عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-2005, 10:45 PM   #1193
آساير
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية آساير
آساير غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5898
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 17-06-2011 (05:54 AM)
 المشاركات : 3,796 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



لعجوز متهالكه على كرسي بسيط .. وحيده .. لاشيء ولاشخص حولها
سوى بقايا كتاب مهترىء .. وبدا واضحاً ان الزمن قد مارس لعبته عليه
و استنفذ من بياضه الكثير .. فقارب للصفار

توقف الزمان/المكان من حولها .. وبها ... فلم تعد تميز في أي وقت هي
ولا أين هي .. و حتى الوجوه .. لا تراها كما يراها من حولها ..! هي تراها بعين
ثالثه .. تختلف عن تلك العينين اللتين تطوقهما نظارة مثبته على أنفها المميز

تلك العين الثالثه .. وذاك الزمان و المكان المفقود .. كلها موجوده في " الذاكرة " ..!
هي تحيا من خلال الذاكرة .. وكل ماهو خارج نطاق تلك الذاكرة و ماتحويها من ذكريات
لامعنى له .. ولا أهميه أبداً

يبقى ذاك الكتاب الذي لا يفارقها أبداً .. و يقبع في حضنها .. بسكينه وهدوء قد تحسده
عليه قطه إعتادت الإنزواء في حضنها أيام شيخوختها الاولى

الآن .. يتبقى فقط أن أقول لها ..؛

اغفري لنفسك كل مافات .. لقد كنتِ انتِ .. وكان لزاماً أن يحدث ماحدث
و كون الله منحك من الوقت ماجعلك تصلين لأرذل العمر الذي تقبعين فيه
وحيده .. فهذه دلاله على رحمته .. وسعة مغفرته
لاشيء يستحق .. ولاشيء يتطلب منكِ أن تناديه .. و تبكي عليه
لا أبناً .. ولا إبنه .. لا عزيزاً .. ولا غالياً .. لا صاحباً ولا رفيق درب
لا احد يبقى حتى آخر المطاف معنا
وجوههم تتغير .. حتى لو كانت بنفس الملامح
أرواحهم تتغير .. و يكفيهم مايحملون من ذنوب لا يعلمها إلا الله ..... وهم

إجعلي إغماضتكِ الأخيرة .. إغماضة راحة فعليه
إغماضة جفن هدته الذكريات الميتة قبل الحية
إغماضه .. سيطلبها " الحي " لو أدرك عمق سحرها و جاذبيتها

لكِ ... و لكِ فقط حتى يحين اللقاء

كوني بألف ألف خير .. و لاتكترثي لشيء
يكفيكِ ... أنكِ تحملين الكتاب ..!
هذا فقط .... يستحق ..!



 

رد مع اقتباس