14-04-2005, 03:26 AM
|
#3
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2160
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
|
المشاركات :
1,193 [
+
] |
التقييم : 38
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
................
.........
....
أختي الفاضلة ...
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاته ...
من حقكِ العتب ... لأنك توقعت ، وأحسنت الظن فينا فخيبنـا ظنكِ ، فعذرا يا أختي ، ومثلك عاذراً ، ومثل قلبكِ صافح إن تسببنـا في توتراتك لتأخر الرد عليكِ ...
الخير فيكِ ، ولا ذنب لكِ ، والشكر لكِ على لطف عبارتكِ .
أختي الفاضلة ..
هي لحظات الألم ، وأوقات الإحباط إذا حاصرتنا ، تدمي القلب ، وتضيق بنا أجسادنـا ، فتبكي عيوننا ... دموعكِ صادقة ، وحين حاولت حجبها أبت إلا أن تنهمر ، بشر أنتِ يا أختاه ، وربي بشر ، للبكاء لذة ، واعتراف بعجزنا ، وضعفنا ....وما قوتنا ، والفرج إلا بمن خلق لنا عينين نرى بها ، نرفعها دون أن نشعر للسماء .... لله فاطرها ، ومنزل مائها ....
في الضيق ، وكلما أشتد طغت هواجسنا ... مخاوفنا ... أملنا ... ودب اليأس فينا ، وكأن كل شيء فينا خبأ ، وانطفئ ... فتكون الحيرة ، والتعب ، والشعور بالضياع ، وتساوى البياض بالسواد هو ما يلف في داخلنـا .... فما عليكِ يا أختاه مادمتِ موحدة ، وعقلكِ قدر عن البوح بما كتبتِ .... الآن نثرتِ أشجانكِ ، والوجع ....ترددكِ ، وشعوركِ أن قدرتكِ على فعل شيء صعبة أو مجهدة .
أختي الفاضلة ..
في عقدك الثالث أنتِ الآن سائرة ، ومؤلم أيام مررتِ بها ، وأنت ترين قدوتكِ دوما في شجار ، وعراكِ .... ليس لكِ ذنب فيما حدث ، لكن آثاره باقية ، وفي مثل هذه الأجواء داخل الأسرة يبقى الابن أو البنت في حيرة لِم يرى ، فيكون في صراع مع من يكون ، ومن هو المخطئ أو المصيب ..؟!. المشكلة أنهما أبويكِ ... لا جدال أن أسلوب التواصل بين أبويكِ يشوبه سوء الفهم ، والأسلوب فيما بينهم خاطئ في اختيار وقت خلافاتهم وأنتِ ترون ، وتسمعون ليس لكِ لوحدكِ وإنما لجميع أخوتكِ ، وأخواتكِ .... أنتِ حاولتِ مع والدتكِ كثيرا ، والنتيجة اعتبار ما يحصل من خصوصيتهم ، وقد نسوا أنكم جزء من فرحهم ، وسعادتهم ، وجزء أكبر من تعاستهم ، وشجارهم .
أختي لن يجدي الحديث عن ما حدث بين أبويك مهما تحدثتِ ، ولن تغيّر أحرفي شيء لِم جرى بينهما على مدى عمركِ الواحد والعشرين ، فتلك مواقف مرّت ، وأحداث قبل مرض أبيك شفاه الله ، وأبقاه لكِ .... ليس تصغيرا أو تحجيما لِم حدث ، لكن ما حدث .... حــدث .... ولا لوم عليكِ فقد فعلتِ ، وحاولتِ مع أمكِ ، ولم يتغيّر شيء لسبب بسيط لأن الخلل في التعامل ، والطريقة بين زوجين يجمعهم حب متبادل ، وأطفال ثمرة لحـب بينهما .... وهذا يعني الشيء الكثير لأن القاعدة الأساسية في الاستقرار موجودة فأبيك يحب أمكِ ، والعكس صحيح ، إذن التعبير عن مشاعرهم ، وما يضايقهم ، والمواقف الصغيرة أو الكبيرة التي تجمعهم أو تخصكم كأولاد لهم هي التي تحدث صراخهم ، وشجارهم ، وفتح ملفات تنتهي دون إغلاق ، وتتراكـم ، وتتفاقم ، لتكون كافية لانفجارها بعد أي موقف بسيط يحدث أو خلاف ، حتى دخلوا أي أبويك في نفق مظلم في التواصل المثمر ، والحوار الهادئ ....
أختي الفاضلة ...
تصوري ، وأتمنى أن لا تفجعي لو قلت لك أنتِ الآن من سيضيء النور داخل هذا النفق .... رغم وجعكِ .... رغم ترددكِ ، ووصولك إلى عجز في معرفة ماذا تفعلي لواقع أنتِ ....
21 سنـــة أليس هذا عمركِ ، تملك من العقل ، والبر ، والحب لأبويكِ ما يجعلك بدل أن تهربي ، وتنزوي داخل البيت إلى كيف تفكري أن تواجهي ما يحدث لكِ ، ولأخوة ربما أصغر منكم قد يتأثرون أكثر منكِ ، وقد لا يتحملون كما أنتِ تحملتِ .... المسألة ليس أنتِ فقط ، وإنما أخوتكِ ، وأبويكِ الذين يتمنيان العيش بسلام ، خاصة أن أبيك الآن أصبح في وضع مختلف ، مرض سيصاحبه أعراض نفسية سلبية لها ألمها ، ووخزها .... فكري جيدا في حال أبيك الذي أنجبكِ ، وفي يوم كُنتِ صغيرة ... ضعيفة ... كيف كان .... تذكري كل المواقف الجميلة التي كان يفعلها لكِ .... تذكري خوفه عليكِ .... فرحه لكِ .... هذا كاف ليجعلكِ ترين ما أنتِ فيه بعقلك الحالي ، وعمرك بطريقة أخرى ، كافٍ أن يدفعكِ إلى التفكير بطرق مختلفة إلى كيف توقفي خلافاتهم ، وشجارهـم ، بحبكِ لهم ، ولطفكِ ، وأمومتكِ المغروسة فيكِ .... عمركِ الحالي يجعلك تدركِ في لحظات هدوءك ، وصفاء نفسكِ أن الزواج ، وان الحياة الزوجية ليست كما هي ، وكما عايشتها بين أبويكِ .... لكن لا ألومكِ إن عممّــتِ ، وتكوّنتِ لكِ اتجاهات سلبية ، وأفكار مظلمة ، وقاتمة تجاه الزواج ، لأنك لا يمكن أن تجعل من خبرت ، وعلاقة أبيكِ مع أمك نموذج واحدا للحياة الزوجية ، نعم هو نموذج موجود ، ويختلف حتى في درجاته بين حالة ، وأخرى ، لكن هناك حالة تنعم بالاستقرار ، والهدوء .... فتشي فيمن حولكِ .... أقاربك .... صديقاتكِ لن تجدي حالهم كحال أبويكِ .
أختي الفاضلـة ...
لن أكون مثاليا فللأسف بعض الآباء يضرب ، ويتلفظ بكلمات قاسية ، كأسلوب في تعامله مع أولاده ، لأن الضرب ، والشتم لا يكلف مجهودا ، ولا يتطلب تفكير ، وأسرع طريقة لإنهاء ما يزعج ، ويقلق الآباء تجاه أخطأ يرونها تصدر من أولادهم أو تقصير أو شجار بين الأخوة ، أسلوب يحدث راحة مؤقتة لا أكثر لكن ينسى الآباء آثاره ، ونتائجه على الأبناء ، وبالذات الصغار ، وما الكثير من الحالات النفسية المختلفة إلا نتائج ، وانعكاسا للأذى البدني ، والنفسي الذي يقع ضحية على الأطفال ....
أختي بودي أن أوقف هذا الضرب جسديا أو كلاميا عليكِ ، لكن لا أملك إلا أحرفي لو يقراها أبويك ، وتكوني قادرة على منحها لهم ، فصدقيني الكلمة لها أثر السحر أحيانا على البعض ، وكما قلتِ أنتِ كم تعودتِ على الضرب ، لكن الكلام القاسي يبقى جارحا .... صدقتِ العصا قد تسكر العظم فيبرى العظم لكن الكلمة .... كلمة واحدة تكسر الذات ، وصعب أن تجبر كسر الذات ، بكلمة نكفر ، وبأخرى يؤمن كافر ، بكلمة يتزوج الرجل ، وبطالق تبقى عليه محرمـة ....
أختي لن ألومك في نظرتكِ للزواج ، وترددكِ منه خوفا ان تعيشي نفس المأساة التي أنتش فيها ، وكي لا تجلبي الهم ، والألم لأطفالكِ ، لأن الزواج ليس هدفه تربية عجـول ، وإنما تربية عقول .... ليس توفير الأشياء المادية بقدر منح الحب ، والحنان ، والسكينـة ، وكم هم الكثيرين الذين يفتقدون معنى الأمان والشعور به رغم من يحيط بهم ، وما يتوفر لهم من مال ، وجاه ....نعم لديكِ ثلاثة أخوة رجال ، والربع أبيكِ كوّنوا لديك صورة قاتمة وسوداء عن الرجال ، وعن الزواج الفاشل قبل أن تعيشيه ، لكن نسيتِ أن لك ثلاث صديقات قمة في الروعة ، والآن متزوجات ، وماداموا هم صديقاتكِ فمن المؤكد أن قلوبهم بيضاء ، وحساسة ، ويملون من القدرة على التعامل مع الزوج ما يكفل لهم حياة استقرار أنتش أعرف بها من خلال علاقتكِ بهم حتى الآن .... إن حيرتكِ فيمن يتقدم لخطبتكِ ، وشعوركِ بأنك لا تقدري إنجاز شيئين معا .... زواج ، وطموحه .... أبدا ا أختي كم من الفتيات لم تكمل دراستها ، وطموحها إلا بعد زواجها ، فتفاءلي الخير ، وتأكدي أن الرجال يختلفون ، كما النساء تختلف ، اختيارك لمن سيكون زوجا وفقا معاييركِ ، واستخارتكِ إن شاء الله سيغير الصورة ، وربما يعوضكِ الله لصبركِ ، وحبكِ لأبويك في زوجكِ إن أراد الله ، الآن أنتِ في وضع على الأقل لا يبخل فيه عليكِ بشيء ، فدعي دراستكِ ، وطموحكِ أهم أولوياتكِ ، وربما إذا أنجزت على الأقل مرحلة الجامعة تكوني حققت بعض الشيء قبل زواجكِ على اعتبار أسوء الاحتمالات لو تزوجتي ، يرفض الزوج أكمال طموحكِ ، هنا تكوني قد فعلت شيء ، وحصلت على شهادة تكون ضمانا لحياة لا نعرف كيف ستكون .... أيضا بعد أكما مرحلة الجامعة سيكون تفكيركِ مختلفا ، ونظرتكِ للكثير عن الأشياء مختلفـة .... ما زلتِ يا أختي في عمر الدراسة ، وسيتقدم لك الكثيرين .
أختي الفاضلـة ...
سأرجئ بعض ما أود كتابته لبعض النقاط التي لم أعلق عليهـا .
خوفا أني من سيصدع برأسكِ أعانكِ الله على أحرفي .
ربي يحفظكِ ، ويوفقكِ ، وأسمع بنجاحكِ نهاية العام ، وتفوقكِ .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أ.القحطاني ; 14-04-2005 الساعة 03:28 AM
|