرته التكذيبية لا تؤدي لعدم تحول الإثارات الذهانية إلى سلوك، فيقف مدهوشا على ضعفه على "الانسلاك الذهاني"، فيكون حاله حال الموسوس الذي لا يرتاح إلا بقيامه بالفعل الوسواسي، ولكن ممكن أنْ يكون الانسلاك الذهاني انسلاكا فنائيا، أقصد أنَّ المريض لما يسلك السلوك الذهاني فينفصل عن الواقع السائد، حيث يفنى عن الواقع السائد، ولكنه يكون في واقع خاص به، وهو الواقع الذهاني، فيكون الوعي لديه وعيا ذهانيا – ولا أقول لاوعي -، ولكن لا يكون الوعي الذهاني متواصلا، بل يعقبه "وعي لاذهاني سلوكيا"، ولكن هناك فئة من المرضى يتواصل الوعي الذهاني فيها، وتواصل الوعي الذهاني يعني تواصل السلوك الذهاني.

باختصار الذي ينفع معه الدواء الذي يعمل بموازة المرض، بحيث يبعده عن سلوك إجرامي، فيجب أنْ يتعاطاه، ولكن يجب أنْ يعمل أيضا على العلاج المعرفي، فالعلاج المعرفي في غاية الأهمية، فممكن لفئة أنْ تكتفي بالعلاج المعرفي، وممكن عبر شيوع المعرفة، توسيع الفئة القابلة للعلاج المعرفي.


 

رد مع اقتباس