28-07-2019, 12:10 PM
|
#126
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 60340
|
تاريخ التسجيل : 06 2019
|
أخر زيارة : 22-03-2023 (07:08 AM)
|
المشاركات :
670 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Blue
|
|
الحلقة الثالثة
كنت قد توقفت عن كتابة حلقات قصتي في ترك الأدوية النفسية، وذلك بسبب الردود وانشغالي بأمور أخرى، والآن أكمل بقية الحديث في هذا الموضوع، لينتفع مرتادي هذا المنتدى.
تعلمون أن الآثار الجانبية للأدوية النفسية، لا تظهر مرة وحدة ودفعة واحدة، بل متباعدة على مر السنين، فبعضها يظهر في السنة الأولى، وبعضها يظهر في السنة الثانية، وهذا من خداع هذه السموم، فتكتشف على مر السنين أن صحتك بدأ ينهشها سباع الأدوية النفسية.
وأنا تحملت الآثار الجانبية التي ظهرت بعد سنة، يعني مثل ضعف القوة الجنسية، الحمى من وقت لآخر، بقع حمراء على الشفاه، ولكن في السنة السادسة وهي السنة الأخير، ظهر أثر جانبي لم أطيقه، قلب الموازين عندي، وأيقظني من سباتي العميق، وهو أنني أصبحت دائما في نعاس، ورغبة شديدة في النوم، حتى وإن كنت قد نمت الليل كله، وإن كنت أصبحت الصباح، وأفطرت، وشربت القهوة والشاي، ومع ذلك يطبق النعاس علي، وأجد رغبة في النوم، فأذهب إلى فراشي وأنام واستيقظ بعد مدة، ثم أمكث قليلا، ويأتي النعاس، وهكذا دواليك.
هذا هو السبب الفظيع الذي دفعني في اتخاذ قراري في ترك الأدوية النفسية، وهذا كان مؤشرا خطيرا بالنسبة لي، لأنه يعيقني عن القيام بمهام حياتي، وأنا مهندس احتاج إلى وعي، وانتباه لأن وظيفتي تتطلب مني ذلك. فلما تراكمت الآثار الجانبية، قلت لنفسي: والله لا أعيش بقية حياتي مع هذه الآثار الجانبية، وبدأت بتوقيف السيبرالكس تدريجيا، إلى أن أوقفته بعد 5 شهور.
في البداية، ومع التخفيض التدريجي للسيبرالكس، لم يكن هناك معاناة شديدة مع الأعراض الانسحابية، لعله بسبب أن جسمي ومخي قد تشبع من الأدوية النفسية، وكان يوجد مخزون، فلم أتأثر كثيرا من انسحاب مضادات الاكتئاب، وكانت هناك أعراض انسحابية ليست بالقوية، يعني كان هناك كهرباء في الرأس، ودقات القلب متسارعة في بعض الأحيان، ونوم قليل.
وبعد أن أوقفت الحبوب النفسية تماما، بدأ القلق يقوى، والضيقة في الصدر تزداد، والتسارع في ضربات القلب تكثر، وكل هذا تحملته ولله الحمد، وكنت الجأ إلى الله، واستغل مواطن الدعاء وأدعو ربي، واشغل نفسي بقراءة القرآن والاستغفار وغيره.
ولكن بعد 6 شهور من إيقاف الأدوية النفسية، بدأت الأعراض الانسحابية تشتد، وبقوة، ودخلت في أحوال عصيبة جدا، يصعب وصفها، فقد عانيت، بالإضافة إلى الكهرباء، بوجود برودة في جسمي، ما كنت أطيق درجة حرارة الغرفة 25 درجة مئوية، وكنت البس بجامات داخلية، وأغطي رأسي بغطاء، والبس شرابات لأحمي رجلي من البرودة، شرابين لكل رجل، وعند الاستحمام كنت أعاني خوفا من البرد، وكان هناك خوف، وقلق مستمر، كنت أقلق من أشياء تافهة وطبيعية، وكان هناك شعور باكتئاب، وعدم الرغبة في عمل شيء، وضربات القلب متسارعة، والتهاب في الجيوب الأنفية، فقدت بسببها حاسة الشم، وطنين في الأذن مزعج، مآسي عشتها كانت شديدة وعصيبة.
والناس لاحظوا تغير في وجهي، وجسمي، ومع ذلك عملت نفسي كأني طبيعي، وأنا من الداخل احترق وأعاني. وكنت أرى الناس يضحكون ويلعبون ويمزحون ويعيشون أوقاتهم بسرور وفرح، وأنا جالس أعاني من الأعراض الانسحابية، وأقول لنفسي بإذن الله أعيش مثلهم بعد أن يشفيني الله من هذه الأعراض الانسحابية.
ومع ذلك، قلت لنفسي: والله ما ارجع للسيبرالكس، إما الموت وإما أن أعيش بقية حياتي بدونها، يعني قبلت بالموت، فصار ما دون الموت مقبول عندي، ومضيت، واستمريت وأنا في معاناة لا يعلمها إلى الله. تمر ليالي لا أذوق فيه طعم النوم، وصلاتي أصليها بدون خشوع، بس أتلفظ بالآيات وأذكار الصلاة، ولكن كنت أناجي خالقي ومولاي، وأدعوه ليلا ونهارا أن يزيل عني ما أنا فيه، وأن يعجل بشفائي.
ملاحظة: لم أذكر هذا الكلام لقصد تخويفكم، وبعث الرعب في قلوبكم، بل أريد الناس ان يعرفوا أن هناك شيء اسمه أعراض انسحابية بعد ترك مضادات الاكتئاب، لأن الكثير يظن أن الإقلاع عن الأدوية النفسية لا يسبب أي أعراض، وهذا فهم خاطيء جدا، وأنا كنت ضحية هذا الفهم الخاطيء.
نقف هنا ونكمل في حلقة قادمة إن شاء الله
استودعكم الله
|
|
|